أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد أيلاب للدراسات، أن مرشح الرئاسة الفرنسية الوسطي إيمانويل ماكرون، كان أكثر إقناعًا من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، وذلك خلال المناظرة الأخيرة التي جمعت بينهما مساء أمس الأربعاء قبل أربعة أيام من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية والتي ركزت على قضايا الاقتصاد والإرهاب وأوروبا. وكشف الاستطلاع حصول زعيم حركة "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون على 63 % من الأصوات في مقابل 34 % لمارين لوبن زعيمة حزب "الجبهة الوطنية". وظهر ماكرون أيضًا أكثر إقناعا ل 58 % من أنصار مرشح اليمين الخاسر ﻓرانسوا فيون في مقابل 38 % لمارين لوبن، وحصد 66 % من الاّراء الإيجابية لمؤيدي مرشح اليسار المتطرف الخاسر جون ميلونشون في مقابل 30 % لمارين لوبن. واعتبر 64 % من المستطلعة آرائهم أن ماكرون يحمل المشروع الأفضل ولديه الميزات الضرورية لتولي منصب الرئيس، فيما اعتبر 55 % أن ماكرون أكثر إدراكا لشواغل المواطنين في مقابل 42 % لمارين لوبن، ورأى 53 % أن إيمانويل ماكرون يسعى فعليا لتغيير الأمور. وتبادل المرشحان الاتهامات حول عدد من القضايا على رأسها مكافحة الإرهاب والانفلات الأمني في بعض الضواحي ومستقبل فرنسا في منطقة اليورو وسن التقاعد. وظهر ماكرون- خلال المناظرة التي استمرت ساعتين و نصف- واثقًا من نفسه في الملفات الاقتصادية على عكس مارين لوبن التي لم تكن مقنعة بشأن الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لتفادي تداعيات الخروج من اليورو والاتحاد الأوروبي لا سيما المخاوف المتعلقة بتراجع القدرة الشرائية وتأثر ادخارات الفرنسيين جراء استعادة عملة وطنية. واتهم وزير الاقتصاد السابق مارين لوبن بأنها لا تطرح حلولاً قابلة للتنفيذ لتحقيق وعودها الانتخابية، محذرًا من كلفة خروج فرنسا من منطقة اليورو مستشهدًا بنموذج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما سيترتب عليه من إلزامها برد عشرات المليارات من اليورو. من جانبها، قالت لوبن، إن "ماكرون هو مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادي الذي يطاول خصوصًا مجموعاتنا الكبرى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى". ورد ماكرون، "استراتيجيتك هي ترديد أكاذيب"، متابعًا في هذا النقاش الذي يتابعه ملايين المشاهدين، "إنك وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود". وحول مكافحة الإرهاب، ذكرت لوبن بأن برنامجها يتضمن حزمة من التدابير من بينها إغلاق الحدود الوطنية وطرد كل الأشخاص المسجلين على قائمة التطرف وكذلك المساجد السلفية التي تتبنى خطابًا متشددًا، واتهمت ماكرون بالتساهل مع "الأصولية الإسلامية"؛ إلا أن ماكرون نفى ذلك بشكل قاطع وأعاد التأكيد أنه لن يتردد في حل أي جمعيات في فرنسا لا تحترم قيم الجمهورية. وحذر من اتخاذ أي قرارات من شأنها إثارة حرب أهلية في إشارة إلى الجالية المسلمة في فرنسا التي تعد الأكبر في أوروبا والتي تشعر بالقلق من وصول اليمين المتطرف للحكم. وأكد ماكرون للوبن، "أنتِ تنقلين الحرب الأهلية إلى البلاد، مكافحة الإرهابيين لا تعني في أي حال من الأحوال الوقوع في فخ الحرب الأهلية"، مضيفًا، "هذا هو الفخ الذي ينصبه لنا الإرهابيون". وأجمع محللون، أن النقاش لم يكن على المستوى المطلوب بل ربما الأسوأ في تاريخ الجمهورية الخامسة حيث شهد تراشقًا متواصلاً وتبادل للاتهامات الشديدة ولم يركز على القضايا الجوهرية التي تهم الناخب الفرنسي.