حقق فيلم "كينغ كونغ" (King Kong) للمخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون, أكثر من مائة مليون دولار بعد 12 يوما من انطلاق عرضه في الصالات الأميركية, مغيرا بذلك توقعات أشارت إلى أن أرباحه لن تغطي كلفة إنتاجه الضخمة التي جعلته سادس أغلى فيلم في تاريخ السينما الأميركية. فقد حقق الفيلم الذي يحكي قصة الحب بين الغوريلا الضخم كينغ كونغ والحسناء الأميركية آن دارو, 118.7 مليون دولار بعد أن بيعت تذاكر بقيمة 31 مليونا خلال الأيام الأربعة الماضية التي تخللتها عطلة عيد الميلاد. وقلبت هذه الأرقام توقعات مراقبي صناعة السينما الأميركية الذين أكدوا أن الفيلم الذي بلغت ميزانيته 207 ملايين دولار, لن يحقق أرباحا كافية بعد المبالغ القليلة التي جمعها في أسبوعه الأول. غير أن عطلة عيد الميلاد أنقذت موقف المخرج الفائز بجائزة الأوسكار عن ثلاثية فيلم "ملك الخواتم" (The Lord of the Rings). ويعتبر الفيلم الإصدار الثالث للغوريلا الضخم كينغ كونغ. فالنسخة الأولى التي أنتجت عام 1933 بالأبيض والأسود كانت من إخراج ميريان كوبر وأرنست شودساك وأداء ماي راي وروبيرت آرمسترونغ. وقد تأثر بيتر جاكسون منذ طفولته كثيرا بهذه النسخة من الفيلم وحلم بتحقيقها يوما من الأيام. واعتبر الفيلم في ذلك الحين أعجوبة سينمائية لكثرة الخدع والمؤثرات, وحقق 75.1 مليون دولار واعتبر هذا الرقم قياسيا آنذاك. واستمر عرض النسخة الأولى حتي منتصف خمسينيات القرن الماضي. واعتبر كينغ كونغ عام 1991, ثروة قومية أميركية. وأنتجت النسخة الثانية عام 1967 على يد المخرج جون غويلرمين وتمثيل جيسكا لانغ وجيف بريدجز. وقدمت هوليود كل ما بجعبتها من إمكانيات سينمائية لتحقق مدخولات أضخم من تلك التي حققها الإصدار الأول. وحلم بيتر جاكسون دائما بتحقيق النسخة الثالثة من كينغ كونغ بشكل يتلاءم مع سمعته العالمية كمخرج يجيد التعامل مع المؤثرات الخاصة والخدع السينمائية. وبينما كانت ثلاثية ملك الخواتم تعرض على مدى ثلاث سنوات من الألفية الجديدة, كان جاكسون يضع مع فريقه اللمسات الأخيرة علي سيناريو كينغ كونغ، مستفيدا من خبرة ثلاثيته المتقنة. وأصر جاكسون كعادته دائما, على تصوير كينغ كونغ بعيدا عن أجواء هوليود, مفضلا الانتقال إلى نيويلاند بحجة أن الكواليس الطبيعية صالحة تماما لإضافة تلك اللمسة الساحرة علي أفلام الخيال. لقد تعلم جاكسون من سيد الخواتم أهمية ربط القصة الخيالية بالواقع, وهذا الدرس انعكس على طريقة رواية قصة حب البقاء بين الوحش الهائل والممثلة الشابة. وللتذكير بقصة الفيلم التي ألفها الروائي الأميركي ديلوس دبليو لافلايس, فإن الأحداث تدور إبان سنوات الركود الاقتصادي الذي عانت منه الولاياتالمتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي. وتبدأ تلك الأحداث عام 1933 بالتحديد, حيث تعاني الممثلة الشابة آن دارو (نعومي واتس) من هموم البطالة بعد إغلاق المسرح الذي كانت تعمل فيه. وتلتقي صدفة بالمخرج السينمائي كارل دينهام (جاك بلاك) الذي كان يخطط للإبحار إلي إندونيسيا لتصوير مغامرة في جزيرة لم تطأها قدم إنسان على الإطلاق. وفي مكان ما في البحر هناك ترتطم السفينة بصخور عجيبة في ليلة عاصفة وضبابية. ويدرك البحارة أنهم وصلوا جزيرة الجمجمة التي لا يعود منها أي إنسان على قيد الحياة. ويلتقي أبطال الفيلم ببشر بدائيين وديناصورات وحيوانات خرافية أخري بأحجام وأشكال كبيرة، وغوريلا يزن نصف طن اسمه كينغ كونغ. ويقوم السكان الأصليون بخطف الآنسة دارو وتقديمها إلى الغوريلا كجزء من طقوسهم. ويقع الغوريلا العملاق يقع في حب الشقراء من أول نظرة، ويقوم بكل ما في وسعه لحمايتها والدفاع عنها. ويلاحظ أن حياة هذا الغوريلا محفوفة بالمخاطر بسبب معاركه الدائمة مع الديناصورات, لكن حبه للجميلة الشقراء أعاد لقلبه بعض السكينة التي كان يفتقدها. ويخطط قبطان السفينة وطاقمه بالتعاون مع المخرج الجشع لإنقاذ الجميلة واصطياد كينغ كونغ بعد تخديره بمادة الكلوروفورم التي يستخدمها القبطان لتهريب الحيوانات النادرة, ونقله إلي نيويورك لتقديمه إلي الجمهور وجني الأرباح الطائلة من عرضه على مسارح برودواي. وتنجح الخطة ويذهب العملاق العاشق أسيرا إلى مدينة المال الأميركية, وينتصر على أغلال الطامعين وينطلق في شوارع المدينة محطما كل ما يصادفه في الطريق بحثا عن حبيبته ويقوم بتقليب كل شقراء تعترض طريقه. وحينما يجدها يتعرض لهجوم شرس من الجيش الأميركي ويهرب إلى بناية "إمباير ستايت" للتخلص من نيران المشاة. وعلى قمة ناطحة السحاب النيويوركية، يهاجم الطيران الوحش بوابل من الرصاص فيهوي صريعا بعد أن دافع عن حبيبته حتى نفسه الأخير. وبعد مصرع كينغ كونغ يتهافت الصحفيون الفضوليون على الجثة لتصويرها, ويقف المخرج دينهام مع رفاقه لأخذ صورة تذكارية مع الوحش الصريع, ويجيب عن سؤال الصحفيين الساذج "ما الذي قتل كينغ كونغ؟" بقوله "الجمال قتل الوحش". المصدر: وكالات