من المعلوم أن الحرب الأمنية والاستخباراتية تعّد أشد واعقد من الحرب العسكرية ذلك لأنها حرب تقنيات وتكنولوجيا وأدمغة وتحمل في طياتها تعقيدات كثيرة وتحتاج الى عمل متفاني وصبر وقدرة على التحمل والمواجهة. وبالتزامن مع الحرب العسكرية التي يشنها العدوان هناك حرب أمنية تدور من خلف الستار تمكنت الاجهزة الأمنية فيها من افشال معظم مخططات العدوان. وفي مقارنة بسيطة بين الامكانات اليمنية المتواضعة في ضل العدوان والحصار امام اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية والأوروبية نجد أنه لا يوجد مجال للمقارنة بينهما، حيث أنه لم يكن لليمن جهاز امني استخباراتي قوي وفعّال خلال السنوات الماضية، لاسيّما عندما استطاعت مجموعة قليلة من التكفيريين من السيطرة على مبنى مستشفى العرضي بوزارة الدفاع وقتل معظم من فيه، ناهيك عن انتشار جرائم الاغتيالات والتفجيرات المفخخة، بالإضافة الى أن بناء جهاز أمني واستخباراتي يحتاج الى وقت طويل والى قدرات وامكانات هائلة وتوفر تكنولوجيا وتقنيات حديثة وكوادر مؤهلة، ولكن بعون الله وفضلة عمل اليمنيين بعد ثورة 21 سبتمبر على بناء جهاز استخباراتي قوي استطاع أن يصمد في وجه الحرب الأمنية والاستخباراتية لقوى العدوان الى درجة الوصول الى التفوق عليها. في الوقت الذي تشهد فيه محافظة عدن والمحافظات الجنوبية القابعة للاحتلال الاماراتي لانفلات أمنى غير مسبوق وانتشار الجرائم المروعة بحق المواطنين والتي قلما يشاهدها ويسمعها المواطنين كل يوم، تشهد العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة للمجلس السياسي الأعلى حالة من الامن والامان في ضل انجازات امنية تحققها الاجهزة الأمنية وذلك بالرغم من المساعي الحثيثة لقوى العدوان في اختراق الجبهة الداخلية والعمل على نشر الفوضى والجرائم من خلال الخلايا النائمة. ان الرسائل التي تبعثها الأجهزة الأمنية تؤكد أن الوصاية على اليمن رحلت ورحل معها أدواتها وعملاؤها من عمليات الاغتيالات والتفجيرات والتي أصبحت منتشرة في المناطق والمحافظات التي تقع تحت تسلط الغزاة وأدواتهم الإجرامية، وانتشار جرائم الاختطافات والتعذيب الوحشي والانتهاكات البشعة في سجونٍ ومعتقلاتٍ علنيةٍ وسرية. ويطّل الاعلام الأمني بشكل شبه يومي بأخبار وتقارير مصورة تتضمن القبض على خلايا تابعة للعدوان الأمريكي السعودي الاماراتي، حيث تتواصل الانجازات الامنية التي يحققها رجال الأمن بالتعاون مع المواطنين الشرفاء في حفظ الامن والاستقرار. وبالتزامن مع اعيادنا الوطنية 21 سبتمبر و26سبتمبر و14 أكتوبر تمكنت الأجهزة الأمنية بعون من الله عز وجل من ضبط خلية تجسس تابعة لقوى العدوان والتي دربتها وشغلتها الاستخبارات الإماراتية لرصد وجمع معلومات ذات خطورة عالية عن أهداف مدنية وحكومية وأمنية، لتمثل هذه العملية صفعة قوية لقوى العدوان على الرغم من التدابير المخابراتية التي أحاطت بعناصر الخلية وأنشطتها، فقد تمكن رجال الأمن من القبض على عناصرها، وليست هذه المرة الأولى التي تتمكن الاجهزة الامنية من ضبط خلايا تتبع العدوان، حيث سبق وان تمكنت الاجهزة الامنية بفضل من الله من ضبط خلايا ومنافقين يعملون لصالح قوى العدوان، وأحيل بعضهم الى الأجهزة القضائية وصدر بحقهم احكام بالإعدام.. كما تم إلقاء القبض على خلايا للعدوان في محافظة الحديدة التي كانت تعمل تحت إدارته لتفجير الوضع من الداخل وبحوزتها أجهزة اتصالات ومعدات قتال. وهذا ما يؤكد أن صنعاء باتت تمتلك زمام المعركة الأمنية وتفرض فيها معادلتها التي لا تقبل بغير الأمن والاستقرار بفضل تلك الجهود الأمنية العظيمة التي يبذلها رجال الأمن في سبيل إلقاء القبض على تلك الخلايا الاجرامية، والتي تؤكد إن صنعاء عازمة على تحقيق الاستقرار وهو ما كشفته الإحصائيات الأمنية التي أعلنتها وزارة الداخلية، في بيان لها، والتي أكدت إحباط "32 عملية انتحارية ومفخخة وتفكيك ألف و345 عبوة ناسفة منذ بداية العدوان" في مارس 2015م.