تواصلت اليوم الثلاثاء دوامة العنف بالعراق حيث شهدت مدينة بعقوبة (شمال شرقي بغداد) مقتل عراقيين بهجومين منفصلين.وأفادت الشرطة أن القتيلين وأحدهما شرطي سقطا بهجومين استهدف أحدهما نقطة تفتيش، تلاه انفجار سيارة مفخخة عند مرور آلية للشرطة وسط المدينة.وشهدت بعقوبة أمس انفجار سيارة مفخخة قرب دورية للشرطة بأحد الأسواق الشعبية ما أدى لمقتل ستة مدنيين وإصابة 23 آخرين بينهم عدد من رجال الشرطة. وإضافة لانفجار بعقوبة شهدت بغداد ومدن أخرى سلسلة من التفجيرات والعمليات المسلحة، أسفرت عن سقوط أكثر من 10 قتلى وإصابة العشرات بينهم عدد من أفراد الشرطة والجيش.وكان من بين ضحايا أعمال عنف أمس اللواء الركن مبدر حاتم الدليمي قائد الفرقة السادسة للجيش العراقي المكلفة بحماية بغداد (سُني) الذي سقط بهجوم بالأسلحة الخفيفة غربي العاصمة. على الصعيد السياسي التقى مسؤولو عدد من الكتل السياسية الرئيس المنتهية ولايته جلال الطالباني الذي دعا البرلمان لعقد أولى جلساته الأحد القادم، لكن الخلافات بشأن ترشيح الشيعي إبراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء من شأنه أن تلقي بظلالها على ذلك الموعد.وهكذا لم يحصل الطالباني على موافقة نائبه عادل عبد المهدي، على دعوة الجمعية الوطنية للانعقاد بالموعد الذي حدده الأحد القادم. وفضلا عن الشك بانعقاد الجمعية الوطنية فإن مصير منصب رئيس الحكومة يبقى هو الآخر معلقا بنتائج المباحثات بين قائمة الائتلاف العراقي الموحد (شيعية) التي ترفض حتى الآن تغيير مرشحها للمنصب إبراهيم الجعفري, وبقية الكتل السياسية التي تريد مرشحا آخر. في غضون ذلك تبدي أوساط عدة تخوفا من زيادة التوتر الطائفي بالبلاد إذ اتهم الأمين العام للحزب الإسلامي والقيادي بجبهة التوافق العراقية طارق الهاشمي, إيران بإذكاء التوترات الطائفية ومحاولة إشعال حرب أهلية من شأنها أن تقسم العراق وتسمح لها بالسيطرة على جنوبه. الهاشمي المرشح لشغل منصب رئاسة البرلمان القادم قال إن طهران تدير حالة عدم الاستقرار بالعراق من خلال قنوات منها المليشيات الموالية للأحزاب الشيعية، في مسعى لتحويل الضغط الأميركي عن برنامج إيران النووي على حد تعبيره.وتأخذ جبهة التوافق على حكومة الجعفري عدم لجمها مجموعات مسلحة ومليشيات شنت هجمات وأعمال عنف طائفي عقب تفجيرات سامراء بالثاني والعشرين من الشهر الماضي. وفيما يزداد الوضع الأمني تدهورا أعربت بريطانيا عن عزمها سحب كل قواتها تقريبا من العراق بحلول صيف عام 2008، وأن أول مجموعة سوف تنسحب خلال أسابيع. وأوضح الفريق نيك هوتون –أرفع مسؤول عسكري بريطاني بالعراق- معالم خطة لانسحاب مرحلي على مدى عامين بمقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية. وقال "هناك خيط دقيق بين البقاء مدة أطول مما ينبغي والرحيل قبل الأوان". وقبل ذلك أعلنت كوريا الجنوبية خفض ثلث قوتها العسكرية بالعراق, اعتبارا من أبريل/ نيسان القادم وصولا إلى سحب كامل القوات نهاية العام. والقوات الكورية الجنوبية هي ثالث قوة دولية منتشرة بالعراق بعد القوات الأميركية والبريطانية، وتتمركز بمدينة أربيل شمال العراق منذ عام 2004.