اليوم تبدأ الجسلة الختامية العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي ستتوج بالحفل الختامي يوم 25يناير الجاري.. بهذا النجاح والإنجاز سيكون شعبنا اليمني الأبي على موعد مع مرحلة جديدة يتجاوز فيها الماضي بكل خلافاته وصراعاته وحروبه وأزماته، وما أفرزته أحداثه المتراكمة من صعوبات وتحديات وأخطار كادت تعصف بالوطن إلى مهاوي الصراع والدمار والخراب والفرقة والتمزق..لكنه استطاع بشجاعة وحكمة أبنائه ووقوف أشقائه وأصدقائه إلى جانبه استطاع الانتصار لوحدته وأمنه واستقراره.. لحاضره ومستقبله من خلال نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي طرحت على طاولته كافة القضايا والمشكلات للمناقشة بصدق ووضوح وشفافية من كل المكونات على اختلاف إتجاهات رؤاها وتصوراتها، ليصل الجميع إلى الحلول والمعالجات التوافقية العقلانية، مغلبين مصلحة اليمن على ما عداها من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، مجسدين بذلك وعياً مستوعباً لمتطلبات التغيير وبناء يمن جديد مؤسس على التوافق والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة.. يمن تشيد صروح دولته المدنية الاتحادية الديمقراطية الحديثة على العدالة الاجتماعية بمعانيها ومضامينها ودلالاتها المعبرة عن جوهر الحكم الرشيد.. مبارك لشعبنا هذا النجاح والإنجاز الذي ما كان له أن يتحقق لولا تحمل مسؤولية قيادته في هذه الفترة الحرجة المعقدة الدقيقة والحساسة المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني، الذي بحكمته وحنكته ونفاذ بصيرته، مواجهاً كل المعضلات والعراقيل والمعيقات التي اعترضت مسارات الحوار ليصل به إلى غاياته التي طالما ناضل وقدم شعبنا التضحيات الجسام من أجلها طوال مراحل تاريخه المعاصر.. وها هي اللحظة التاريخية الفارقة في مسيرته قد آن آوانها، وحان قطف ثمارها الطيبة المباركة بترجمة مخرجات الحوار الوطني إلى واقع جديد ملموس يعيشه كل أبناء اليمن في الجنوب والشمال والشرق والغرب.. وهذا يستوجب منهم جميعاً- مواطنين، وقوى، ونخباً اجتماعية وسياسية وأوساطاً إعلامية وثقافية التراص والاصطفاف، وبذل الجهود في العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار وإدراك أن النعرات القبلية والمناطقية والطائفية والمذهبية نزعات مدمرة ينبغي تطهير النفوس والعقول من أدرانها والترفع عن الصغائر والتفكير بذهنية مواكبة لموجبات استحقاقات تعميق وترسيخ الوحدة اليمنية على قاعدة المواطنة المتساوية وفقاً لصيغة عقد اجتماعي جديد يعكس إرادة الشعب في الحياة الحرة الكريمة، ويفتح أمامه آفاقاً رحبة للنهوض والتطور والتقدم والرقي تؤكد في مسارها أن العام الجديد 2014م يحمل بشائر الغد المشرق المفعم بالأمل والتفاؤل لكل اليمنيين.. لاسيما وأنه قد تزامن مع اختتام مؤتمر الحوار الوطني واستعادة مؤسستهم الدفاعية والأمنية لحمتها بعد نجاح إعادة هيكلتها وبنائها على أسس وطنية علمية حديثة وعلى ذلك النحو المعبر عنه في تدشين مقاتليها الأبطال الميامين لعامهم التدريبي والقتالي والعملياتي والإعداد المعنوي 2014م، والذي شكلت احتفالاته وفعالياته تأكيداً على أن مسار العملية السياسية بات آمناً، وأن المصلحة الحقيقية لكافة أبناء اليمن تتجسد في السعي الجاد والمخلص نحو تعزيز قوة ومنعة الدولة اليمنية القادرة على فرض النظام والقانون على الجميع.. وهذا لن يتأت إلا بثقتهم وقناعتهم وإيمانهم بأن القوات المسلحة والأمن هي ملاذنا الآمن وحصننا المنيع لمواجهة الفتن والإرهاب وعناصر التخريب وللتصدي لكل من يريد الإنحراف بمساراته الجديدة المنبثقة عن مؤتمر حوارهم الوطني الذي يقتضي تطبيق وتنفيذ مخرجاته جنوح الجميع إلى السلم والوئام ويسهمون في توفير أجواء ومناخات الاستقرار لتتمكن سفينة الوطن من الرسو على شواطئ السلامة وبر الأمان.. وفي هذا حاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة.