أبطال الجيش واللجان الشعبية ينتصرون للوطن والشعب في مختلف جبهات مواجهة العدوان الواحد والعشرون من سبتمبر يوم تاريخي جعل من اليمن صوتاً حراً يصدع بالحق في وجه الطغاة والمستكبرين معلناً فيه شعبنا اليمني أن لا وصاية ولا خنوع أو رضوخ لمن يتأبط به شراً فكان حاضراً في الميادين بقوة وعزيمة وإصرار وصلابة.. كما أنه جسد أحلام وطموحات شعبنا اليمني وأسقط رموز التخلف والفساد والعمالة والإرهاب وفتح الباب لانعتاق القرار السياسي اليمني من مرحلة الوصاية والهيمنة الخارجية.. ولتسليط الضوء أكثر “26سبتمبر” التقت الأستاذ أحمد علي الصادق- أحد أبرز رموز ثورة ال21 من سبتمبر.. وخرجت بالحصيلة التالية: التقاه: حسين غانم يحتفل شعبنا اليمني يوم غدٍ بالذكرى الرابعة لثورة ال21 من سبتمبر المجيدة.. كيف تقرؤون هذه المناسبة؟ بدايةً نتوجه بالتحايا والتبريكات في هذه المناسبة الوطنية العظيمة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط والى شعبنا اليمني الذي انتصر لثورته وإرادته في الحرية والكرامة والاستقلال.. طبعاً هذه الثورة وعلى مدى أربع سنوات مستمرة في خطواتها وماضية قدماً صوب تحقيق أهدافها ولا زلنا نعيش في ظل عدوان بربري غاشم أمريكي سعودي صهيوني إماراتي غادر على البلاد.. في البداية كانت الأوضاع في البلاد ما قبل أربع سنوات أي قبل ال21 من سبتمبر متردية وصلت إلى حالة الفشل وحالة الانفلات الأمني الكامل والفساد وهذا ما كنا نلاحظه في كل مكان, حيث كانت البلاد مقسمة إلى جزئين وكل جزء متمسك بنوع مما يسمي نفسه هو الشرعي سواءً كانت مجموعة الإصلاح أو مجموعة ما كانت تتبع علي عبدالله صالح وكانت تحصل عملية الاغتيالات والقتل.. انتقلنا في بداية الثورة إلى ميدان الستين وكان يخرج الآلاف من المواطنين كان الغرض الخروج من الظلم والقهر والاضطهاد الذي كان يعاني منه الشعب اليمني.. حقيقة وصلت البلاد إلى وضع كارثي سواءً اقتصادياً أو عسكرياً أو أمنياً طبعاً الكل يعرف حكاية الاغتيالات والتفجيرات في المحافل الرياضية في ميدان السبعين.. الأمن المركزي وفي المساجد في التحرير.. حينها كان هناك مخطط تآمري يسير وفق آلية معينة مرسومة من قبل أعداء اليمن تهدف إلى تفتيت اليمن وتقسيمها إلى أقاليم متناحرة لتمزيق الشعب اليمني بدلاً من دولة واحدة توحدنا ولا يوجد بيننا خلاف سواءً على مستوى المناطق الشمالية أو المناطق الجنوبية.. نحن حقيقة فوجئنا بأن الاستعمار الجديد جاء من كنتونات ضعيفة مثل دويلة الإمارات التي لم يكن لها وجود أو ذكر أو تاريخ عريق ولكن فوجئنا أنها تسعى إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم ثم تقسيم كل جزء إلى عدة أجزاء.. باعتباركم أحد مناضلي الثورة كغيركم من المناضلين الأحرار والشرفاء الخيرين والمخلصين من أبناء هذا الوطن الذين دعوا إلى التآخي والتآزر والحفاظ على اللحمة الوطنية.. كيف تنظرون إلى الدور الأمريكي والإسرائيلي الذي سعى للقضاء والإجهاض على مشروع الثورة المباركة؟ للأسف الشديد الشعب اليمني بطبيعته شعب عاطفي وشعب متدين وشعب ينتمي إلى كل قيم ومبادئ الإسلام وكان للأسف الشديد حزب الإصلاح هو الحزب المسيطر على ساحة الجامعة.. حينها الذي يدعو إلى الوحدة ويدعو إلى الثورة والقيام على الظالم ونصرة المظلوم, وحقيقة انخدع الكثيرون بهذه الشعارات البراقة الزائفة.. وظلينا فترة نجري وراء السلام إلى أن تمكن حزب الإصلاح من السيطرة على البلاد واستطاع أن يمسك البلاد.. طبعاً كلنا نعرف أن هذه المسميات الحزبية هي صنيعة الاستعمار فحكموا البلاد لفترة معينة أقصوا تلك الجموع الحاشدة وتلك الملايين من الناس التي خرجت إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير والتي وجدت نفسها أنها عادت إلى الأسفل وإلى الأسوأ.. واستمرت الثورة.. وقام حزب الإصلاح ومعهم البعض الذين كانوا محسوبين على الثورة آنذاك بالانسحاب من الساحات وبقيت مجموعة بسيطة هي التي ظلت مرابطة في الساحة وظلت متمسكة بمبادئ الثورة إلى أن تحققت الثورة وكانت هناك عملية خلط الأوراق عندما رأينا أن هناك مجموعة كبيرة من النظام السابق انضمت إلى الساحة وبدت مؤثرة بشكل كبير خلال فترة النظام السابق سواءً في نهب الأراضي أو التسلط على الشعب على مدى ثلاثة وثلاثين سنة.. فوجئنا في الأخير أن تلك الجماعة هي التي وصلت إلى الساحة.. وبالتالي كان لنا موقف آخر انسحبنا من الساحة وشكلنا خيمة صمود لاستمرار ودعم أهداف الثورة الشعبية.. للأسف الشديد ناس كثيرون انخدعوا بما قام به حزب الإصلاح إلى أن حصلت الكارثة وحصل الصراع الدموي ما بين الفصيلين المتناحرين من اجل السلطة وكل أظهر سوء نيته أن الغرض هو الصراع على السلطة والاستيلاء على الدولة وممتلكاتها.. طبعاً فوجئنا أن الكم الهائل من المشايخ والمسؤولين من الذين تمكنوا من السيطرة على ثروات البلاد هم أنفسهم الذين وصلوا إلى سدة الحكم مرة أخرى واستطاعوا أن يتقاسموا البلاد ويتقاسموا شركات النفط والاستثمارات النفطية والمؤسسات.. هذا جعل الكثير من أبناء الثورة الذين فعلاً خرجوا من أجل التغيير ومن أجل ازدهار الوطن ومن أجل أن يعيش اليمن مرحلة قادمة جديدة وصلوا إلى مرحلة اليأس والإحباط. الصمود الأسطوري الذي يسطره أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية الأبطال وانتم أحد أبناء هذا الشعب العظيم والداعمين والمؤيدين لهذا الصمود المشرف والذي يعتبر بحد ذاته أحد مقومات الثورة ومخرجاتها الرئيسية.. كيف تقيمون هذا الصمود لأبطالنا في الساحل الغربي بشكلٍ خاص وفي بقية جبهات العزة بشكلٍ عام؟ نحن في اليمن اعتقد أنه أول مرة يحصل في التاريخ أنه فتحت قوى العدوان الغاشم أكثر من 48 جبهة قتال للعدوان ومرتزقته لأكثر من عشرين دولة هي أقوى وأغنى دول العالم على رأسها دول الخليج التي تمتلك المال أمام ما يسمونهم الحفاة العراة الذين أثبتوا أولاً تمسكهم بالله ومن ورائهم دعم القيادة السياسية ممثلة بالقائد الرمز العلم هذا الرجل الصادق الذي فعلاً نشعر حقيقة انه هبة من الله.. الصمود الذي يحصل في جبهات القتال سواءً في كل الجبهات وبالأخص في الساحل الغربي هو صمود أحرج العالم بصورته القوية والذي يسطره أبطال ميامين من المؤمنين الصابرين في ملحمة بطولية مكتملة الأركان لابد أن يدون ويكتب بماء الذهب إذ أن مجاهدينا الأبطال يقفون بأسلحتهم التقليدية أمام الطائرات والبوارج والمدرعات والصواريخ يؤمنون بعدالة قضيتهم ويدركون أنهم مع الله والله مع الحق ويمتلكون العقيدة الراسخة وأن هذا الوطن هو وطنهم ولا يمكنهم التفريط في ذرة رمل منه. كيف تنظرون إلى الوضع الأمني في المحافظاتالجنوبية والشرقية المحتلة.. وما هي رسالتكم إلى المواطنين هناك؟ ما يعانيه أحبتنا في المحافظاتالمحتلة يدمي القلب ويبعث على الألم والحزن نتيجة تفريطهم بالتربة اليمنية وانخداعهم بزيف وأكاذيب قوى العدوان ومرتزقتهم.. للأسف الشديد تم الكذب عليهم بحكاية القضية الجنوبية وأنه سوف يتم تحريرهم عبر عاصفة الحزم والأمل وغيرها من المسميات البراقة.. وما نراه ونشاهده هناك يحزننا كثيراً أكان ذلك من الانتهاكات أو الممارسات البشعة التي تحصل لإخواننا اليوم هؤلاء هم أبناء جلدتنا وهم أخوتنا واستطاع هذا الاستعمار القديم الجديد الذي أتى عن طريق أذياله الإمارات والسعودية أن يفرق بيننا وأن يفرق بين الأخ وأخيه ولكن في آخر المطاف سوف ندحر الغزاة من كل شبر في الوطن.. إخواننا في المحافظاتالمحتلة يسحلون ويقتلون بدمٍ بارد ويسجنون وتنتهك الأعراض والحرمات ويسيطرون على الأرض وينهبون ثروات البلاد ويعملون على تعميق الطائفية والمناطقية وتغذيتها.. الغزاة ومرتزقتهم يسعون إلى تمزيق وتفتيت الوطن.. هؤلاء جاؤوا لتحقيق أهدافهم الخاصة هم يعرفون أن اليمن بلد آمن وانه بلد غني بخيراته ورجاله وثرواته وأنه بلد إنتاج وبالتالي يعتقدون أنهم سيظلون محتلين لتلك المحافظات وهم يعلمون بأن الشعب اليمني لم يكن شعباً معادياً وعلى مدى آلاف السنين ومنذ فجر الإسلام كان الشعب اليمني السباق في نشر الإسلام وقيمه الأصيلة شعب له أصالته وعراقته وماضيه التليد.. وما يحصل الآن من قوى العدوان هو تشويه الصورة الحضارية لليمن واليمنيين. في ظل ما يعانيه إخواننا في المحافظاتالمحتلة وبعد أن اتضحت لهم حقيقة أهداف الغزاة.. هل لكم من رسالة أخيرة إلى الشرفاء في المحافظات الشرقية والجنوبية من الوطن؟ أتمنى أن يستشعروا المسؤولية ويعرفوا ما يحصل في سجون الإمارات السرية وما يحصل في المهرة وحضرموت ويعرفوا بأن العدوان هو عدوان على كرامتهم وأرضهم ووطنهم.. نحن في المناطق الشمالية تمسكنا بشيء واحد هو العزة والكرامة.. نتمنى أن يكونوا رديفاً لنا ومساندين في طرد المحتل وتحرير كل شبر في الوطن وأن تعود اللحمة اليمنية.. فليتركنا الخليج وشأننا وليخرج العدو مذموماً مدحوراً ولتتركنا أمريكا وإسرائيل.. نحن إخوة في الأخير سنتفق على كل شيء لن نختلف على شيء.. بذرة الشر التي يزرعونها بين أوساط الشعب اليمني من خلال الأموال المدنسة وبعض المغريات الرخيصة التي تجعلهم أداة في تنفيذ المخططات التآمرية, ونؤكد على إخواننا في جنوب الوطن بأننا يداً واحدة وقلب واحد والوطن هو وطن الجميع ويتسع للجميع والدليل أن كثيراً منهم يعيشون في المناطق الشمالية.. ولا يوجد من يتعرض لهم أو يسيء لهم لأنهم جزء منا كيمنيين لا فرق لدينا بين مواطن وآخر.. مع أننا متأكدون أن الكثير من أبناء الشمال يعيشون في جنوباليمن ولا يوجد من يضايقهم إلا بعض الممارسات السخيفة التي تصدر من هنا أو هناك وهي مدعومة من الإمارات والسعودية بغرض الفتنة بين الشمال والجنوب, وأنا من خلال صحيفتكم الغراء أطمئن الجميع بأن البيت اليمني سيعود كما كان وسينتفض كل أبناء الوطن في المحافظاتالجنوبية والشمالية والشرقية ضد كل الطغاة والمحتلين وسيمرغون أنوفهم في التراب.. كلمة لكم توجهونها إلى أبطال الجيش واللجان الشعبية وإلى أبناء الشعب اليمني تحثونهم فيها على المزيد من الصبر والصمود والثبات ومؤازرة أبناء الجيش واللجان الشعبية لبلوغ النصر المؤزر وهو فعلاً قريب طالما أن هناك شيئاً جميلاً ويستحق التضحية اسمه الوطن؟ أنا أقول الحمد لله أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه وقدمنا نموذجاً مشرفاً لكل أحرار العالم وأصبح الشعب اليمني قبلةً الأحرار يحتذى به في السلم والحرب والانتصار لمظلوميته وفي الصبر والصمود والوقوف على مدى أربع سنوات منذ قيام الثورة المباركة ثورة ال21 من سبتمبر ونحن صامدون بفضل هؤلاء الأبطال.. لا يسعني إلا أن أقول إن الله ناصر هؤلاء الرجال ومن خلفهم شعبنا العظيم.. فمهما كانت أسلحة الغزاة ومهما كثرت أموالهم ومهما اشتروا من الأقلام الرخيصة والصحف الصفراء والأبواق الإعلامية المضللة وحتى المواقف الدولية فهم منهزمون.. إننا نقف بعقيدة راسخة في الدفاع عن هذا الوطن الشامخ.. ولا يسعني إلا أن اشكر كل أولئك الذين ضحوا وفي المقدمة آباء أولئك الشهداء الذين ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل هذا الوطن.. أترحم على أولئك الشهداء الأبرار وأتمنى من الله الشفاء للجرحى وأدعو كل أبناء الشعب اليمني العظيم أن يستمروا في رفد الجبهات باعتبار ذلك فرض عين علينا جميعاً.. ونتمنى لصحيفتكم الغراء التوفيق والنجاح وكل العاملين فيها ومن نصرٍ إلى نصر.