صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن هجمتها العدوانية على الشعب الفلسطيني واعتقلت أكثر من 50 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. وتركزت العمليات العسكرية في مدن نابلس وقلقيلة وطولكرم وجنين. وتخلل تلك العمليات اقتحام للمساجد وإجبار المصلين على خلع ملابسهم. وفي مدينة نابلس اعتقلت قوات الاحتلال نحو 20 فلسطينيا من المدينة ومخيم عين بيت الماء القريب منها في وقت حولت فيه تلك القوات المخيم إلى ساحة حرب. بينما صعد جنود الاحتلال من إجراءاتهم العدوانية وعمدوا إلى استخدام الطواقم الطبية دروعا بشرية والاعتداء عليهم بالضرب المبرح بعد ذلك. وفي محيط المدينة تواصل الحصار اليومي وعمليات احتجاز المواطنين على الحواجز المقامة على مداخل نابلس ومخارجها. ففي مخيم عين بيت الماء غربي مدينة نابلس اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين وسط عمليات إطلاق نار كثيف وتنكيل وقمع بالعائلات داخل المخيم بينما وصف مواطنون ذلك المشهد بقولهم:" لقد حولت قوات الاحتلال المخيم إلى ساحة حرب وإجرام خلال عملية الاقتحام التي نفذتها يوم أمس". وأكد شهود عيان على أن جنود الاحتلال داهموا منازل المواطنين بطريقة بشعة للغاية مطلقين النار داخل تلك المنازل ودمروا جزءا من محتوياتها كما وأجبروا أصحابها على الخروج إلى العراء تحت تهديد السلاح بمن فيهم كبار في السن وأطفال ورضع. وكانت نحو 30 سيارة جيب عسكرية احتلالية اقتحمت المخيم وتمركزت في كافة أحيائه وشوارعه بينما شرع الجنود باقتحام المنازل بطرق إرهابية. وأفاد مصادر ميدانية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال حملتها في المخيم كل من أيمن الصالحي (24عاما) ومراد النمروطي (24 عاما) ولؤي النمروطي ( 26 عاما) وتوفيق سعدات الصالحي ( 28 عاما) وأجرى جنود الاحتلال عمليات تفتيش واسعة في منازل المعتقلين الأربعة وأجبروا ذويهم على الخروج إلى العراء تحت تهديد السلاح. واندلعت مواجهات عنيفة في أنحاء متفرقة من المخيم بين جنود الاحتلال والفتية والشبان الذين رشقوا الدوريات العسكرية بالحجارة والزجاجات الفارغة. وفي مدينة نابلس داهمت تلك القوات سكنيا لطلبة جامعة النجاح الوطنية واعتقلت ستة منهم بعد عمليات قمع وتفتيش واسعة.كما اندلعت مواجهات أخرى بين طلبة المدارس وجنود الاحتلال بالقرب من مدرسة عبد اللطيف هواش في منطقة رأس العين بالمدينة استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلبة ما أدى إلى إصابة احد الطلبة بحالات اختناق.وحول جنود الاحتلال عددا من منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية مداهمتها ومنع سكانها من الحركة, وقد عرف منها منزل أبو حمزة عبد الكريم الواقع في شارع المأمون خلف المقبرة .كما حول جنود الاحتلال منزل أبو غسان الاتيرة الواقع بجانب عمارة البيبي في رفيديا إلى نقطة عسكرية وقام جنود الاحتلال بوضع كافة أفراد العائلة فى غرفة واحد وهو منزل مكون من ثلاثة طوابق.وخلال العملية العدوانية في نابلس اعتقل جنود الاحتلال الشاب احمد الصراوي ( 19 عاما) وتامر التيتي ( 22 عاما) وزياد الضواية ( 34 عاما) و طاهر الزيود (35 عاما) و أحمد العايد ( 19 عاما) وباسم بعارة ( 20 عاماً). ومارست قوات الاحتلال أعمالا عدوانية بحق المواطنين والطواقم الطبية حيث حولت هذه الطواقم إلى دروع بشرية. وأفاد الدكتور غسان حمدان مدير الاغاثة الطبية في المدينة أن جنود الاحتلال أجبروهم على الوقوف أمام الفتية الذين يرشقون الحجارة لمنع وصولها على الآليات العسكرية وبعد ذلك اعتدى الجنود على الدكتور حمدان بالضرب في منقطة شارع 24 وقال حمدان:" قامت قوات الاحتلال بضربي بكرسي عندما حاولت تقديم المساعدة لأحد المواطنين اعتدى عليه الجنود بالضرب. كما واعتدت تلك القوات على سيارة إسعاف تابعة للاغاثه وصدمتها بشكل متعمد. وفي شارع تل مارست قوات الاحتلال أعمال عدوانية أخرى واقتحمت مسجد النور وأجبرت جميع المصلين على الخروج منه وخلع ملابسهم وإخضاعهم لعمليات تفتيش استفزازية. من جهة ثانية قررت الحكومة الإسرائيلية تجريد رئيس الوزراء أرائيل شارون من كافة صلاحياته الوزارية وذلك بسبب مرور مائة يوم على مرضه ودخوله في غيبوبة. وقررت الحكومة اليوم خلال اجتماعها اليوم بقيادة ايهود اولمرت الإعلان عن عزل شارون بشكل كامل عن الحياة السياسية وتسمية أولمرت بدلا منه بشكل رسمي بعدما كان خلال المائة يوم الماضية قائما بأعمال رئيس الحكومة. ووفقا للقانون الإسرائيلي فأن رئيس الوزراء يتم عزله بعد مرور 100 يوم تدهور حالته الصحية ويحتاج هذا القانون إلى تقارير طبية تثبت عدم قدرة رئيس الحكومة على القيام بمهامه بالشكل المطلوب. ويعتبر القانون اي رئيس وزراء في إسرائيل في حالة عجز دائم عن أداء مهام منصبه بعد مرور مائة يوم على دخوله المستشفى وستنتهي هذه الفترة بالنسبة لشارون يوم الجمعة القادم المصادف الرابع عشر من هذا الشهر وعندها سيدخل تعيين اولمرت رئيسا للوزراء بالوكالة حيز التنفيذ ولن تتغير صلاحيات اولمرت في ضوء هذا القرار. وكان شارون قد خضع أمس لتاسع عملية جراحية منذ دخوله المستشفى قبل ثلاثة شهور وأعلن الأطباء عن فقدان كامل الفرص لإنقاذ حياة شارون الداخل في غيبوبة عميقة بمستشفى هداسا بمدينة القدس. وصادق مجلس الوزراء خلال جلسته على التوصيات التي تمت بلورتها خلال الجلسة التشاورية التي ترأسها اولمرت أول أمس الأحد بشان موقف إسرائيل من الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس. و بموجب هذه التوصيات لن تقيم إسرائيل اتصالات مع مسؤولين أجانب يجتمعون بممثلين عن الحكومة الفلسطينية كما ستمتنع إسرائيل عن إقامة أي اتصال مع السلطة الفلسطينية باعتبارها سلطة معادية وستعمل على منع ترسيخ ساس نظام حكم حماس وتنص التوصيات أيضا على عدم سد إسرائيل الباب أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شخصيا.