لقي 16 شخصا مصرعهم في سلسلة هجمات وعمليات مسلحة شنتها عناصر المقاومة العراقية استهدفت في مجملها قوات الجيش والشرطة العراقيين. حيث قتل ستة عراقيين بينهم جنديان وموظف يعمل في وزارة الصحة في هجمات بالعاصمة بغداد وضواحيها ،فيما نجا مسؤول البطاقات التموينية من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة وجرح عقيد في شرطة كركوك في محاولة أخرى. وزارة الداخلية العراقية اوضحت في بيان لها أن جنديين عراقيين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون إلى جانب ستة مدنيين إثر سقوط عدد من قذائف الهاون على مقربة من أحد معسكرات الجيش العراقي في منطقة المحمودية جنوبي بغداد.. كما أصيب ثلاثة جنود منم الجيش العراقس عندما انفجرت سيارة مفخخة لدى مرور دوريتهم في أحد شوراع العاصمة بغداد. على صعيد آخر أعلن الجيش الأميركي عن مقتل سبعة مسلحين في عمليتين منفصلتين في محافظة صلاح الدين شمال بغداد أمس السبت. وفي تطور ميداني آخر قتل جندي أميركي اليوم في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية أميركية في جنوب بغداد. ولم يدل الجيش الأميركي بمزيد من التفاصيل عن ملابسات العملية. وكان 22 عراقيا لقوا حتفهم أمس السبت سقط 12 منهم في بغداد في عمليات منفصلة أسفرت أيضا عن مقتل جندي أميركي. على صعيد آخر رفضت الحكومة الأردنية الاستجابة لشروط خاطفي سائق سفارتها في بغداد بإطلاق سراحه مقابل سحب عمان تمثيلها الدبلوماسي في العراق، والإفراج عن العراقية المعتقلة لدى السلطات الأردنية "لمحاولتها تفجير نفسها في أحد الفنادق في عمان". على الصعيد السياسي ما زالت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت منتصف الشهر الحالي تثير ردود أفعال متباينة على خلفية تبادل التهم بين كافة الأطراف السياسية بشأن سلامة الاقتراع. وقد ارتفعت حدة التوتر بشأن تلك النتائج إذ تظاهر اليوم المئات في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية (شرق بغداد) للتنديد بمطالب إعادة الانتخابات التي تقدم فيها الائتلاف الشيعي المدعوم من المرجع آية الله علي السيستاني. في مقابل ذلك تظاهر المئات من أهالي مدينتي الفلوجة (غرب بغداد) وبعقوبة (شمال شرق بغداد) احتجاجا على النتائج الأولية للانتخابات التي رفضتها عشرات الأطراف السياسية بسبب عمليات التزوير التي شابتها وطالبت بإعادتها. وتصف جبهة التوافق العراقية السنية تلك النتائج برصاصة الرحمة ضد العملية السياسية في العراق. وقال الناطق باسم الجبهة، ظافر العاني إن كل الاحتمالات قائمة أمام جبهة التوافق لاتخاذ ما تراه مناسبا إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها. أما الائتلاف الشيعي الذي يقوده عبد العزيز الحكيم فإنه يتشبث بالنتائج ويدعو المواطنين إلى قبولها. وقد بدأ الائتلاف جهوده لتشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال الاتصال بالأطراف السياسية الأخرى، مستبعدا تولي مسؤول غير شيعي منصب رئاسة الوزراء. وقالت مصادر في الائتلاف إن أبرز مرشحيه للمنصب رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة ونائب الرئيس عادل عبد المهدي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وفي محاولة لتهدئة حدة التوتر الناجم عن الانتخابات اجتمع الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس السبت بممثلي الأطراف الرافضة لنتائج الانتخابات وطلب منهم الكف عن وصف خصومهم بعبارات طائفية استفزازية. من جانبه دعا المرجع الشيعي أية الله السيستاني أمس السبت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية, مشددا على أهمية عدم اللجوء إلى العنف. وفي السياق يتوقع أن يجتمع اليوم الرئيس طالباني بحليفه في الانتخابات التشريعية ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والسفير الأميركي خليل زلماي زاده في أربيل لبحث التحالفات الممكنة لتشكيل حكومة جديدة. ويتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع عبد العزيز الحكيم. وأفاد مراسل الجزيرة في أربيل أن اجتماع اليوم سينصب على بحث إمكانية تشكيل حكومة توافقية تضم ممثلين عن كافة القوائم الرئيسية المشاركة بالانتخابات التشريعية. كما تعقد أطراف سياسية عراقية معارضة اجتماعا في العاصمة الأردنية لبحث تداعيات الانتخابات التشريعية. وعلى صعيد الاوضاع في فلسطين فقد صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي في أول اجتماع لحكومته عقب خروجه من المستشفى على إقامة منطقة عازلة شمالي قطاع غزة. وقال شارون خلا ل الاجتماع إن هدف إقامة هذه المنطقة هو ضمان عدم وجود من يخطط أو ينفذ هجمات ضد إسرائيل. وأبلع شارون الوزراء بأنه أصدر أوامر للقادة العسكريين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة. وأوضح رعنان غيسين المتحدث باسم شارون في تصريح لمراسل الجزيرة أنه لن يسمح بدخول أو وجود أي شخص إلى المنطقة، وسيتم إطلاق النار فورا على كل من يخالف هذه التعليمات. من جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواصل الاغتيالات وعمليات القصف الجوي والمدفعي على المناطق الفلسطينية. وقرر موفاز تمديد الإغلاق التام للضفة الغربية وقطاع غزة حتى نهاية عيد الأنوار اليهودي في الثالث من الشهر المقبل، بحجة تحذيرات من هجمات فلسطينية محتملة. إلى ذلك قالت حركة الجهاد الإسلامي أنَّ إقامةَ منطقة عازلة شمال قطاع غزة سيوفر لعناصر المقاومةِ الفلسطينية مناطق أكثر قُربًا لضربها من ذي قبل، منددة بالدعوات الصهيونية التي تُؤيد إقامة المنطقة. واعتبر الشيخ خالد البطش القيادي في الجهاد إنَّ تهديداتِ العدو بإقامةِ منطقةٍ عازلةٍ شمال القطاع دليلُ فشله في مقابلِ قوةِ المقاومة وصلابتها، مؤكدًا أنَّ هذا الأمرَ لن يحول دون إطلاقِ قذائف المقاومة الصاروخية الباسلة. وأوضح أنَّ هذا الأمر إن تمَّ فهو تكرارٌ للممارساتِ العدوانية الصهيونية التي يتشدق بها العدو الصهيوني، ولن تحول دون وصول المقاومة لأهدافها العسكرية داخل عسقلان من قِبل عناصر المقاومة وبالذات سرايا القدس . وأشار البطش إلى أنَّ هذا الأمرَ سيوفِّر لعناصر المقاومة مواقع أكثر قربًا من ذي قبل، مبينًا أنَّ القصف التي تقوم به المقاومة ردًّا على الخروقاتِ الصهيونية من عملياتِ اغتيال واعتقال واجتياحٍ للمدن الفلسطينية، وبيَّن أنَّ فكرةَ منطقة عازلة شمال غزة سقطت في جنوب لبنان ولا يمكن أن تنجح في غزة. وأكد البطش أن استمرار القصف المدفعي للمناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة يُعطي المقاومة الحقَّ في الردِّ على هذه الجرائم، مبينًا أن أمن المواطن الفلسطيني مرتبط بأمن المواقع العسكرية والإستراتيجية في عسقلان، وأن كل هجومٍ على قطاع غزة سيقابله مقاومة بضرباتٍ لهذه المواقع الإستراتيجية. ووجَّه القيادي الفلسطيني مناشدةً للأمة العربية والإسلامية أن تقف إلى جانب جهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني ودعمه في مواجهة الغطرسة الصهيونية. وكان شارون قد أقر موافقته في وقت سابق على إقامة منطقة عازلة وحزام أمني في قطاع غزة . وقالت الإذاعة الصهيونة إن موافقة شارون هذه جاءت لمنع إطلاق صواريخ القسام باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية، وخاصة سيدروت وعسقلان، وقالت مصادر صهيونية إن هذه الموافقة تأتي بعد أن استنفذت إسرائيل كافة الخطوات الممكنة لمنع صواريخ القسام وقذائف الهاون محلية الصنع التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وقبل أيام أبدت وزارة الحرب الصهيونية استعدادها إقامة حزام أمني كامل حول قطاع غزة بهدف منع إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون باتجاه المدن والبلدات الصهيونية . وبحسب ما ذكرته المصادر فإن هذا الحزام سيتركز في منطقة شمال غزةوجنوبها على غرار الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، سابقا، وبحسب تقارير صهيونية فإن الجيش يتبنى هذه الفكرة ويدعم إقامة حزام أمني في داخل الأراضي الفلسطينية شمال قطاع غزة وهي المناطق التي يتم منها إطلاق صواريخ القسام باتجاه مدينة عسقلان والقواعد العسكرية الإسرائيلية المجاورة، وحزام آخر في جنوب القطاع حيث يتم إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب النقب. هذا وأقرت وزارة الحرب مواصلة عمليات القصف للمناطق التي تشتبه إسرائيل بأنها تستخدم لإطلاق صواريخ القسام، وتم اتخاذ هذا القرار في أعقاب جلسة تقويم الوضع الأسبوعية التي أجراها وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤل موفاز، بمشاركة كبار قادة الأجهزة الأمنية، وقد أصدر موفاز تعليمات بمواصلة قصف مواقع في العمق الفلسطيني في قطاع غزة ضد أهداف مرتبطة بإطلاق صواريخ القسام، على حد قول المصادر.