كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعه، مزيدا من تفاصيل محادثته التليفونية التي أجراها مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز. وقال ترامب للمرة الثالثة خلال أسبوع، أمام تجمع انتخابي لأنصاره في ولاية منيسوتا، أنه سأل الملك سلمان: «هل تمانع في دفع الأموال لقاء الحماية العسكرية؟، فأجاب سلمان «لم يطلب أحد مني ذلك»، فرد عليه ترامب: «أنا أطلب منك أيها الملك». وأضاف ترامب خلال حديثه، بأن المملكة، تتحمل تكاليف الحماية الأميركية التي تصل إلى 30% حاليا. يذكر أن ترامب قد ذكر جزءا من تفاصيل مكالمته مع سلمان أمام تجمعين انتخابيين خلال هذا الأسبوع، موضحا أنه طلب أن تقوم المملكة بدفع تكلفة حمايتها، مؤكدا أن سلمان لا يستطيع البقاء في الحكم أسبوعين إذا تخلت أميركا عنه، والله وحده يعلم كيف سيكون حال المملكة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن ترامب كشف أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز هاتفه مؤخرا وطلب منه مساعدة الولاياتالمتحدة في حملة عسكرية "سرية للغاية". وبحسب مقالة كتبها جوش روغين، فإن سلمان طلب من الرئيس الأمريكي دعم حملة عسكرية "سرية للغاية" لبلاده، لكن ترامب أخبر سلمان بأنها باهظة الثمن ومن أجل أن تتعاون الولاياتالمتحدة فيها، فإن على السعودية أن تسدد الفاتورة التي حددها ترامب بمبلغ 4 مليارات دولار، وفقا لما قاله الرئيس الأمريكي خلال حفل لجمع التبرعات في فندق ترامب إنترناشيونال في واشنطن. ورفض ترامب الكشف عن طبيعة العملية العسكرية، أمام الحاضرين، قائلا إنها "ربما تكون سرية للغاية". ولم يعلق البيت الأبيض على هذه التصريحات، لكنه قال:"لقد كانت ليلة ناجحة للغاية وكان الحضور في حالة معنوية كبيرة ". وكانت الصحيفة في مقالة سابقة بتاريخ 16 مارس، قالت إن ترامب عرض على الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية جرت في ديسمبر الماضي، فكرة مفادها تسريع إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، مقابل الحصول من المملكة على مبلغ 4 مليارات دولار. ونقلا عن مصادر لم تذكرها الصحيفة، أوضح ترامب لسلمان ونجله الأمير محمد، المبلغ مطلوب لإنهاء الالتزامات الأمريكية في سوريا. وكان كتاب "الخوف: ترامب فى البيت الأبيض" للصحافى الأمريكي بوب وودورد، أشار إلى أنه كانت هناك مفاوضات بين إدارة ترامب والسعودية فيما يتعلق بتمويل عمليات CIA في سوريا. وذكر الكتاب أن الجنرال جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، أبلغ ترامب أن اثنين من كبار مستشاريه للسياسة الخارجية، ماكماستر وتيلرسون، كانا في معركة شرسة حول من سيتفاوض مع السعودية". ويقول الكتاب الذي فجر ضجة كبرى في الأوساط السياسية، أن جزءا من الأموال كان لتمويل العمليات في سوريا، بما في ذلك مشروع سري للغاية لوكالة المخابرات المركزية للمتمردين السوريين اسمه " TEAK "، وفقا لشبكة تلفزيون "تيلي سور" الأمريكي الجنوبي. وكانت المحادثة بين كيلي وترامب في 19 يناير 2018، وفقا للكتاب، وخلال المحادثة، غضب ترامب عندما حاول ماكماستر، التدخل في الصفقة مع السعودية والتفاوض عليها بنفسه. ووافق ترامب على أن ريكس تيلرسون، وزير الخارجية السابق شخص مناسب لمثل هذه الصفقات مع السعوديين، إذ كان يفعل ذلك مع العائلة المالكة السعودية منذ سنوات كمدير تنفيذي لشركة إكسون. وبحسب الكتاب "ولأن ترامب، لا يثق بالناس على الجانب الآخر من الطاولة، كان المبدأ الأول للمساومات، أن تكون قاسيا وأن تقول لا لكي تصل إلى نعم". وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أنها ضمنت الحصول على 300 مليون دولار من شركائها في التحالف للمساعدة في تحقيق الاستقرار في مناطق بسوريا تم استعادتها من تنظيم "داعش" بعد مطالبة الرئيس ترامب الحلفاء بالمساعدة في تحمل تكاليف الحرب. وكان ترامب قد أدلى بتصريح، الثلاثاء، قلل فيه من قدرة السعودية والملك سلمان على حماية المملكة دون دعم الولاياتالمتحدة لها ولجيشها، وأن ذلك مرهون بدفع الأموال لواشنطن مقابل الحماية. وقال ترامب أمام تجمع انتخابي في "ساوثافن" بمدينة "مسيسبي": "نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك سلمان، لكني قلت: أيها الملك، نحن نحميك … فربما لا يمكنك البقاء أسبوعين من دوننا, لذا عليك أن تدفع لجيشك".