قامت قوات الجيش والشرطة العراقية بحراسة شوارع بغداد التي خلت من الناس يوم الجمعة بعد ان فرضت الحكومة حظر التجول نهارا على حركة المرور لتجنب وقوع اعمال عنف بين السنة والشيعة في يوم العطلة الاسبوعية. وحذر رئيس الوزراء الشيعي ابراهيم الجعفري رجال الدين من استخدام لغة تهيج المشاعر وهو يحاول حشد تأييد الزعماء السنة وزعماء اخرين لتشكيل حكومة وحدة وطنية للمساعدة في انهاء عشرة ايام من اعمال العنف الطائفية. وأنهت كتلة الاقلية السنية مقاطعتها للمحادثات التي دعيت اليها احتجاجا على الهجمات الانتقامية ضد مساجد سنية في أعقاب تفجير مزار شيعي يوم 22 فبراير شباط في اعمال عنف قتل فيها نحو 500 شخص على الاقل وفقا للاحصائيات الرسمية المحافظة. لكن بعد ان استضاف الجعفري اجتماعا في ساعة متأخرة من مساء الخميس للاحزاب الرئيسية التي فازت في انتخابات ديسمبر كانون الاول قالت مصادر سياسية ان زعماء السنة والاكراد وزعماء اخرين مازالوا يضغطون على الائتلاف الشيعي لترشيح شخص اخر لمنصب رئيس الوزراء غير الجعفري. وقال مسؤول كبير في جبهة التوافق العراقية "المفاوضات ستستمر لكننا مازلنا نصر على تغيير الجعفري." وحضر زعيم الجبهة عدنان الدليمي المحادثات التي جرت في مكتب الجعفري بعد نجاته من هجوم على سيارته. وقتل أكثر من 20 شخصا يوم الخميس بينهم امام سني وخمسة قتلوا في انفجار في حافلة صغيرة في حي شيعي في بغداد. ويتهم منتقدون الجعفري بأنه غير مؤثر في محاربة العنف وفي الانهيار الاقتصادي في السنة التى تولى فيها السلطة كرئيس وزراء مؤقت. وينظر البعض وبينهم مسؤولون امريكيون بارتياب الى علاقات الجعفري بايران. وفاز الجعفري بصعوبة بتأييد الائتلاف الشيعي ليرأس الحكومة الجديدة بدعم من رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر حيث ان الائتلاف هو الذي يرشح رئيس الوزراء باعتباره أكبر كتلة في البرلمان. ومنذ ان شارك العرب السنة في الانتخابات التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي جرت في ديسمبر كانون الاول يضغط الرئيس الامريكي جورج بوش على الشيعة لاشراك السنة في حكومة وحدة وطنية. وهو يقول ان ذلك يمكن ان يجلب الاستقرار ويسمح له ببدء سحب بعض الجنود الامريكيين البالغ عددهم 133 الفا يتمركزون الان في العراق. وقال هذا الاسبوع ان العراقيين امامهم اختيار بين "الفوضى أو الوحدة". وظهر الجعفري في ساعة متأخرة من مساء الخميس في التلفزيون الحكومي ليوجه نداء الى الزعماء الدينيين لتهدئة التوترات الطائفية. وقال انه يجب على رجال الدين ان يعبروا عن انفسهم بلغة الوحدة الوطنية. واضاف انه سيتخذ اجراء صارم ضد من يستخدم لغة مهيجة للمشاعر. وقال مسؤولون انه رغم فرض حظر على حركة المرور في بغداد فان الافراد سيتمكنون من السير في الشارع الى المساجد لاداء صلاة الجمعة. وكان قد فرض حظر للتجول استمر ثلاثة ايام في نهاية الاسبوع الماضي ساعد في تهدئة اعمال العنف. وبعد انفجار قنبلة في حافلة صغيرة في مدينة الصدر الحي الشيعي الفقير في بغداد والذي قتل فيه خمسة اشخاص قال جيش المهدي انه سيتولى الدفاع عن مدينة الصدر. لكن الجيش الامريكي حذر قوات الصدر. وقال الميجر جنرال ريك لينش "لن نسمح له بالسيطرة على الامن في أي منطقة في انحاء العراق ولا الحكومة العراقية ستسمح بذلك." وأمر الجعفري بنزول الاف الجنود من الجيش والشرطة الى شوارع بغداد يدعمهم جنود امريكيون لكن فاعليتهم لم تختبر وولائهم غير مؤكد في مواجهة ميليشيا طائفية كانوا ينتمون اليها في وقت من الاوقات. ونتيجة للخوف من هجمات انتقامية اقام بعض سكان بغداد حواجز طرق بينما غادر البعض الاخر منازلهم. ويتهم مسؤولون امريكيون وعراقيون تنظيم القاعدة بتفجير المزار الشيعي في سامراء لاستدراج الشيعة الى حرب اهلية ستدمر الخطط الامريكية. ويقول بعض السنة ان شيعة تدعمهم ايران فعلوا ذلك لتبرير الهجمات الانتقامية ضد العرب السنة. وقال الجيش الامريكي انه اعتقل 61 مقاتلا من تنظيم القاعدة في غرب البلاد وصرح مسؤول امني امريكي لرويترز بأن القوات في حالة تأهب تحسبا لوقوع هجوم رئيسي اخر من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه المتشدد السني الاردني أبو مصعب الزرقاوي. وقال المسؤول "يوجد قلق من ان الزرقاوي ربما يحاول شن هجوم واسع النطاق."