اليمن «الوطن والشعب» رغم الصعوبات والتحديات والأخطار استطاع أن يمضي بالتسوية السياسية صوب غاياتها بتحقيقه انجازات ونجاحات على صعيد تنفيذ مسار المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني الذي خرج بوثيقة جسدت توافق واتفاق اليمنيين جميعاً على الحلول والمعالجات لكافة قضاياهم ومشاكلهم بكل تعقيداتها.. مؤكدين انتصار حكمتهم على اختلافهم وخلافاتهم وصراعاتهم، مجنبين وطنهم المآلات الكارثية لأسوأ أزمة عرفها تاريخهم المعاصر.. هذه هي المضامين العميقة المعززة للروح الوطنية التي خاطب بها الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية خلال ترؤسه للاجتماع الثاني للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني, ليس فقط المشاركين في هذا الاجتماع وإنما كافة أبناء شعبنا على اختلاف فئاتهم وتكويناتهم وتوجهاتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وانتماءاتهم الحزبية وفعالياتهم الثقافية والإعلامية.. لتكون إشارته إلى وصول اليمن إلى مشارف استكمال المهام الوطنية للمرحلة الانتقالية تحمل دلالات وأبعاد المسؤولية التي يجب تحملها بصدق وجدية من كل القوى والأطراف ليزداد المعنى وضوحاً بتأكيده على أن الصعوبات ما تزال قائمة لاسيما في الجوانب الأمنية والاقتصادية ويتصدرها تحدي الجماعات الإرهابية وأولئك الذين لم يتحرروا بعد من سلاسل قيود الماضي التي مازالت تكبل عقولهم, غير مستوعبين أن مثل هذا التفكير قد عفا عليه الزمن.. ويتوجب عليهم أن يدركوا أن مصلحة من لا يزال يصر على هذا النهج أن يخرج من هذه الشرنقة ليعانق آفاق غد يمن آمن مستقر متطور ومزدهر.. وهنا من المهم الإشارة إلى أن التسريع في تحقيق مهام المرحلة الانتقالية يسهم بصورة كبيرة في حسم معركة الشعب والوطن مع العناصر الإرهابية التي بلغت بظلاميتها ودمويتها أقصى حدود الوحشية.. وبات على كل اليمنيين وجوباً أن يقفوا بحزم جنباً إلى جنب مع أبطال القوات المسلحة والأمن في المواجهة المباشرة وغير المباشرة عبر العمل الجدي بتحويل مخرجات الحوار من صيغها النظرية إلى العملية التطبيقية لها، لتصبح واقعاً مجسداً ببناء الدولة الاتحادية التي بها فعلاً نقطع طريق العودة إلى الماضي وخطاياه وأزماته ومآسيه.. دولة تقوم على ثوابت الجمهورية والوحدة والديمقراطية، تسودها العدالة والشراكة والمواطنة المتساوية، فلا يكون هناك في ظلها ظالم أو مظلوم.. وبهكذا يمكن لنا أن نتغلب على الإرهاب بإزالة مسبباته وتجفيف منابعه والقضاء على شره المستطير.. إن وجود هيئة تشرف إشرافاً كاملاً على تنفيذ مخرجات الحوار تمثل- كما قال الأخ الرئيس- كل الأطياف من الشباب والمرأة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.. هيئة بتركيبتها الوطنية متآلفة ومنسجمة لن يكون هدفها إلاَّ مصلحة اليمن وحاضر ومستقبل أجياله.. ويبقى الدور الأهم في هذه المرحلة للإعلاميين والإعلام الرسمي والحزبي والأهلي الذي عليه أن يغادر زمن أهواء المصالح والمماحكات والمكايدات والتعصب لطرف أو حزب.. فالمرحلة دقيقة وحساسة واستحقاقاتها تتطلب استشعاراً عالياً بالمسؤولية ووعياً وطنياً مستوعباً لمحورية الإعلام وتأثيره الإيجابي الفاعل على مسارات العملية السياسية التي في نجاحها تكمن مصلحة اليمنيين وتمكنهم من الوصول إلى بر الأمان ليبنوا معاً وطناً جديداً قوياً عزيزاً متقدماً ينعمون فيه بالأمن والاستقرار والوئام والسلام.