نقلت وكالة الأنباء الروسية عن مصدر روسي في الأممالمتحدة أن موسكو قد تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يهدد بمعاقبة سوريا في حال عدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وأضافت الوكالة نقلا عن نفس المصدر أن روسيا تعارض الصيغة الحالية لمشروع القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وستستخدم النقض ضده في حال لم تؤخذ بعين الاعتبار الاعتراضات التي تقدمت بها. من جهتها حثت سوريا مجلس الأمن على عدم الرضوخ لضغوط الولاياتالمتحدة التي تسعى مساء اليوم لاستصدار قرار يهدد بفرض عقوبات اقتصادية عليها في حال عدم تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية التي يقودها ديتليف ميليس. ويتوقع السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون أن يقر مجلس الأمن خلال اجتماعه اليوم على مستوى وزاري مشروع القرار، مؤكدا أنه مدعوم بالأصوات التسعة المطلوبة لإقراره مضيفا أنه سيحوز أصواتا أكثر عند التصويت. وتوقع بولتون ونظيراه البريطاني والفرنسي ألا يستخدم حق الفيتو لنقض المشروع الذي سيعرض في السادسة مساء بتوقيت مكةالمكرمة (15 بتوقيت غرينتش) داخل المجلس. كما توقع مشاركون في صياغة المشروع أن يحوز أكثرية كبيرة تضم 12 من أصوات أعضاء مجلس الأمن، مع امتناع روسيا والصين عن التصويت إضافة إلى الجزائر العضو غير الدائم في المجلس. ووصفت صحيفة "تشرين" الحكومية في مقال افتتاحي مشروع القرار "بالمتشدد والقاسي وغير المتوازن ضد سوريا"، داعية المجلس "لاتخاذ قرار متوازن وموضوعي يعطي كل ذي حق حقه، لا أن يكون ترجمة صريحة لإرادة الإدارة الأميركية وحلفائها وضغوطها وتهديداتها". وعشية بحث القرار في مجلس الأمن نشّطت سوريا تحركاتها في محاولة لتفادي العقوبات. فبينما توجه وزير الخارجية فاروق الشرع إلى نيويورك لحضور الاجتماع، واصل نائبه وليد المعلم جولته في دول الخليج في محاولة لإقناعها ببذل مساعيها لمنع فرض عقوبات على بلاده. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن المعلم قوله إنه يحمل رسائل من الرئيس بشار الأسد إلى الزعماء الخليجيين، توضح لهم المخاطر التي قد تتعرض لها دمشق في حال فرض عقوبات عليها. وأعرب في تصريحات للصحفيين بالعاصمة القطرية عن تخوفه من إصدار مجلس الأمن ما وصفه بقرار "خطير ينص على استخدام القوة ظلما ضد سوريا"، موضحا أن بعض الأوساط تحاول أن تجعل من الاجتماع محكمة لتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يتيح اللجوء للقوة. وأضاف المسؤول السوري أن هذا القرار جرى التحضير له قبل شهر من صدور تقرير القاضي ميليس. وقد التقى المعلم لاحقا أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسلمه رسالة شفوية من الأسد تتصل بالموقف السوري من اجتماع مجلس الأمن، كما التقى لنفس الغرض وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وقطر هي المحطة الثانية من جولة المعلم الخليجية التي بدأها من السعودية حيث اجتمع بالملك عبد الله بن عبد العزيز, وقال إنه لقي "أصداء إيجابية وتضامنا تاما من الملك ومن الشعب السعودي". وكان الملف السوري محور اتصال هاتفي اليوم بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك، كما كان محور محادثات أجراها العاهل السعودي في الساعات الماضية مع نظيره الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مكةالمكرمة. المصدر : الجزيرة + وكالات