أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي بأن قيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 1990م قد مثل انتصاراً كبيراً ليس فقط للشعب اليمني الذي ناضل وكافح من أجل الخلاص من مخلفات الاستعمار البريطاني الغاصب الذي اصطنع الحدود الشطرية بين أبناء الوطن الواحد الموحد منذ الأزل، بل أيضاً شكل هذا الإنجاز الوحدوي الشعبي انتصاراً جديداً في عقد تسعينيات القرن الماضي للأمة بأسرها التي كانت ولا تزال تمر بأسوأ مراحل التمزق والصراعات والحروب والتشرذم والضعف والوهن نتيجة التدخلات الصهيوأمريكية الاستعمارية بشؤونها وإشعالها لبؤر النزاعات حتى لا تجتمع كلمة الأمة حول قضاياها المصيرية وفي مقدمتها قضية العرب جميعاً فلسطينالمحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي العنصري المقيت وما كان للطغاة وقوى الشر العالمية أن تحقق أهدافها التآمرية لولا تخاذل الحكام العرب. وأشار اللواء العاطفي في تصريح خاص لصحيفة "26سبتمبر" نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس بمناسبة احتفالات الوطن بالعيد ال28 لقيام الجمهورية اليمنية بعظمة شعبنا اليمني وشجاعة واستبسال وتضحيات أبنائه أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية دفاعاً عن اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله المنتصر لإرادته في الحرية والكرامة بعيداً عن الهيمنة والوصاية الأمريكية السعودية التي أصبحت منبوذة وسيئة الصيت لدى كل اليمنيين الأحرار والشرفاء ولا مكانة لها في مستقبل اليمن وأجياله القادمة.. منوهاً بأن اليمانيين الذين هزموا أعتى إمبراطورية استعمارية التي لم تغب عنها الشمس وأجبروها على الرحيل من الأرض اليمنية هاهم أحفادهم الغيورون على وطنهم وشعبهم يقفون بقوة وصلابة في كل رابية وجبل وسهل مقاتلين أشداء ضد قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتها حتى تطهير اليمن من رجسهم ودنسهم ليعيش شعبنا موحدا قويا وشامخاً ومهاباً بين الأمم ومن أجل أن ينهض وطننا تنموياً واقتصادياً وثقافياً وفي مختلف مجالات الحياة. وقال وزير الدفاع في سياق تصريحه بهذه المناسبة الوطنية الخالدة: إن احتفالات الوطن بعيد الوحدة وفي ظل استمرار جرائم العدوان الغاشم وحصاره الجائر تجسد في مضامينها ودلالاتها وأبعادها عظمة الإرادة الشعبية الوحدوية الصلبة المتجذرة في نفوس أبناء اليمن الذين يشكلون باصطفافهم الواسع وصمودهم الوطني العظيم ضد قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتها وبتلاحم متين منقطع النظير مع الأبطال في الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مختلف ميادين التضحية والفداء والشرف والعزة والكرامة دفاعاً عن الأرض والعرض، درعاً حصيناً لليمن ووحدته واستقلاله وهذا هو المسار الوطني الاستراتيجي المنتصر حتماً بإذن الله تعالى مهما كانت المخاطر والتحديات الماثلة أمام اليمنيين على امتداد وطن ال22 من مايو المجيد.. منوهاً في هذا المنحى إلى جملة الموجبات الدينية والوطنية والأخلاقية التي تفرض على كل المخلصين والشرفاء من أبناء الوطن المزيد من التكاتف والتراص وتوحيد الصف لمواجهة قوى الشر والعدوان وإفشال كافة دسائسها ومؤامراتها العدوانية الحاقدة وأطماعها الاستعمارية الاستحواذية التي تهدف الوصول إليها ودحرها إلى مزبلة التاريخ. وأشاد اللواء العاطفي بالانتصارات النوعية لأبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات مواجهة العدوان الغاشم الذي تحطمت أحلامه وأطماعه على صخرة الصمود الوطني وشجاعة وإقدام المقاتل اليمني الذي يخوض أشرف وأقدس معركة ضد جحافل الغزاة وآلتهم الحربية الحديثة, مكبداً العدو الخسائر الفادحة المادية والبشرية والهزائم المتواصلة والإخفاقات المستمرة حتى يذعن هذا العدوان الهمجي المعتدي الغاشم أن الباطل لزوال، وأن العنجهية والغطرسة والاستكبار والإجرام مصيرها الهزيمة والخزي والاندثار. مؤكداً بأن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تبذلان جهوداً متواصلة ومستمرة ومكثفة لتعزيز جهوزية القوات المسلحة واللجان الشعبية والرفع من قدرات ومهارات مقاتليها الأبطال في مواجهة أعداء الوطن بقوة وحسم والاهتمام بأوضاعهم المعيشية بشكل متكامل. وقال: تقف اليوم المؤسسة الدفاعية واللجان الشعبية في أعلى مستويات الجاهزية القتالية والمعنوية أكثر من أي وقت مضى، منوهاً إلى جملة النجاحات والإنجازات النوعية على صعيد التدريب والتأهيل والتسليح والإعداد القتالي والمعنوي في مختلف الصنوف والتشكيلات القتالية والدعم والإسناد اللوجستي المتطور. وأشاد اللواء العاطفي بالنجاحات الكبرى التي حققتها الصناعات العسكرية اليمنية وأربكت قوى العدوان.. أما جديد هذه الصناعات الوطنية لاسيما الصاروخية منها سيجعل العدو يدفع ثمن جرائمه ضد شعبنا ثمناً باهظاً عما قريب.. مؤكداً بأن قادم الأيام تحمل لشعبنا ووطننا بشائر النصر المؤزر وفيها تتجلى قوة الحق ضد الباطل دوماً وأبداً.. مشيرا إلى أن هذه المرحلة من معركة النفس الطويل ستشهد متغيرات استراتيجية دفاعية وهجومية يكون من خلالها الخاسر العدوان ومن يدور في فلكه والمنتصر هو اليمن أرضاً وإنساناً وغداً لناظره قريب.. داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يشفي الجرحى ويفك أسر المأسورين، إنه سميع مجيب.. والنصر كل النصر لليمن الواحد الموحد.