أعلن الجيش البريطاني اليوم الأحد، عن مقتل جنديين بريطانيين وأصابة ثالث بجروح خطيرة إثر هجوم بقنبلة استهدف دوريتهم في مدينة البصرة جنوب العراق. وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني "ال جرين" إن القنبلة انفجرت في وقت متأخر ليل السبت في الوقت الذي كانت تقوم فيه أربع مركبات مدرعة بدورية إلى الشمال من مدينة البصرة، وأضاف أن واحد منهم أصيب بجروح خطيرة كما أصيب عدد من المارة. وقال مسؤولون إن القتيلين والمصاب من اللواء الثاني بفوج رويال انجليان وانه تم اخطار ذويهم، جاء الهجوم بعد أسبوع من تحطم هليكوبتر عسكرية بريطانية في البصرة مما أسفر عن مقتل كل الجنود الخمسة الذين كانوا على متنها، ويحقق الجيش فيما اذا كانت تلك الطائرة قد أسقطت. وقال ديس براون وزير الدفاع البريطاني "شعرت بأسى بالغ عندما علمت أن جنديين بريطانيين قتلا وأصيب اخر أثناء أدائهم مهامهم في العراق." وأضاف "أشعر بالتعاطف الشديد مع أسرهم وأصدقائهم في هذا الوقت العصيب." من جهة أخري انفجرت عبوة ناسفة في موكب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري شمال بغداد مما أسفر عن مقتل اثنين من حراسه وجرح ثلاثة آخرين، وقال زيباري إنه لم يكن في الموكب ساعة وقوع الهجوم. فيما لقي ما لا يقل عن عشرين عراقيا مصرعهم وجرح ستون آخرون في سلسلة هجمات وانفجار سيارات مفخخة في بغداد والموصل وكركوك وبيجي خلال الساعات القليلة الماضية. وفي أحدث الهجمات انفجرت سيارتان مفخختان قرب قافلة للجيش الأميركي عند نقطة التفتيش الرئيسة لمطار بغداد مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى،كما جرح 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال إثر سقوط عدد من قذائف الهاون على مطار بغداد صباح اليوم. وقتل عراقيان وأصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية، كما لقي خمسة أشخاص مصرعهم وجرح أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في شارع فلسطين بشرق بغداد. ولم تقتصر الهجمات على بغداد، ففي الموصل أعلنت الشرطة العراقية مقتل أحد أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباك مع مسلحين مجهولين في منطقة حي النور وسط المدينة. كما قتل عراقي بنيران مسلحين مجهولين أمام منزله في بيجي. من جهة اخرى قتل 19 في تفجيرات بالعاصمة العراقية بغداد يوم الاحد في واحد من اكثر الايام دموية خلال أسابيع بعد تفجير ستة مزارات شيعية ريفية صغيرة الى الشمال من العاصمة فيما وقعت هجمات ذات طابع طائفي فيما يبدو. وانفجرت ست قنابل في شتى أنحاء بغداد بينها واحدة في المدخل الرئيسي المؤدي الى مطار بغداد فيما كان البرلمان مجتمعا وفي الوقت الذي كان يسعى فيه رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي جاهدا لتجاوز الخلافات الطائفية والعرقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأصيب العشرات في الهجمات. وقالت مصادر مستشفيات ان ثلاثة قتلوا في الانفجار الذي وقع بمنطقة المطار وهو مجمع مترامي الاطراف يوجد به مقر الجيش الامريكي في العراق. ولم يصب أحد بسوء في تفجيرات المزارات الشيعية التي وقعت يوم السبت في أنحاء بلدة الوجيهية وهي بلدة صغيرة وقد عبر السكان المحليون عن غضبهم وخوفهم من أن المقاتلين يحاولون زرع الفتنة داخل مجتمعهم الذي هو خليط من السنة والشيعة. ويعيش السنة والشيعة جنبا الى جنب في هذه المنطقة. واثنان من المزارات الستة وهي مبان من حجرة واحدة ملحقة بأضرحة رجال دين مرموقين هي لاقارب الامامين الشيعيين المدفونين في مسجد القبة الذهبية في سامراء الذي قاد تفجيره الى أسابيع من أعمال العنف الطائفي. وأرشد سكان الوجيهية البالغ عدد سكانها حوالي خمسة الاف نسمة وتقع على بعد 30 كيلومترا شرقي العاصمة الاقليمية بعقوبة الصحفيين إلى خمسة مواقع شهدت انفجارات تحت جنح الظلام مما ألحق أضرارا بالمزارات. ولعل أبرز هذه المزارات ضريح عبد الله بن علي الهادي. وقالت الشرطة ان انفجارا سادسا وقع في الريف في منطقة قريبة. وقال مقيم يدعى فايز عباس (26 عاما) "هذه منطقة هادئة. نعيش في تناغم مع أحدنا الاخر" مضيفا أن السنة كانوا يرتادون المزارات لاداء الصلاة وهو أمر معتاد في العراق رغم أن هذه الاضرحة يقيمها الشيعة في الغالب. وقال مسؤولون عراقيون وامريكيون ان زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي يستهدف الشيعة وهم أغلبية في العراق في محاولة لاثارة هجمات ثأرية ضد الاقلية من السنة واشعال حرب أهلية طائفية. وأدان رائد رشيد محافظ ديالى التي عانى سكانها وهم خليط من السنة والشيعة والاكراد من أعمال العنف التي يمارسها المقاتلون هذه التفجيرات وانتقد قوات الشرطة بالمحافظة لفشلها في حماية المزارات. وهوجمت عدة مزارات صغيرة أخرى بعد تدمير المسجد الذهبي في سامراء في 22 فبراير شباط. وأدى تفجير سامراء إلى قيام الشيعة بهجمات انتقامية فضلا عن وقوع سلسلة من أعمال العنف الطائفي مما جعل العراق على شفا السقوط في هاوية حرب أهلية. وينحى باللائمة على نطاق واسع في تفجير سامراء على المقاتلين السنة المرتبطين بتنظيم القاعدة غير أنهم ينفون ذلك. ويشكل الشيعة الذين تعرضوا للقمع ابان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين الاغلبية في البلاد ويتمتعون الان بالنفوذ. وكان السنة مهيمنين في عهد صدام حسين. وبعد خمسة أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية يبقى امام المالكي أسبوع اخر لطرح تشكيلة حكومته على البرلمان في اطار مهلة ممنوحة له بموجب الدستور بدأت حين تم تعيينه في أبريل نيسان. وفي الوقت الذي اجتمع فيه البرلمان لثالث يوم كامل من الاعمال المعتادة منذ انتخابات ديسمبر كانون الاول جدد حزب الفضيلة الاسلامي وهو حزب شيعي صغير يتمتع بالنفوذ ودأب على تعقيد مهمة المالكي رفضه لاسماء اقترحها رئيس الوزراء المكلف. ويسعى حزب الفضيلة عضو الائتلاف الشيعي المهيمن الذي اختار المالكي رئيسا للوزراء جاهدا للاحتفاظ بالسيطرة على وزارة النفط. ويرغب قياديون اخرون في الائتلاف في تعيين العالم النووي والاسلامي البارز حسين الشهرستاني الذي تعرض للسجن والتعذيب في عهد صدام في هذا المنصب المهم. وقال مفاوضون يوم الأحد ان الشهرستاني ما زال يحظى بالافضلية.