قصفت طائرات إف-16 وإف-4 التركية الحربية أهدافا تابعة لمتمردي حزب العمال الكردستاني في إقليم حكاري قرب الحدود العراقية، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام التركية. وهذه أول غارات جوية كبيرة على حزب العمال الكردستاني منذ إعلان الجماعة وقفا لإطلاق النار في مارس/آذار 2013. وقالت صحيفة حريت التركية اليومية إن الغارات التي تمت قرب قرية داغليجا الجنوبية الشرقية الاثنين أدت إلى حدوث "إصابات كثيرة". وقد أثار رفض تركيا المساعدة في الدفاع عن مدينة كوباني الحدودية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية غضب الأكراد. وأوردت صحيفتا جمهوريت وملييت التركيتان تقارير بوقوع اشتباكات الاثنين بين القوات التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في منطقة تونجيلي وسط شرق البلاد، بعيدا عن الحدود. وقال الجيش التركي إن غارات داغليجا الجوية كانت ردا على قصف حزب العمال الكردستاني المتواصل لموقع عسكري في المنطقة. وكان متمردو الحزب قد هاجموا الموقع العسكري لمدة ثلاثة أيام، بالأسلحة الثقيلة، وقاذفات الصواريخ، بحسب تقرير صحيفة حريت. وقد انتشرت احتجاجات الأكراد الأسبوع الماضي في الأقاليم الجنوبية الشرقية ذات الغالبية الكردية. وقتل في الاشتباكات التي عمت الشوارع 31 شخصا، حينما عبر الأكراد عن غضبهم من سياسة تركيا السلبية حيال كوباني. وفرض الجيش حظر التجوال في بعض المناطق. ولكن تقارير أخرى أفادت بوقوع اشتباكات بين مؤيدي حزب العمال الكردستاني، والأكراد المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية. وفي سوريا لايزال القتال العنيف في كوباني متواصلا منذ منتصف سبتمبر/ايلول، في الوقت الذي يحاول فيه الأكراد السوريون الدفاع عن مدينتهم ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وتتعامل تركيا مع حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة "إرهابية"، ولايزال زعيم الحزب، عبدالله أوجلان مسجونا. غير أنه لايزال هو نقطة الاتصال الأساسية في تركيا في محادثات السلام منذ إيداعه السجن في 2012. وتصنف الحكومات الغربية الحزب - الذي شن تمرده قبل 30 عاما سعيا وراء الحصول على حكم ذاتي في شرق تركيا - باعتباره جماعة "إرهابية". وقتل في المعارك أكثر من 40000 شخص.