يسلم جثمان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش إلى عائلته اليوم، في الوقت الذي يقرر فيه خبراء ما إذا كانت وفاته بهبوط في القلب ناجمة عن أسباب طبيعية أم انتحار. ولم يعرف على الفور إلى أين سيذهب بجثمان الرجل، وأين سيتم دفنه أو حرقه فأرملته تعيش في روسيا وتواجه خطر الاعتقال إذا ذهبت إلى صربيا. وكانت محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة أوضحت أمس أن تقريرا تشريحيا مبدئيا اظهر أن ميلوسوفيتش توفي نتيجة هبوط في القلب. ولم تذكر المحكمة سببا للإصابة بهبوط في القلب، وقالت في بيان إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لإجراء تحاليل أخرى لكشف ما إذا كان ميلوسوفيتش قد أصيب بالتسمم أم لا. وأوضح البيان أن خبراء الطب الشرعي حددوا حالتين في القلب أصيب بهما ميلوسوفيتش قالوا إنهما ستفسران القصور في عضلة القلب. وقالت المتحدثة باسم المحكمة ألكسندرا ميلونوف إن التقرير النهائي للتشريح بشأن سبب وفاة ميلوسوفيتش لن يصدر قبل مرور عدة أيام. مشيرة إلى أن كبيرة ممثلي الادعاء كارلا دل بونتي لن تدلي بأي تعليق إلى أن يتم نشر التقرير النهائي. وبالإضافة إلى التشريح، طلبت المحكمة إجراء تحليل للدم والتحقق مما إذا كانت هناك مواد سامة فيه وتحديد أسباب الوفاة. وقد أشادت السلطات الصربية بالمهنية العالية التي تميزت بها عملية تشريح جثة ميلوسوفيتش في لاهاي، وقالت إن العملية بكاملها قد صورت. وقد فجر الجدل حول وفاة ميلوسوفيتش عندما قال محاميه زدينكو تومانوفيتش في لاهاي إن الرئيس اليوغسلافي السابق كتب في رسالة إلى السفارة الروسية عشية العثور عليه ميتا في سجنه، "يريدون تسميمي". من جهتها أعلنت ميريانا ماركوفيتش زوجة ميلوسوفيتش أن زوجها كان في الفترة الأخيرة منهكا للغاية، لكنها اعتبرت أن عوامل أخرى قد أدت إلى الوفاة. وقالت ماركوفيتش في مقابلة مع صحيفة فيسيرنيي نوفوستي التي تصدر في بلغراد إن محكمة الجزاء الدولية لم تسمح له بتلقي العلاج، ولم يتيحوا له فرصة لاستعادة عافيته، موضحة أن هذه المحكمة هي التي قتلت زوجها لعدم توافر الأسس لديها لإدانته وعدم قدرتها على الإفراج عنه. وقالت إن ما حصل هو "تصفية جسدية مخطط لها". وفي أول رد فعل لها على وفاة الرئيس اليوغسلافي السابق، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن ميلوسوفيتش كان أحد أبرز قوى الشر في أوروبا لفترة طويلة، مضيفة أن حكم التاريخ النهائي عليه واضح. وأضافت رايس التي تقوم بزيارة إلى عدة دول في أميركا اللاتينية أنه كان بلا شك مسؤولا عن مقتل الكثير من الأشخاص وعن سياسات أدت إلى تقسيم بلاده وعزلها عن الأسرة الدولية لفترة طويلة. وكان ميلوسوفيتش الذي عثر عليه ميتا في زنزانته بلاهاي يوم السبت يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بشأن 66 تهمة وجهت له تتعلق بالابادة الجماعية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب في إطار لائحة اتهامات معقدة تغطي الصراع الدموي الذي دار في البوسنة وكرواتيا وكوسوفو مع تفكك الاتحاد اليوغوسلافي في تسعينيات القرن الماضي. وصعد ميلوسوفيتش إلى قمة الحياة السياسية اليوغوسلافية في ظل فراغ السلطة الذي نجم عن وفاة المارشال جوزيب بروز تيتو دكتاتور يوغوسلافيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انتخابه رئيسا لصربيا عام 1990 حكم بقبضة حديدية حتى الإطاحة به عام وكالات