لقي 64 شخصا على الاقل مصرعهم في ثلاث هجمات بقنابل الاثنين في الوقت الذي يحيي فيه العراقيون الذكرى الأولى لتفجير مسجد ومزار شيعي في سامراء وهو الحادث الذي دفع العراق الى حافة الحرب الاهلية. وفي أشد الهجمات دموية قالت الشرطة ان سيارتين ملغومتين انفجرتا في تتابع سريع في سوق الشورجة بوسط بغداد مما أدى الى مقتل 59 شخصا على الاقل وأصابة 150 اخرين. ونقلت رويترز عن مراسلها في بغداد قوله انه شاهد أناسا وقد أمسكت بهم النار ووصول أكثر من 30 سيارة اسعاف. مضيفا إن انفجار السيارتين أدى أيضا الى اشتعال النار في مبنى يضم متاجر لبيع الملابس ومتاجر أخرى في الشارع وأكثر من 20 سيارة. ودوى صوتا الانفجارين في أنحاء وسط بغداد كما أديا الى تصاعد أعمدة من الدخان الاسود الكثيف. وقالت مصادر بالشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل قتلوا أيضا في سوق الباب الشرقي بوسط بغداد الذي يسكنه تجار من العرب السنة والشيعة عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق. وفي وقت سابق من يوم الاثنين حث المرجع الشيعي البارز في العراق آية الله علي السيستاني أتباعه على عدم الانتقام من العرب السنة في الذكرى الاولى بالتقويم الهجري لتفجير مرقد الامام الحسن العسكري في سامراء. وقال السيستاني إن التفجير الذي ألقي باللوم فيه على متشددين من السنة أدخل العراق في دائرة من العنف الاعمى. وقتل عشرات الالاف من العراقيين في موجة من الهجمات الطائفية فجرها تدمير مرقد الامام الحسن العسكري الذي يعد أحد أقدس المزارات لدى الشيعة. كما نزح مئات الالاف عن منازلهم فرارا من عمليات تطهير طائفي. ودعا السيستاني العراقيين في بيان الى "أن يراعوا أقصى درجات الانضباط خلال احيائهم لهذه المناسبة. كما أوصي العراقيين الشيعة بعدم الاساءة قولا أوفعلا الى المواطنين من أهل السنة الذين هم براء من تلك الجريمة النكراء ولا يرضون بها أبدا." وينظر الى السيستاني الذي يميل الى العزلة ويقيم في مدينة النجف باعتباره أحد الاصوات المعتدلة. والسيستاني هو المرجع الشيعي الاعلى في العراق وحث الشيعة مرارا على عدم الانزلاق الى الصراع الطائفي. سياسيا أصدرت المحكمة العليا العراقية حكما باعدام طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين رغم مناشدات من مسؤولين بالامم المتحدة وجماعات حقوق الانسان بعدم اعدامه. وقال رمضان ان الله يعلم أنه لم يرتكب خطأ وذلك قبل قليل من أن يصدر القاضي علي الكاهجي حكما باعدامه شنقا لدوره في مقتل 148 شيعيا من بلدة الدجيل في الثمانينات. وفي نوفمبر تشرين الثاني حكم على رمضان بالسجن مدى الحياة بعد ادانته في القضية التي حكم فيها على صدام واثنين من مساعديه بالاعدام وتم تنفيذ الحكم فيهم بالفعل. لكن محكمة الاستئناف أوصت باعدام رمضان وأعادت القضية للمحكمة التي أصدرت الحكم الاول لاتخاذ قرار نهائي