في الوقت الذي عاد فيه صدام حسين الى المحكمة لليوم الثاني بعد أسبوع من أعمال العنف الطائفية التي تدفع بالعراق في اتجاه الحرب الاهلية أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل 25 وإصابة 58 في بغداد يوم الاربعاء وبعد أسبوع بالتحديد من تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري والذي أشعل أعمال عنف انتقامية بين السنة والشيعة ودفع بالعراق في اتجاه الحرب الاهلية انفجرت قنبلة في منطقة مزدحمة بشرق بغداد تسكنها أغلبية من الشيعة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للشرطة مما أسفر عن سقوط 25 قتيلا ، وقرب محطة مركزية للحافلات انفجرت سيارة ملغومة لم تسفر عن سقوط ضحايا رجال الدين من السنة الذين يتهمون الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والقوات الامريكية بشن هجمات على أيدي ميليشيات شيعية طالبوا الطائفة السنية ببذل كل ما مقدورهم للدفاع عن مساجدهم. وفيما ظهرت الدبابات السوفيتية التي تعود لفترة حكم صدام في الشوارع في بعض الأماكن لحماية الأحياء المهددة بالهجمات قال الجيش الامريكي ان لديه قوة للرد السريع في وضع الاستعداد .. من جانبه قال بوش للعراقيين ان يختاروا بين "الفوضى والوحدة" ولكن في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي تدني شعبيته فانه يرفض الحديث عن حرب اهلية في العراق. ومنذ التفجير الذي وقع في سامراء لأكثر الأضرحة تقديسا لدى الشيعة أسفرت أعمال العنف الطائفية عن سقوط أكثر من 400 قتيل طبقا لما تعلنه الحكومة مما جعل شبح الحرب الأهلية يخيم على العراق والذي من شأنه زيادة منطقة الشرق الأوسط توترا وقد تحبط امال بوش في سحب القوات الأمريكية وهي أسوأ أزمة بالعراق منذ إطاحة القوات الأمريكية بصدام قبل ثلاث سنوات وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يمثل فيه صدام يوم الثلاثاء انفجرت ثلاث قنابل متتالية مما أسفر عن سقوط 32 قتيلا ليبلغ إجمالي القتلى أكثر من 60 في المدينة التي فر منها البعض من أحياء معادية على حين أقام البعض الاخر حواجز وعينوا حراسات في الشوارع. ومن بين العوامل الاخرى التي تزيد الوضع تعقيدا حالة الاستياء التي بدت ظاهرة بين أحزاب أخرى بعد اختيار الشيعة ابراهيم الجعفري للبقاء في منصب رئيس الوزراء في أي ائتلاف مسؤول أمني رفيع اكد أنه حذر من مثل هذه الهجمات فيما انتقدت مصادر حكومية رفيعة حكومة الجعفري لما قالوا انه تجاهل الخطر في سامراء وتم احتجاز أربعة من حراس مرقد الامامين للاشتباه فيهما. قادة أمنيون قالوا انهم يشعرون بالحيرة لان مقاتلي القاعدة أبقوا على حياة جميع حراس المسجد الذين ظلوا مقيدين لساعات في الوقت الذي كانت تزرع فيه المتفجرات بشكل ماهر قبل الانفجار الذي وقع فجر الاربعاء الماضي. في حين تتهم جماعات متشددة من السنة زعماء الشيعة بتدبير هذا التفجير لتبرير الهجمات الانتقامية التي تستهدف السنة. وفي محاولة للسيطرة على الوضع قالت مصادر في الشرطة العراقية بمدينة الفلوجة يوم الاربعاء ان القوات الامريكية اعتقلت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية 75 شخصا من المدنيين المدنيين بينهم ثلاثة من النساء "في منطقة الكرمة في اوسع عملية دهم في المنطقة وضواحيها." وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان حملة الاعتقالات "جاءت بعد تعرض القوات الامريكية في المدينة الى هجمات واشتباكات من قبل مسلحين في الاربع وعشرين ساعة الماضية." احد المعتقلين الذي اطلق سراحه يوم الأربعاء ويدعى سلام علوان قال ان القوات الأمريكية "قامت بانزال جوي على قرى الحلابسة والقراغول والبوعلوان ضمن محيط الكرمة وقامت بحملة الاعتقالات ليلة امس الثلاثاء والليلة التي سبقتها." وأضاف علوان "ان حملة الاعتقالات كانت عشوائية...والقوات الامريكية اطلقت سراحي اليوم مع ثمانية اخرين بعد ان تم استجوابنا بشان العمليات التي استهدفتهم مؤخرا وفي جديد التطورات السياسية قالت قناة العراقية الحكومية ان اية الله العظمى علي السيستاني اجتمع في منزله مع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي ينفي ارسال ميليشيا جيش المهدي ضد اهداف سنية