جميل ان يكون للإعلاميين اليمنيين عيد يحتفى به في كل عام تقديرا وعرفانا بمهنة أصحاب الكلمة الوطنية الشريفة واحتفاءً بهمتهم العظيمة في مواجهة العدوان وهم يدافعون عن وطنهم وسيادته وكرامته وفي زمن السلم يشيدون بأقلامهم وألسنتهم تنمية وتطوير بلدهم. الاحتفال فكرة ومضمونا يحمل دلالات مهنية ووطنية فحين تحتفل الدولة بشريحة اجتماعية هامة تقوم بدور نوعي يخدم المجتمع بكل فئاته وتواكب أولاً بأول هموم وتطلعات الشعب في أفراحه وأتراحه وهي كذلك حاملة للواء المحافظة على الثوابت الوطنية التي رسخها الشعب بإرادته ودمائه فذلك اهتمام من الدولة يستحق التقدير. حين دخلت قاعة الاحتفال قاعة الأستاذ أحمد دهمش في مبنى وزارة الإعلام السابق أمام رئاسة الوزراء لاحظت في صدر القاعة لوحة الاحتفال برعاية الاستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي وبقيادة وزير الإعلام الأستاذ أحمد حامد تذكرت أول احتفال بالعيد الوطني للإعلام عام 2009 برعاية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبقيادة الوزير الأسبق للإعلام الأستاذ العزيز حسن اللوزي وجدت الكثير من الأصدقاء الإعلاميين مؤتمر وأنصار وإعلام رسمي يحتفلون بعيدهم ويجمعهم الوطن وهمومه كما لاحظت الوزير أحمد حامد ببشاشته المعهودة يرحب بضيوفه وموظفيه ويطمئن على سير الاحتفال وملامح الهم على قسمات وجهه وبين ثنايا جمل خطابه بالمناسبة فهو يعي تماما مسؤولية الإعلام الرسمي لسان حال المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ والمعبر كذلك عن تطلعات المواطن وهمومه فوحدة الجبهة الداخلية وتماسكها أمام العدوان تحتم على وزير الإعلام وكل منتمي إلى الإعلام وكل منتمٍ إلى المجال الإعلامي الحزبي والخاص أن يكونوا جبهة واحدة متناغمة وموحدة وهذا ما أظنه في عقل وتفكير وزير الإعلام.. أبارك لكل إعلامي تشرف أن يكون برفقة كل مقاتل في الجبهات يسابق بكاميرته وبمكرفونه الرصاص والموت من أجل وطنه والدفاع عنه.. وأهنئ كل إعلامي بهذا اليوم وهو يغطي جهود رجال الأمن لإستباب أمن الوطن والمواطن وكأنه المعني الاول قبل غيره بطمئنان السكينة العامة. ومن يتابع إعلام صنعاء على مدى عامين من العدوان سيجده قد حقق نجاحاً كبيراً على المستوى الوطني واستطاع أن يتلاحم مع الوطن والمواطن بالرغم من الفارق المهول بين إمكاناته وإمكانات إعلام الرياض ومرد ذلك أن الخطاب الإعلامي لصنعاء ينطلق من القضايا الوطنية والإرادة الشعبية فهو ضد العدوان على الوطن وضد التدخل الخارجي في الشأن اليمن وهو كذلك يحارب من أجل كرامة وسيادة الوطن ويحارب الأجنبي الذي يقتل المواطن البريء ويعتدي على مقدرات معيشته.. كل ذلك جعل الإعلامي في صنعاء يشعر أنه صاحب قضية يدافع عنها ومظلومية ينتصر لها. صحيح أن إعلام صنعاء قد أخفق في الإعلام الخارجي نظرا للحصار السياسي والإعلامي الكبير ولابد له من وقفة للبحث عن تجاوز الحصار والعقبات نحو الإعلام الخارجي.. وما يزيد الاحتفالية يوم أمس جمالا ومعنى هو التوقيع على ميثاق الشرف الاعلامي بهذه المناسبة الذي سيكون مرجعية أخلاقية وعقد شرف لكل إعلامي يتمتع قلمه أو كلمته بشرف الانتماء إلى مهنة المتاعب التي تتطلب المهنية الواعية والحس الوطني. فمهمة الإعلام سلاح ذو حدين إما البناء أو الهدم وهي كذلك مهنة لخدمة الوطن أو لخدمة الأعداء. ولأنها مهنة خطيرة فهي تتطلب من صاحبها أن تكون نفيسته خالية من أمراض المناطقية والمذهبية والانفصالية والأفكار الضيقة حتى لا يعدي قلمه أو كلمته الاصحاء من المواطنين بفيروس مرضه.. ولانها مهمة نوعية فهي تتطلب شروطاً صعبة ومنها الشرف والنزاهة فكيف يمكن للإعلامي أن يكشف الفساد المالي والإداري وكذلك الفساد والانحراف الأخلاقي والفكري والسياسي في المجتمع وهو غير مؤهل لتلك المهمة.. ففاقد الشيء لا يعطيه. وحديثي عن ميثاق الشرف الإعلامي الذي اطلعت على مسودته التي كان لصحيفة "26سبتمبر" السبق في نشره الأسبوع الماضي أبدأه بالشكر لاتحاد الإعلاميين اليمنيين برئاسة الاستاذ عبدالله صبري الذين بذلوا جهدهم المتميز في إنجاز الميثاق المكون من ثلاثة أجزاء. أ:المبادئ الأساسية: ب:قواعد أخلاقية عامة: ج:أولويات المرحلة الراهنة: وبالرغم من شمولية التسعه عشرة مادة التوضيحية للاجزاء الثلاثة قد تضمنت تمام بنيانه الا أني كنت أتمنى أن يشار في الجزء الثالث (أولويات المرحلة الراهنة) إلى ضرورة تلاحم جميع وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة ضد دعوات تجزئة اليمن إلى أقاليم وكذلك التأكيد بأن المرحلة الراهنة تستوجب نبذ المناكفات والمكايدات السياسية وخصوصا عبر وسائل الإعلام الإلكترونية والتأكيد كذلك على محاربة الدعوات الإعلامية للمناطقية والانفصالية فتلك من أهم ما تشهده الساحة الإعلامية في المرحلة الراهنة. شكرا لمن اجتهد ولكل من يبادر خدمة لوطنه وشعبه وليسمح لي الإخوة القدامى في وزارة الإعلام أن أعتب عليهم على عدم إبلاغ الأخ أحمد حامد وزير الإعلام بأن القاعة الني شهدت الاحتفال تحمل اسم الاستاذ القدير والوطني المعروف أحمد دهمش الوزير الأسبق- أطال الله في عمره- والذي خدم الإعلام بكل ما أوتي من جهد وأهم ذلك كان تنفيذ قناة التلفزيون عام 1995 وكذلك قيامه بحجز الأراضي الواسعة للمراسلات الإذاعية في شعوب (سواد حنش) ولعل الأخ والصديق حسين مقبل وكذلك الصديق العزيز المهندس حسين النونو وغيرهم قد بذلوا جهودا كبيرة في المجال الإعلامي مع الوزير دهمش وغيره من الوزراء يتذكرون الجهود الكبيرة للأستاذ أحمد دهمش. أما الشهيد المرحوم صلاح العزي فيستحق التكريم واقترح إطلاق أسمه على احدى قاعات وزارة الاعلام تكريما له وتستمر القاعة باسم الأستاذ أحمد دهمش تقديرا من الجميع لتلك الشخصية الوطنية المتميزة. أختم تحياتي إلى الإعلاميين في عيدهم بطلب إلى الله أن يسدد جهودهم من أجل وطنهم وكرامته وسيادته وأن يؤلف بين قلوب كل أبناء اليمن.. فغدا أو بعد غد سيعم السلام اليمن وتعود اللحمة والمحبة بين الإخوة الفرقاء ويعود النسيج الاجتماعي اليمني إلى عافيته ومتانته إنه على كل شيء قدير.