قال مسؤولون إن انتحاريا فجر نفسه فقتل 70 شخصا في تجمع انتخابي في جنوب غرب باكستان في ثاني هجوم يتعلق بالانتخابات يوم الجمعة مع تزايد التوتر بسبب عودة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف قبيل الانتخابات المقررة في 25 من يوليو تموز. والتفجير هو أكبر هجوم في باكستان منذ أكثر من عام والثالث المرتبط بالانتخابات هذا الأسبوع, وقال القائم بأعمال وزير الصحة في إقليم بلوخستان فايز كاكار لرويترز إن عدد القتلى ارتفع إلى 70 فضلا عن 120 مصابا. وذكرت الشرطة في وقت سابق أن أكثر من 1000 شخص حضروا التجمع الانتخابي. ووقع الهجوم وقع وسط توترات ناجمة عن نبأ عودة رئيس الوزراء السابق، نواز شريف، إلى البلاد، لمواجهة عقوبة السجن بتهمة الفساد. وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الإعلام الباكستاني، علي ظفر، إن عشرة آلاف شرطي على الأقل ومئات الجنود من قوات الأمن شبه العسكرية في حالة تأهب قصوى في مدينة لاهور شرق البلاد، حيث يتوقع أن يصل شريف وابنته مريم إلى هناك من لندن مساء اليوم. وكانت السلطات قد أعلنت أمس الخميس أنه سيتم نقل شريف ومريم على متن مروحية إلى العاصمة إسلام آباد، في اللحظة التي يصلان فيها إلى لاهور، وهي القاعدة السياسية للزعيم السابق. واعتقلت الشرطة وهيئات الأمن المئات من النشطاء من حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز"، حيث كانوا يخططون لتنظيم مسيرات إلى المطار لاستقبال زعيمهم. وأغلقت الإدارة المحلية جميع الطرق المؤدية إلى المطار لمنع أنصار شريف من التجمهر وحماية الزعيم السابق من الاعتقال. وكانت إحدى المحاكم المعنية بالنظر في قضايا الكسب غير المشروع قد حكمت على شريف وابنته بالسجن عشر وثماني سنوات، على التوالي، الأسبوع الماضي، بتهم فساد، ناجمة عن تسريبات أوراق بنما عام 2016. وأثار القرار، الذي جاء قبل أسابيع من الانتخابات المحلية المزيد من الشكوك بأن الجيش القوي في البلاد يتواطأ مع السلطة القضائية لمنع حزب شريف من خوض الانتخابات للفوز بفترة أخرى. وفي وقت لاحق أعلن عن عودة نواز شريف وابنته مريم للبلاد يوم الجمعة على الرغم من مواجهتهما أحكاما مطولة بالسجن في مقامرة خطرة لحشد التأييد لحزبهما قبل الانتخابات التي ستجرى في 25 يوليو تموز. وهبطت الطائرة التي تقل شريف وابنته في مدينة لاهور وسط البلاد قبيل الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش) فيما انتشرت قوات أمن في أنحاء المدينة لمنع تنظيم مظاهرات حاشدة من أنصارهما. وقد تتسبب عودتهما في تغيير كبير في السباق الانتخابي الذي تتزايد فيه الاتهامات بأن الجيش يعمل من خلف الكواليس لترجيح كفة بطل الكريكت السابق عمران خان الذي وصف شريف بأنه ”مجرم“ لا يستحق الدعم.