قررت أسرة الصبي الفلسطيني، أحمد الخطيب (12 عاما)، الذي كان الجيش الاسرائيلي قد أطلق عليه الرصاص الخميس الماضي وتوفي أول من امس متأثراً بجراحه، التبرع بأعضاء جسمه لإنقاذ أطفال إسرائيليين. وقالت أسرة الخطيب الذي يتحدر من منطقة جنين، إنها تبرعت بأجزاء جسمه الى مستشفى في حيفا «من أجل تعزيز السلام بين الناس». وقال الطبيب تسيفن بن يشاي الناطق باسم «مركز رابمام الطبي» في حيفا حيث كان يُعالج الصبي الخطيب إن أسرته قررت التبرع بأعضائه «لجعل القلوب متلاحمة والسلام قريبا». وأكد عم الصبي، ويُدعى جمال الخطيب، أن أسرته تبرعت بالفعل بأعضاء الصبي الذي توفي السبت. يشار الى ان الصبي الفلسطيني أطلق عليه جنود إسرائيليون النار ظناً منهم أن بندقية لعب كان يحملها يوم العيد هي بندقية حقيقية، حسب زعم الجنود. ووقع الحادث أثناء عمليات تمشيط كان يقوم بها جنود إسرائيليون في مخيم جنين للاجئين لاعتقال نُشطاء من تنظيم «الجهاد الاسلامي». ويقول الاسرائيليون إنهم كانوا عرضة لإطلاق النار من الجزء الغربي من المخيم، وأصابت رصاصات سيارة جيب عسكرية. ووفقاً لمصادر فلسطينية، فإن عناصر من حركة فتح والجهاد الاسلامي شاركوا في تبادل إطلاق النار، في حين رشق فتية فلسطينيون حجارة باتجاه سيارات الجيب الاسرائيلية. وزعم الجنود أن أحدهم شاهد رجلاً مسلحاً على بعد 130 متراً فأطلق عليه النار وأصابه في الرأس، وحملت سيارة اسعاف الرجل المفترض، لكن اتضح لاحقاً أن البندقية لا تعدو أن تكون بندقية بلاستيكية، وهي التي كان يحملها الصبي الخطيب. وعرض الجيش الاسرائيلي البندقية ليتبين انها تماثل البندقية الحقيقية. ونقل الصبي الخطيب الى رام الله، لكن حين اتضح ان حالته حرجة رتبت السلطة نقله الى إسرائيل (مركز طبي في حيفا). وقالت مصادر فلسطينية إن الصبي الخطيب لم يكن أحد الفتية الذين يرشقون الجنود بالحجارة. (الشرق الاوسط)