أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي بأن يوم ال22 من مايو 1990م كان وسيبقى يوما تاريخيا مجيدا في حياة شعبنا وأجياله القادمة لأنه اليوم الذي استعاد فيه اليمانيون وحدتهم بعد ردح من أزمنة التمزق والتشطير المقيت والصراعات الدموية بين أبناء الوطن الواحد الموحد أرضا وإنسانا.. مشيرا إلى أن هذا اليوم العظيم في تاريخ اليمن المعاصر الذي فيه ارتفعت راية الجمهورية اليمنية خفاقة عالية في سماء الوطن أشرق معها نور فجر جديد ليس فقط في جنوب الجزيرة العربية فحسب، بل في فضاءات أمتنا الواسعة من المحيط إلى الخليج، وبهكذا منجز تاريخي عظيم ناضل شعبنا في سبيل تحقيقه زمنا طويلا فاجأ اليمنيون الأمة ومحيطها العالمي وفي مرحلة زمنية كانت تسودها عوامل الانقسامات والتشظي في عدد من الدول، لاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية وتوقف الحرب الباردة بين قطبي القوى العظمى الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي. وقال وزير الدفاع في تصريح خاص ل"26سبتمبر" بأن احتفالات شعبنا وقواته المسلحة والأمن واللجان الشعبية بالعيد الوطني ال27 للجمهورية اليمنية تأتي هذا العام في ظل تواصل العدوان الصهيوأمريكي السعودي واستمرار حصاره الجائر على شعبنا الصامد صمود جبال اليمن الشامخة، وفي ظل ثبات راسخ وإيمان عميق بحتمية الانتصار المؤزر ضد قوى الغزو والاحتلال التي لا مكانة لها على تراب الوطن الطاهر مهما كانت التضحيات ومهما بلغ حجمها.. فالأرض الطيبة لا تقبل أن يدنسها الغزاة والطامعون على مر التاريخ. وأضاف قائلا: إن أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية الداعمة والمساندة ومعهم والى جانبهم أبناء القبائل الأحرار وكل الشرفاء على امتداد الوطن يشكلون اليوم بتلاحمهم وتكاتفهم وبمعنوياتهم وجهوزيتهم القتالية درعا حصينا لسيادة ووحدة وأمن واستقرار واستقلال اليمن أكثر من أي وقت مضى، وما الانتصارات المحققة في مختلف جبهات مواجهة قوى الشر والعدوان إلا دليل على عظمة هذا الشعب الحضاري العريق الذي لا يعرف عبر مسارات تاريخه القديم والحديث إلا طريقا واحدا هو طريق الانتصار على أعدائه الغزاة وأذنابهم وركائزهم، والدروس والعبر في هذا المنحى كثيرة ويتوجب على العدوان استيعاب مفرداتها جيدا، وان يدركوا بأنهم معتدون على شعب يأبى الخنوع ويرفض الوصاية والهيمنة الخارجية والإذلال.. إنه شعب كما وصفه العزيز الجبار "أولو قوة وأولو بأس شديد".. مبينا في سياق تصريحه بأن أهداف العدوان الغاشم لا تستهدف فقط سفك دماء اليمنيين وتدمير البنى الخدمية الأساسية والحصار والتجويع، بل أيضا تمزيق وتشظية اليمن أرضا وإنسانا.. منوها في هذا السياق إلى طبيعة ما يجري في عدن من مخططات انفصالية بدعم ورعاية قوى الغزو والاحتلال.. واصفا تلك الممارسات بالمشاريع الصغيرة التي ستتحطم على صخرة وعي شعبنا في جنوب الوطن وشماله الذي لم ولن يعود إلى أزمنة التشطير المقيت وعهود الاستعمار المندحر والى ما قبل ال22 من مايو 90م. مؤكدا بأن أية مشاريع تتجاوز الثوابت الوطنية لن يكتب لها النجاح، وان مجمل مخططات العدوان الغاشم العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مصيرها الفشل والفشل الذريع أمام صمود شعبنا وجهوزيته ويقظته وتضحياته الغالية التي سالت عبرها انهار من الدماء الزكية الطاهرة انتصارا للإرادة اليمنية في الحرية والوحدة والاستقلال وفي سبيل العزة والكرامة والشموخ، وعندما يأتي اليوم من يتطاول على إرادة الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة ويمارس سلوكا انفصاليا تجاوزه شعبنا قبل 27 عاما مقابل ثمن بخس من المال المدنس، إنما يعد ذلك تحديا صارخا للإرادة اليمنية ولنضالات شعبنا وتضحياته في سبيل الوحدة المباركة التي تعد من أهم وأعظم المنجزات الوطنية المحققة، ومن أغلى تطلعات شعوب الأمة العربية والإسلامية. وأشار وزير الدفاع إلى أن من أبرز الموجبات الوطنية الماثلة أمام شعبنا وقواته المسلحة ولجانه الداعمة هو المزيد من التلاحم ورص الصفوف وتوحيد الجهود والطاقات لمواجهة العدوان الهمجي وكسر حصاره الجائر وتحقيق المزيد من الانتصارات في مختلف الجبهات وشتى الأصعدة وذلك على طريق تطهير كل شبر على امتداد الوطن من الغزاة والمحتلين.. مشيداً في ختام تصريحه بالمواقف الوطنية الشجاعة والتضحيات الجسيمة لأبطال الجيش واللجان الشعبية وكل الشرفاء من أبناء الوطن الصامدين في مختلف جبهات المواجهة وفي ميادين العزة والشرف ومواقع البطولة والفداء دفاعا عن سيادة اليمن واستقلاله. وقال وزير الدفاع: إن قياد الوزارة ورئاسة هيئة الأركان العامة تواصل بذل كل الجهود للإيفاء بمستحقات المقاتلين الميامين في عموم وحدات القوات المسلحة وحيثما يرابطون في قمم الجبال وفي السهول والصحاري والمياه الإقليمية دفاعا عن اليمن وسيادته ووحدته واستقلاله.. مترحما على أرواح الشهداء الأبرار.. ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.. مجددا العهد للشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية العليا المناهضة للعدوان على السير قدما صوب تحقيق كافة المهام الوطنية المسندة بكل همة وإخلاص ووفاء ليبقى اليمن شامخا حرا موحدا أبيا منتصرا.