أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر خسارة زعيم "حزب الغد" أيمن نور أمام منافسه من "الحزب الوطني الديموقراطي" الحاكم يحيى وهدان في منطقة باب الشعرية في القاهرة. وبث التلفزيون المصري النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أظهرت أن مسؤولين كبار في الحكومة مرشحين عن الحزب الحاكم قد فازوا في الجولة الأولى من الانتخابات. وكان نور قد نافس الرئيس المصري حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تعددية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي وحاز على نسبة حوالي 8 في المئة من أصوات الناخبين. وقد أوقفت السلطات المصرية نور قبل الانتخابات الرئاسية بشكل إحترازي بتهمة تزور مستندات وتم تعليق المحاكمة عشية الانتخابات. وقبل الانتخابات التشريعية التي شهدت جولتها الأولى أمس الأربعاء، كان حزب الغد يشكّل بنوابه الستة أكبر حزب معارض في البرلمان وبحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء فإن زوجة نور والمتحدثة باسمه قد أدانت مضايقات وعمليات شراء أصوات قام بها مناصرون لوهدان، بحسب ما أشارت. وكان المصريون قد أدلوا بأصواتهم الأربعاء في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية والتي يتنافس فيها 1635 مرشحا على 164 مقعدا بمجلس الشعب (البرلمان). وكانت تقارير قد أفادت بوقوع تجاوزات في عدة لجان انتخابية. وصف المراقبون الإقبال على الإدلاء بالأصوات بانه عادي وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت جرينتش) وظلت مفتوحة حتى الساعة السابعة بالتوقيت المحلي ( الخامسة بتوقيت جرينتش). وقد وصف مراسلونا الإقبال الجماهيري على الإدلاء بالأصوات بأنه عادي مع تراجع ملحوظ للتواجد الأمني الذي كان يميز الانتخابات الماضية. وكالعادة خرج أنصار المرشحين بسيارات مزودة بمكبرات للصوت لحث الناخبين على التوجه الى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لصالح مرشحيهم. كما أقامت الأحزاب المصرية المختلفة المشاركة في الانتخابات وعلى رأسها الحزب الوطني غرف عمليات لمتابعة تطورات العملية الانتخابية. وقد بلغ عدد الناخبين في المرحلة الأولى 10.6 مليون ناخب تقريبا. وتقول السلطات المصرية إنها اتخذت إجراءات جديدة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات. وتدير الانتخابات اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية برئاسة وزير العدل تحت إشراف القضاء وتراقبها عدة جهات على رأسها المجلس القومي لحقوق الانسان التابع للدولة، ولأول مرة في تاريخ مصر عدد من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية. وكانت الحكومة المصرية قد رفضت أي رقابة دولية على الانتخابات قائلة إن الأمر يتعلق بالسيادة الوطنية. وقد نقل التلفزيون المصري صورا للرئيس حسني مبارك وقرينته ونجله امين السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك ورئيس الوزراء احمد نظيف وهم يدلون بأصواتهم في الانتخابات. وكان مبارك قد دعا في كلمة أمس الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات قائلا ان "مشاركة ابناء الوطن وفتياته هي مفتاح النجاح". أنصار المرشحين طافوا الشوارع لحث الناخبين على التصويت لمرشحيهم الاصلاح ويتوقع القليل من المصريين ان تفضي تلك الانتخابات الى وجود منافسة حقيقية لسيطرة الحزب الوطني الحاكم على البرلمان. ولكنها ستعد مقياسا لمدى قوة المعارضة المصرية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين الذين يطرحون انفسهم بقوة في هذه الانتخابات علاوة على اختبار مسيرة الإصلاح السياسي في مصر. وتقول تقارير ان هناك حالات فساد وتجاوزات وقعت خلال الحملات الانتخابية إلا ان ذلك كان اقل بكثير من التجاوزات في الانتخابات السابقة. وكان الرئيس مبارك قد تعهد باجراء المزيد من الاصلاحات الهامة ولكنه لم يعلن عنها بعد.