قالت مصادر في الشرطة العراقية ان 15 شخصا على الأقل قتلوا وأُصيب 45 في هجوم بقذائف المورتر على ضاحية بجنوب بغداد يوم الاحد. ولم تتضح الجهة التي أطلقت قذائف المورتر على حي الدورة الذي يضم خليطا من الطوائف الدينية وشهد سلسلة من جرائم القتل الطائفية في الشهور الأخيرة. وجاء الهجوم في وقت أثار فيه التوتر الطائفي الشديد في العراق المخاوف من الانزلاق نحو حرب أهلية. وفي مدينة بعقوبة فتح مسلحون النار على مجموعة من الصبية كانوا يلعبون كرة القدم بالمدينة يوم الاحد مما أسفر عن مقتل صبيين واصابة خمسة آخرين فيما قال مسؤول بالشرطة أنه هجوم طائفي. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذا الدمار محاولة لاشاعة التوترات الطائفية." وتابع المسؤول ان ثلاثة مسلحين اتجهوا بسيارة مسرعة الى المنطقة التي كان يتجمع بها الصبية وفتحوا النار. وأضاف ان الصبية كانوا يلعبون كرة القدم بحي يقطنه خليط من السنة والشيعة بمدينة بعقوبة. وفي حادث أخر قتل انفجار خمسة أشخاص في محطة للحافلات جنوبي بغداد يوم الأحد ليكسر هدوءا نسبيا بعد ان دعا زعماء عراقيون وأمريكيون الى إنهاء أعمال العنف الطائفي المستمرة منذ أيام والتي وضعت العراق على شفا حرب أهلية. وأسفر الانفجار عن تدمير حافلة صغيرة فيما كانت خارجة من موقف للحافلات في مدينة الحلة التي يغلب الشيعة على سكانها وتحيط بها قرى سنية..وتسبب انفجار قنبلة أخرى ليل السبت في بغداد في مقتل جنديين أمريكيين. وقبل ذلك بساعات وبعد نداءات وجهها الرئيس الامريكي جورج بوش لزعماء عراقيين دعا رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري العراقيين خلال بث تلفزيوني وحوله سياسيون سُنة وأكراد الى عدم الانقلاب بعضهم على بعض بعد تفجير قُبة مزار شيعي يوم الاربعاء. وتمخض اجتماع استمر ثلاث ساعات عن التزام من الكيانات السياسية الرئيسية بتشكيل ائتلاف وحدة وطنية رغم أن الزعيم السُني طارق الهاشمي قال انه ليس على استعداد بعد لإنهاء مقاطعته لمحادثات تشكيل الحكومة الائتلافية التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وخلفت أربعة أيام من الهجمات المتبادلة أكثر من 200 قتيل وأسفرت عن تدمير العديد من المساجد رغم فرض حظر تجول خلال النهار في بغداد دخل يومه الثالث يوم الاحد. وحذر وزير الدفاع سعدون الدليمي من حرب أهلية "لن تنتهي" اذا نشبت. واستمر سريان الحظر على حركة المرور الذي يهدف الى إيقاف العنف في العاصمة. لكن الى جانب الهجوم الذي استهدف جنودا أمريكيين سقطت قذيفة مورتر قرب مسجد شيعي في شرق المدينة ولم تسفر عن إصابات. وقال زعماء تجمعات شيعية محلية ان مئات من الشيعة هربوا من منازلهم في ضاحية أبو غريب السُنية المضطربة ولجأوا بشكل مؤقت الى مدارس ومبان أخرى في أحياء شيعية. وبالقرب من المدائن وهي بؤرة أخرى لأعمال العنف بين السُنة والشيعة تقع الى الجنوب الغربي من بغداد قُتل شرطي وأُصيب آخران عندما انفجرت قنابل وُضعت على جانب طريق في دوريتهم. وفي الحلة قالت الشرطة انه لم يتضح بعد ان كانت القنبلة وضعت داخل الحافلة أم انفجرت على جانب الطريق فيما كانت الحافلة تغادر المحطة. وعبر الجعفري عن أمله في أن العراقيين سينأون بأنفسهم عن العنف الطائفي. ويتعرض الجعفري لضغوط من واشنطن لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الاول الماضي التي اقبلت الاقلية السنية على المشاركة فيها لأول مرة. وقال الجعفري ان شعب العراق له عدو واحد وهو الارهاب ولا شيء غير الارهاب. واضاف انه ليس هناك سنة ضد شيعة او شيعة ضد سنة. وفي البصرة خرج مقتدى الصدر في مسيرة ليدعو المسلمين الى وحدة الصف في مواجهة الاحتلال الامريكي ودعا أنصاره لاداء صلاة الجمعة مع السُنة في مساجد سُنية خاصة تلك التي دمرت في أعمال العنف التي وقعت قبل أيام. وبعد ذلك بفترة قصيرة دمر انفجار مكان الوضوء في مسجد شيعي يقع على بعد عدة كيلومترات. وقالت الشرطة انها تشتبه في أن ثلاثة رجال أصيبوا في الانفجار كانوا يزرعون قنبلة عندما انفجرت قبل أوانها. ورغم توجيه أصابع الاتهام لأفراد ميليشا جيش المهدي الموالية للصدر بالاشتراك في هجمات على مساجد سنية فان الصدر نفسه الذي يزداد نفوذه داخل التكتل الشيعي الاسلامي الحاكم نفى إصدار أوامر بتنفيذ اعمال عنف. لكن استعراض القوة الشيعي بعد تدمير قبة المسجد الذهبي في هجوم لم تقع فيه اصابات فاق حتى ردود فعلهم على هجمات في حجم تفجير الحلة العام الماضي وقد يعزز من موقف قادة الميليشيات خلال المفاوضات مع السنة واقرانهم الشيعة. وتجد القوات الامريكية المؤلفة من 136 ألف جندي والمرفوضة من السنة والشيعة نفسها بين المطرقة والسندان. ومع تعرضه لضغط سياسي في الداخل يميل بوش الى سحب قواته من العراق بسرعة. لكن أعمال العنف الجارية مثلت انتكاسة لجهوده. وقال البيت الابيض ان بوش شجع القادة العراقيين على "استئناف العمل معا لإحباط مساعي مرتكبي أعمال العنف لبذر الشقاق." وذكر الجعفري أن جميع القادة الذين اجتمعوا يوم السبت أو معظمهم عبروا عن أهمية المضي قدما بالعملية السياسية بسرعة وبدون أي تأخير. ووصف الزعيم السني طارق الهاشمي الاجتماع بأنه خطوة أولى على الطريق الصحيح. لكنه قال ان جبهة التوافق العراقية التي ينتمي اليها لن تعود على الفور الى المحادثات الرامية الى تشكيل الائتلاف. وألقى مسؤولون عراقيون وأمريكيون بمسؤولية تفجير قبة المزار الشيعي على تنظيم القاعدة قائلين انه يسعى لتدمير المشروع الديمقراطي في العراق. واتهمت القاعدة الشيعة بتنفيذ الهجوم ليكون ذريعة لشن هجمات ضد السنة. رويترز