اعترض مسؤولون في حركة فتح على اعلان حركة حماس انها ستعيد النظر في كل القرارات التي اتخذها المجلس التشريعي الفلسطيني السابق في الفترة التي تلت انتخابات الشهر الماضي. وقال المسؤول السابق لملف المفاوضات صائب عريقات لبي بي سي ان مثل هذه الخطوة "غير مقبولة وغير دستورية". وكانت حماس قالت ان المجلس التشريعي السابق لا يحق له اصدار قوانين جديدة بعد اجراء الانتخابات. وفي اشارة الى احتمال حصول صراع على القوى، اعلن مسؤول في المجلس التشريعي ينتمي الى فتح ان رئيس المجلس الجديد عزيز الدويك الذي ينتمي الى حماس قام مع عشرة من انصاره باقتحام مكتبه في رام الله. وقال ابراهيم خريشة الذي تم تعيينه امينا عاما للمجلس خلال الجلسة الاخيرة للمجلس المنصرف "لقد اقتحموا المكتب وامروني بالانصراف". وبعد ذلك بدأ محمود الرمحي الذي عينته حماس مكان خريشة، يمارس مهامه من المكتب. في غضون ذلك، قال إسماعيل هنية الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة رسميا إنه وقيادة حركة حماس سيدرسون خطاب التكليف وما ورد فيه قبل إعطاء عباس ردا محددا. وكانت أنباء قد ذكرت أن الرئيس عباس طلب من هنية وحماس التقيد بالاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقال هنية الذي يوصف بأنه قيادي "براغماتي" في حماس "إن الخلافات السياسية بين حماس والسلطة الفلسطينية سوف يتم حلها عن طريق الحوار." وأعاد هنية التأكيد على حماس ستشكل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية بما فيها حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس، رغم إعلان عدد من الشخصيات القيادية في الحركة رفضهم المشاركة في حكومة تقودها حماس. وكان هنية ابلغ قناة الجزيرة ان ثمة محادثات تجري "في الداخل والخارج" بما في ذلك مع حركة فتح للوصول الى حكومة تحظى برضى جميع الاطراف. وسبق لحماس ان عبرت عن رغبتها في تشكيل حكومة وحدة وطنية لكن عددا من الفصائل بما في ذلك فتح رفضت المشاركة في مثل هذه الحكومة. وقد اعطت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" موافقتها المبدئية على المشاركة بحكومة تترأسها حماس، في الوقت الذي اعلنت فيه اسرائيل عن خشيتها اطلاق السلطة الفلسطينية، بعد ان تتسلمها حماس، سراح سجناء ينتمون للجبهة الشعبية. وبعد تكليف عباس لهنية، يتوجب على الاخير تشكيل الحكومة في غضون خمسة اسابيع. يذكر ان فوز حماس في الانتخابات التشريعية ادى الى اتخاذ اسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة خطوات لعزل الحركة ومعاقبة السلطة الفلسطينية وحكومتها التي ستقودها حماس.