تعرب روسيا عن خيبة الأمل من مماطلة دول أخرى هي الدول الأعضاء في حلف الناتو، في المصادقة على معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا. ويرجع مسؤولون عسكريون روس أسباب المماطلة إلى خطط إعادة انتشار القوات الأمريكية في أوروبا بنقلها من غرب أوروبا إلى شرقها، ولا يستبعدون في هذا الصدد إمكان انسحاب روسيا من هذه المعاهدة التي صادقت عليها، إضافة إلى روسيا، أوكرانيا وبيلوروسيا وكازاخستان. وأشار وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف إلى إمكان انسحاب روسيا من المعاهدة بسبب مماطلة دول الناتو في المصادقة عليها. ثم أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يوري بالويفسكي أن الغرب لا يرى صالحه في المصادقة على المعاهدة لأنها (أي المعاهدة) "تمنع شركاءنا الأمريكيين والأطلسيين من إعادة تشكيل قواتهم المسلحة في أوروبا". واعتبر الخبير إيفان سافرانتشوك من مركز المعلومات الدفاعية بواشنطن، ان المقصود ب"إعادة التشكيل" إقامة قواعد جديدة للقوات الأمريكية في رومانيا وبلغاريا ما يمثل انتهاكا لمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا وبالتالي فإن روسيا ستكون معذورة إذا انسحبت منها، ولكن الخبير تمنى على موسكو ألا تسارع إلى القيام بهذه الخطوة لأن ذلك سيؤدي إلى التشديد في موقف الغرب بشأن القوات الروسية في إقليم بريدنيستروفيه (شرق جمهورية مولدافيا). أما الخبير كريستوفر لانغتون من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن فإنه يرى أن انسحاب روسيا من المعاهدة "لن يؤدي إلى عواقب سياسية خطيرة على موسكو". ويظن الخبير أن "بلدان الغرب لن تستطيع منع روسيا من الانسحاب من المعاهدة".