وثيقة الحوار الوطني التي يجري الاستعداد لإنجازها من قبل فريق يشمل كافة المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحزبية والعسكرية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني، تعتبر في معانيها ومضامينها خلاصة النقاشات لرؤى الحلول والمعالجات الجادة والصادقة والمسؤولة التي أسهم المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل خلال الشهور الماضية وبذلوا جهوداً جبارة لإنجاز محاورها، وهي تمثل خارطة الطريق التي تتجاوز باليمن كافة صعوبات وتحديات أزماته ووضعه على مسار المستقبل ليمن آمن ومستقر ومزدهر، ولهذا فإن هذه الوثيقة عند صدورها تعد بمثابة قرارات ملزمة التنفيذ، باعتبارها تعكس ما توافق واتفق عليه أبناء الوطن في حوارهم الذي حقق نجاحاً عظيماً يعد طوق النجاة الموصل إلى بر الأمان. وفي هذا تتجلى الحكمة اليمانية بأعظم صورها مجسدة في الروح الصبورة المتوازنة التي أدارت التسوية السياسية والحوار الوطني والممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كرجل سياسي استطاع ومعه كل الخيرين من أبناء اليمن،وبدعم ومساندة الأشقاء والأصدقاء في العالم أن يجتازباليمن مرحلة عصيبة بالغة الدقة والحساسية غير مسبوقة في حلحة تعقيداتها وإدراك أبعاد مخاطرها وتحدياتها عبر تاريخ شعبنا المعاصر.. ليكون عند مستوى الثقة الممنوحة له من أبناء اليمن في21 فبراير2012م، عبر انتخابات جسدت الإرادة الوطنية لليمنيين في التغيير الهادف إلى بناء يمن جديد تسوده المحبة والإخاء.. خالٍ من الظلم والفساد والعنف والارهاب.. يمن يتسع لكل أبنائه دون إقصاء أو تهميش أو استبعاد لأحد.. يمن يشارك الجميع فيه في السلطة والثروة وصناعة القرار في ظل مواطنة متساوية في الحقوق والواجبات.. لقد كان المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية والثقافية والشبابية والمجتمعية مستشعرين لواجباتهم الوطنية.. مستوعبين ضرورة التوافق والاتفاق الذي ما كان له أن يكون لولا الاستيعاب الواعي لاهمية المرحلة التي يمر بها الوطن والتي تستدعي التوصل إلى توافقات ضرورية هدفها بناء اليمن تمثلت في النتائج التي خرجت بها فرق العمل الحواري.. منجزةً مهامها بالصورة الإيجابية التي حملتها تقاريرها المرفوعة إلى هيئة رئاسة المؤتمر، سواءً فيما يتعلق بالحلول والمعالجات لكافة القضايا بصفة عامة، أو فيما يخص القضية الجنوبية كونها القضية المصيرية الأهم في الحوار الوطني، والتي بكل تأكيد أن التعاطي معها واجه صعوبات معينة، ورغم ذلك استطاع المتحاورون والقيادة السياسية وضع مسارها بالاتجاه الصائب، وهاهي تشهد حركة إيجابية بإيجاد حلولاً عادلة ومنصفة لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وهي مطالب مشروعة أوجبت حلولها في النقاط ال«31».. وفي ذات السياق هناك سعي جاد إلى إيجاد حل لمشكلة صعدة، ومن ثم توجه كل أبناء اليمن نحو بناء الدولة المدنية الموحدة الديمقراطية القوية. وفي ذات السياق فلعل ما يعزز التفاؤل والأمل بتنفيذ نتائج الحوار هو المسار الموازي على صعيد إعادة بناء القوات المسلحة ومواصلة هيكلتها على أسس وطنية وعلمية لتشكل جيشاً وطنياً احترافياً يقف على مسافة واحدة من كل اطراف العملية السياسية ويجعل منها المؤسسة الضامنة لتحويل نتائج مخرجات الحوار إلى واقع يلبي متطلبات الحاضر واستحقاقات المستقبل!!