قال كبير مفتشي الصحة الحيوانية والنباتية في روسيا ان السلالة القاتلة من فيروس انفلونزا الطيور التي اصابت اسيا واوروبا وافريقيا قد تصل إلى الولاياتالمتحدة في اواخر العام الحالي وتتحور هناك بشكل خطير. وقال سيرجي دانكفيرت لرويترز "نعتقد ان (سلالة) اتش5 ان1 سوف تصل الى الولاياتالمتحدة في الخريف... وأضاف:"انه (تقدير) واقعي جدا. ربما نكون شبه متأكدين من حدوث ذلك بعد اكتشاف الفيروس في بريطانيا قبل الخريف لان الطيور المهاجرة سوف تحمله إلى الولاياتالمتحدة من هناك." وقال ان هناك فرصة ايضا ان ينتشر الفيروس عن طريق الطيور المهاجرة من اقليم تيومين في سيبريا الى الاسكا والتي تختلط هناك مع طيور تطير الى كندا واماكن اخرى في الولاياتالمتحدة. واضاف دانكفيرت "ولكننا نعتقد انه مسار اطول... نتوقع ان تكون امكانية تحور فيروس انفلونزا الطيور أكبر في البلدان التي يوجد بها انواع مختلفة من الفيروسات. ومن هذه الدول الولاياتالمتحدة." وانتشر فيروس انفلونزا الطيور بسرعة مثيرة للقلق في الاسابيع الاخيرة عبر اوروبا وافريقيا واسيا. وقال وزير الزراعة الامريكي مايك جوهانز ان حكومة بلاده تتعامل مع انفلونزا الطيور على انها كارثة من الحتمي ان تصل الى الولاياتالمتحدة وتستعد لها على هذا الاساس. ويمكن ان ينتقل الفيروس الى أشخاص على اتصال مباشر بطيور مصابة بالفيروس وأودى المرض بحياة حوالي 100 شخص منذ اواخر عام 2003. ويخشى العلماء من حدوث تحور جيني في الفيروس يجعله اكثر قدرة على الانتقال بسهولة بين البشر وهو ما قد يؤدي الى تفشي وباء يودي بحياة ملايين الناس. هذا وقد انضمت أربع دول أسيوية جديدة إلى قائمة الدول التي ينتشر فيها فيروس انفلونزا الطيور‘وأكدت هذه الدول ظهور حالات انفلونزا الطيور من سلالة (اتش5 ان1) القاتلة بينما قالت الصين انها تواجه معركة طويلة لاحتواء المرض قبل وصول الطيور المهاجرة في فصل الربيع. وقالت افغانستان والهند وميانمار ان الفحوص اثبتت ان فيروس (اتش5 ان1) تسبب في الاصابات الاخيرة بين الطيور فيما اعلنت ماليزيا عن واقعتي اصابة جديدتين في طائر بري ودجاج نافق. وفي الهند بدأ العاملون في المجال البيطري في اعدام أكثر من 70 الف طائر في غرب الهند واجراء فحوص لمئات الاشخاص. وقال بيجاي كومار المسؤول البيطري بولاية مهاراشترا حيث ظهرت مجددا انفلونزا الطيور بين الدواجن التي تربى بأفنية المنازل "ليس هناك وقت للمجاملات. لابد من قتل الطيور في أسرع وقت ممكن." وانتشرت انفلونزا الطيور بسرعة مثيرة للقلق في الاسابيع الاخيرة عبر اوروبا وافريقيا واجزاء من اسيا مما دعا دولا فقيرة مثل افغانستان وميانمار للمناشدة من أجل الحصول على ملابس واقية ومعدات اساسية اخرى. ومع تزايد تفشي المرض تتعاظم المخاوف من تحور الفيروس الى سلالة يمكنها الانتقال بسهولة بين البشر مسببة وباء يمكن ان يحصد ارواح الملايين. وقال نور الدين مونا ممثل منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) في بكين "اصيب الفيروس بالجنون الان واصبح لا يمكن التنبؤ به." مشيرا الى الانتشار السريع لانفلونزا الطيور في الاسابيع الاخيرة. وأصبحت الدنمرك أحدث دولة اوروبية تعلن عن ظهور حالة للمرض في طائر بري يوم الاربعاء. لكنها لم تؤكد بعد انه من سلالة (اتش5 ان1) التي تسببت في وفاة نحو مئة في اسيا والشرق الاوسط منذ 2003. واكدت السويد المجاورة يوم الاربعاء اول ظهور لانفلونزا الطيور بعد ان اكدت الفحوص وجود فيروس (اتش5 ان1) في بطتين بريتين. ويعتقد ان ثلاث شابات توفين مؤخرا في اذربيجان هن احدث ضحايا بشرية للفيروس الذي قتل ايضا كلبا في الجمهورية السوفيتية السابقة. وحتى الان لم ترد انباء عن اصابات بشرية في الهند او افغانستان او ميانمار أو ماليزيا لكن المئات بالقرب من موقع أحدث ظهور للمرض في ولاية ماهاراشترا الغربية اشتكوا من حمى. ويقول أطباء انهم يعانون في الاغلب من حمى الدنج لكنهم ارسلوا عينات دم لتحليلها على اي حال. وفي ميانمار قالت وسائل اعلام محلية ان المسؤولين اعدموا أكثر من خمسة الاف طائر وأغلقوا بصورة مؤقتة أسواق الطيور وحظروا نقلها في بلدتين ظهر بهما المرض في ولاية ماندالاي بوسط البلاد. وقال مسؤول في الاممالمتحدة ان معملا في بانكوك اكد نتائج اعلنها مسؤولون في ميانمار عن ظهور أول اصابات في ولاية ماندالاي يوم الاثنين الماضي. وتوجه فريق من الفاو الى يانجون يوم الخميس ومن المقرر ان يزور منطقة ماندالاي لتقييم حجم التفشي واحتياجات ميانمار. كما أكدت الحكومة الافغانية والاممالمتحدة ظهور فيروس (اتش5 ان1). وقالت الحكومة الافغانية والاممالمتحدة في بيان "حتى الان ما زالت الحالات محصورة في الطيور ولم ترد تقارير عن حالات بشرية. ومع ذلك يجب حماية السكان." لكن هناك مخاوف من ان افغانستان التي تعاني من ضعف في القطاعين الصحي والبيطري بعد عقود من الحرب ستخوض معركة صعبة لاحتواء المرض. ويقول مسؤول الزراعة انه لا تتوفر لديهم حتى الملابس الواقية من تلك التي يجب ان يرتدوها اذا ما امرت السلطات باعدام الطيور الداجنة. واعلنت ماليزيا عن احدث اصابات في ولاية بيراك بوسط البلاد وقال مسؤول كبير في الهيئة البيطرية ان اعدام الطيور بدأ في دائرة نصف قطرها كيلومتر حول موقعي الاصابة. وفي الصين حيث توفي عشرة بسبب انفلونزا الطيور يقول مسؤولو الصحة ان الدولة شاسعة الاطراف تواجه معركة عسيرة لتطويق المرض قبل تفش متوقع في الاصابات في فصل الربيع بمجرد عودة الطيور المهاجرة في طريقها الى الشمال. كما تعوق مشكلات الرقابة والجهل ومساحة البلاد الشاسعة ايضا الجهود. وقالت جولي هال التي تشرف على جهود منظمة الصحة العالمية لمكافحة المرض في الصين "نظام الرقابة يعتمد على اشخاص يزورون المستشفيات او مراكز الرعاية الصحية. ادركت وزارة الصحة ان هذه مشكلة." واضافت لرويترز "لكنهم يعترفون ان القدرة على تحري الامور على مستوى جذور المشكلة في حاجة لتعزيز." ومن جانبها قالت السلطات الدنمركية ان الاختبارات اظهرت ان صقرا بريا عثر عليه نافقا جنوبي كوبنهاجن يحمل السلالة (اتش5 ان1) القاتلة من الفيروس المسبب لانفلونز الطيور. واعلن يوم الاربعاء عن اول اصابة بهذه السلالة شديدة العدوى من المرض في الدنمرك. وقال مسؤول في المعهد الدنمركي للابحاث الغذائية والبيطرية لرويترز "انها اتش5 ان1". وعثر على الطائر النافق في وقت سابق هذا الاسبوع قرب بلدة نايستفد على بعد نحو 70 كيلومترا جنوبي العاصمة الدنمركية في الجزء الجنوبي من جزيرة زيلاند بمنطقة مستنقعات بها اعداد كبيرة من الطيور المهاجرة. ومن جهته كشف البنك الاسيوي للتنمية النقاب عن برنامج قيمته 38 مليون دولار يوم الخميس لمساعدة الدول الفقيرة على سد الثغرات في تمويل مكافحتها لمرض انفلونزا الطيور وتعزيز التعاون الاقليمي لمواجهة المرض. ومن المرجح أن تكون ميانمار التي يحكمها الجيش واذربيجان الجمهورية السوفيتية السابقة حيث انتشر المرض في الفترة الاخيرة من أوائل المتلقين للمساعدات من المشروع الذي عارضته الولاياتالمتحدة. وقال ايندو بوشان رئيس فريق عمل مختص بانفلونزا الطيور في البنك "من خلال هذا المشروع يمكن للبنك الاسيوي للتنمية وشركائنا ان يستجيبوا بسرعة لاي ظرف طاريء أو احتياج طاريء للادوية أو المعدات على سبيل المثال." وميانمار التي شهدت أول ظهور للمرض يوم الاثنين الماضي تمثل قلقا بالنسبة للجهات المانحة بسبب العزلة التي يفرضها المجتمع الدولي على يانجون فيما يتعلق بسجلها الخاص بحقوق الانسان واعتقالها للزعيمة اونج سان سو كي رمز الديمقراطية في البلاد. ولم يقم البنك بأي اقراض أو أي عمليات مساعدة فنية في ميانمار (بورما سابقا) منذ 1988 عندما قتلت القوات مئات المتظاهرين في اطار حملة على احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في يانجون. لكن بوشان يقول إن مكافحة المرض حيث ظهر أمر مهم بدرجة لا تسمح بحرمان ميانمار من المشاركة في البرنامج غير أن الأموال ستوجه على الارجح لمنظمات تابعة للامم المتحدة أو منظمات غير حكومية تعمل في البلاد. وأبلغ الصحفيين "إذا كان لدى ميانمار مشكلة ولم تحل فان ذلك سيكون له أثر على الاستجابة العالمية للمرض." وأقر البنك الذي يضم 64 عضوا البرنامج الذي تبلغ قيمته 38 مليون دولار هذا الاسبوع في اطار تعهد بمبلغ 470 مليون دولار قطع في مؤتمر عن انفلونزا الطيور عقد في الصين في يناير كانون الثاني الماضي. وسيضمن المشروع تغطية تكاليف الخبراء والمعدات والامدادات والادوية والخدمات لمكافحة المرض الذي قتل نحو مئة شخص في اسيا والشرق الاوسط منذ عام 2003. ويشمل البرنامج مبلغ 14.5 مليون دولار للتمويل الطوارئ لمساعدة الدول الفقيرة على سد النقص في التمويل حتى تصل أموال المانحين الدوليين. وقال بوشان لرويترز في وقت لاحق إن واشنطن التي تصف ميانمار بانها "مركز للاستبداد" وتفرض عقوبات على الزمرة الحاكمة صوتت ضد المشروع عندما عرض على مجلس البنك هذا الاسبوع. وأضاف "هذا المشروع حظي بتأييد الاعضاء الاوروبيين واستراليا. فهم يرون انها مشكلة اقليمية واذا ظهرت مشكلة في دولة ما ستعاني المنطقة كلها." وفي المؤتمر في بكين تعهد المانحون الدوليون بمبلغ 1.9 مليار دولار لتحسين الخدمات الصحية والبيطرية في الدول الفقيرة وتعزيز نظم المراقبة العالمية. لكن بوشان قال إن دولا قليلة فقط هي التي تلقت أي اموال. وأضاف "على حد علمي فان الدول لم تشهد سوى القليل من المبلغ الذي تم التعهد به وهو 1.9 مليار دولار." إلى ذلك قالت شركة روش السويسرية للدواء انها ستزيد من انتاج عقار تاميفلو لعلاج الانفلونزا بنحو مئة مليون جرعة اضافية هذا العام بعد ان وقعت عقودا مع منتجين من الخارج. وعبرت الشركة ومقرها بال عن أملها في زيادة الانتاج الى 400 مليون جرعة من العقار بنهاية عام 2006 وهي خطوة تحظى بالترحيب فيما تكدس الحكومات في انحاء العالم مخزونات من العقار تحسبا لتفشي انفلونزا الطيور. واستجابة لضغوط زيادة الانتاج وقعت روش عقودا مع اكثر من 15 شركة خارجية في تسع دول. وستنتج هذه الشركات مكونات من العقار او العقار كله للمساعدة في الاسراع بعملية الانتاج. واضافت الشركة انها تعزز ايضا ابحاثها من خلال مجموعة من الدراسات الجديدة عن كيف يمكن استخدام تاميفلو بافضل صورة مع تطور الفيروس. وتقول روش انها تلقت وقدمت طلبيات من تاميفلو لاكثر من 65 دولة في العالم. ويعتقد ان العقار وهو مثبط للفيروس هو افضل وسيلة للوقاية من الشكل البشري من وباء انفلونزا الطيور الذي رصد في طيور برية في انحاء اسيا واوروبا. واودت سلالة (اتش5 ان1) من فيروس انفلونزا الطيور بحياة نحو مئة شخص ويخشى الخبراء من تفشي وباء اذا ما تطور المرض الى نقطة يمكنه عندها الانتقال بسهولة بين البشر. رويترز: