اتفقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في محادثات مبدئية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إيجاد قواسم مشتركة بينهما لتشكيل حكومة ائتلافية رغم إصرار الجانبين على التمسك ببرنامجه. وكانت فتح في وقت سابق أبدت فتورا لفكرة الانضمام لحكومة تقودها حماس التي حققت فوزا ساحقا بالانتخابات التي جرت يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي ببرنامجها الداعي للقضاء على الفساد بالسلطة الفلسطينية التي هيمنت عليها فتح خلال ال 12 عاما الماضية. وعقب محادثات جرت بمنزل زعيم الكتلة النيابية لحماس محمود الزهار، قال رئيس الكتلة البرلمانية لفتح عزام الأحمد "نحن في حوار مازال في بدايته ونريد أن نصل إلى قواسم مشتركة ونأمل أن نتوصل إلى اتفاق". وأكد أن حركته تفضل المشاركة بالحكومة التي تقودها حماس "لكن المهم الاتفاق على البرنامج" مطالبا بمزيد من الإيضاحات من حماس. وفي إشارة إلى نقطة خلاف رئيسية فيما يبدو، قال الأحمد إن فتح ستصر على أن تتبنى الحكومة المقبلة رؤية الرئيس محمود عباس للتوصل إلى سلام مع إسرائيل من خلال المفاوضات السياسية. من جانبه أكد الزهار وجود استعداد لدى كافة الأطراف الفلسطينية للمشاركة بالحكومة المقبلة بمن فيها فتح, مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق على مواصلة الحوار. يأتي هذا التطور بعد يوم من تكليف القيادي بحماس إسماعيل هنية رسميا تشكيل حكومة جديدة. وستكون أمامه مهلة ثلاثة أسابيع قابلة للتمديد أسبوعين لتشكيل حكومته والحصول على ثقة المجلس التشريعي وفق النظام الأساسي الفلسطيني. في تطور آخر قال عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال إنه التقى أمس بالقاهرة محسن النعماني نائب رئيس المخابرات العامة المصرية وأبلغه أن حماس "ستتعامل بواقعية ومرونة" بعد تشكيل الحكومة. ولكن نزال أكد رفضه ل "لغة التهديد" التي استخدمتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وأشار إلى أنه بحث مع المسؤول المصري التطورات السياسية الأخيرة خصوصا ما يتصل بتشكيل الحكومة الفلسطينية وما يحيط بها من أجواء ضاغطة لإفشال حماس. وفي القاهرة أيضا دعا زعيم حزب العمل الإسرائيلي عمير بيرتس الدول العربية إلى تفهم قرار إسرائيل عدم الاعتراف بحماس. ووصف عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك صعود تلك الحركة بأنه يمثل لطمة قوية لعملية السلام. وقال بيرتس إنه أبلغ الرئيس المصري أنه يتعين على الجميع إيجاد السبل لدعم محمود عباس وما أسماها القوى الفلسطينية المعتدلة. على صعيد آخر تعهدت إيران بتقديم مساعدة مالية للسلطة الفلسطينية، بعد التهديدات التي وجهتها دول غربية بقطع المعونات عن أي حكومة تهيمن عليها حماس. في سياق متصل أجرى مبعوث الأممالمتحدة بالشرق الأوسط ألفارو دي سوتو محادثات مع الرئيس الفلسطيني بغزة. وقال عقب المحادثات "نأمل بشدة ونناشد جميع من باستطاعتهم أن يساعدوا السلطة الفلسطينية حتى لا تواجه أزمة مالية بالفترة المقبلة". وتتزامن التحركات السياسية مع تصعيد إسرائيلي متواصل خصوصا بمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية. فقد باشرت قوات الاحتلال شق طرق منفصلة لفلسطينيي الضفة الغربية لئلا يسلكوا الطرق نفسها التي يسلكها المستوطنون. ووصف قائد المنطقة الوسطى بإسرائيل الجنرال يائير نافيه تلك الأعمال بأنها "إجراء إضافي للفصل الأمني" بين الشعبين رافضا أي اتهام بممارسة التمييز العنصري مشددا على أن مثل هذا الإجراء يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني. واعتبر نافيه أن الفلسطيني "سيفضل سلوك طريق منفصلة لتفادي التأخير والإذلال الذي قد يتعرض له عند الحواجز العسكرية". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حذر قبل أشهر من تطبيق هذه الخطة، لأنها تعني ممارسة نظام فصل عنصري على غرار ما كان سائدا بجنوب أفريقيا. من ناحية أخرى قامت قوات إسرائيلية بعملية في قرية كفر قليل القريبة من مخيم بلاطة. ويشن جنود الاحتلال عملية عسكرية على مخيم بلاطة القريب من نابلس منذ ثلاثة أيام، أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين و30 جريحا آخر. وأعلن متحدث عسكري للاحتلال أن قوات إسرائيلية اعتقلت ستة فلسطينيين بالضفة الغربية بينهم ثلاثة ناشطين بحماس، زعم أنهم ملاحقون من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.