تقول الأسطورة: بينما كان النسران يحلقان في السماء اصيب احدهما بسهم، تأوه متألماً، وقال لأخيه: - انه من ريشنا يأتي مقتلنا. واضح ما ترمي اليه الاسطورة من مغزى. وفي ثقافة كثير من الشعوب يعتبر النسر رمزاً للقوة، مثلما هو رمز الحق الجريح، وقر اتخذت كثير من الدول النسر شعاراً لها. بلادنا واحدة من هذه الدول التي اتخذت رمز النسر فارداً جناحيه بإباء، وكأنه ليستعد للتحليق بجسارة في سماء العصر. غير انه في اللحظة التي قرر فيها الوطن ان ينهض ويحلق بجسارة لبلوغ العصر، تدافعت قوى التخلف والهيمنة وصعدت من ايذائها، تريد الانحطاط بالدولة وتدميرها، ووأد الحلم الوطني، وجر اليمن الى الخلف، وأياً كان الأمر فليس بوسع هذه القوى ان تهزم الارادة الشعبية العامة في الديمقراطية والدولة المدنية، والتنمية، قد تعيق او تؤخر لبعض الوقت، ولكن كل المعوقين فكرياً وسياسياً سيتحطمون امام الارادة العامة والوعي الوطني العام.. الاولوية الآن لتعزيز بناء الدولة القوية، حيث لا أمن ولا أمان ولا استقرار بدون الدولة القوية، وبدونها لا يمكن الحديث عن تحقيق اي انجاز. ولا اعتقد الا ان هذه الاولوية، محل اجماع وطني، مثلما هي مطلب شعبي وتفرض الاحتشاد الشعبي وشتى القوى الوطنية لتشكل كتلة تاريخية فعلاً لا قولاً باتجاه انجاز هذه الاولوية الملحة في اللحظة الراهنة. والدولة القوية لا تعني البطش والتسلط وانما هي دولة العدل والقانون والمواطنة.. ولا مراء فان الدولة القوية تعد حجر الزاوية للحكم فلن يتحقق الامن والاستقرار وتبسط سيطرتها في كامل التراب الوطني بدونها.. ونختم بمثل ما بدانا مع النسر والشاعر عمر ابو ريشة في قصيدة له يصور فيها نسر هجر القمة ليعيش هوان السفح مع بغاث الطير التي مضت في مزاحمته ودفعه بمخالبه الغضة استشعر النسر قسوة سجال غير الانداد فنهض محلقاً نحو القمة كان قد نسي التحليق الى الذرى لكنه بدافع الكرامة التي ادميت تمكن من الارتقاء الى وكره المهجور في الذروة الشماء وكان بيت القصيد هو البيت الاخير وهو ما يريد الشاعر ايصاله, يقول: ايها النسر.. هل اعود كما عدت ام السفح قد امات شعوري