يعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا حاسما اليوم في فيينا لبحث الأزمة المثارة بشأن برنامج إيران النووي. وقد أعد الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين) مع ألمانيا نصا يطلب من الوكالة إحالة الملف الإيراني إلى المجلس. ويطلب المشروع من المدير العام للوكالة محمد البرادعي إطلاع مجلس الأمن على الخطوات الواجب اتخاذها "لحل أمثل للمسائل العالقة وتعزيز الثقة"، كما يطلب من إيران مساعدة الوكالة في توضيح أية نشاطات قد تكون لها جوانب عسكرية, وإعادة التفكير قبل بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل. غير أن مراقبين رجحوا ألا ينتهي اجتماع مجلس حكام الوكالة بإحالة فورية للملف, بعد أن اقترحت روسيا ألا يحصل ذلك قبل شهر في مارس/ آذار القادم في ضوء تقارير أخرى عن التعاون الإيراني, كما أصر وفدها إلى اجتماع دول مجلس الأمن الدائمة أمس على أن تشطب من مشروع القرار أية إشارة إلى إمكانية لجوء الأممالمتحدة لاستعمال عقوبات. وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كاساتشيف في مقابلة مع الجزيرة إن استخدام بلاده حق الفيتو في حالة عرض ملف إيران النووي على مجلس الأمن سيتوقف على نتيجة التقرير النهائي للوكالة الذرية. من جهته حذر سفير روسيا في الأممالمتحدة أندريه دينيسوف من أن فرض عقوبات على إيران قد يرتد على الأسرة الدولية, مشيرا إلى أن طهران قادرة على الرد بوقف صادرتها من النفط والغاز. وقال دينيسوف إن إيران هي واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز لذلك سيشكل الأمر ضربة قوية لسوق الطاقة في العالم، موضحا أن الجهود الدبلوماسية الجارية حاليا تهدف إلى محاولة إيجاد تسوية لهذا الملف بدون اللجوء إلى فرض عقوبات. وكان ملف إيران في صلب مكالمة هاتفية اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جورج بوش الذي حث العالم أمس -بخطاب حالة الاتحاد- على ألا يسمح لطهران بامتلاك السلاح الذري. فيما قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بمجلس العموم إن طهران بحاجة ل"رسالة قوية" لتفهم أن العالم متحد في معارضة إخلالها بالتزاماتها النووية. غير أن رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ عارض استخدام أسلوب التهديد مع إيران ودعا إلى حل سلمي للأزمة, قائلا إنه "ما زال هناك مجال للحوار" لكن دون أن يشير ولو تلميحا إلى موقف بلاده خلال تصويت مجلس أمناء الوكالة الذرية مكتفيا بالقول إنه سيكون متماشيا مع "المصالح الوطنية". وفي المقابل أكد كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني أن بلاده ستوقف التعليق الطوعي للأنشطة النوويه بدءا من السبت وستستأنف عمليات التخصيب على نطاق واسع إذا ما أحيل ملفها إلى مجلس الأمن بأي صورة من الصور.كمت جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من بوشهر -التي يبنى بها مفاعل نووي بالتعاون مع روسيا- القول إن بلاده لن تتنازل عن حقها في تطوير برنامج نووي سلمي وستقاوم حتى تنال حقوقها كاملة. ووصف أحمدي نجاد القوى العظمى ب"الهشة", بينما حذر وزير الدفاع مصطفى محمد نجاد من "رد فوري ومدمر" على أي هجوم على منشآت بلاده النووية المصدر: الجزيرة + الوكالات