لقد جسدت المرأة اليمنية المعاني العظيمة التي تقدس معنى الأمومة وضربت أروع الأمثلة بما أسهمت به من تضحيات كبيرة .. رغم أن الله سبحانه وتعالى قد جبلها بالعطف والحنان إلا أنها وقت الملمات والمحن تكون في مقدمة المانحين للغالي والنفيس وهل هناك أغلى من الأبناء، وهنا نقف وقفة إعجاب وتقدير وإكبار وإجلال لأمهات وصل بهن اليقين إلى توديع فلذات أكبادهن للدفاع عن تراب الوطن والذود عن حياضه وسيادته وقراره وقد ينال الشهادة والشرف العظيم في سبيل ذلك فنجدها أول المستقبلين له بزغاريد الفرح والعز والشموخ والتهليل والتكبير، وبهذا الموقف المهيب أجد نفسي أنا وغيري ممن شاهدوا هذه اللحظات عاجزين عن وصفها أو الكتابة عنها.. لأنه مهما تحدث المتحدث عن عظمة تلك الأمهات أو حاول أن يصفهن بعبارات فإني أثق بأنه لم ولن يوفيهن حقهن لأنه رغم الألم الذي يعتصر قلب هذه الأم المكلومة على فقدان ابنها إلا أنها بقيمها الدينية العظيمة ومبادئها النبيلة وحبها لوطنها وإيمانها أن ذلك واجب يجب على كل أم يجعلها تتحمل وتصبر امتثالاً وحباً وطاعة لتوجيهات الله ورسوله.. ولو أن جميع الأمهات تخلقن بأخلاق أمهات الشهداء لتربى أجيالنا تربية دينية صحيحة يكون منهجها قيم ديننا الحنيف والذي يعزز من روح الجهاد والدفاع عن الأوطان ونصرة الحق وعدم الرضوخ للطغاة والمتكبرين وكل هذه القيم يستقيها الفرد من أم عظيمة عرفت واجبها الحقيقي في هذه الحياة ورسخت صورة أمام العالم بأن الأم اليمنية الاصيلة تربي أبناءها على الإباء والشموخ وتجعلهم مشروع شهادة من أجل العزة والكرامة وهنا يتجلى قول الشاعر «إن الام مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، ومن خلال هذه الأحرف المتواضعة فإني أدعو نفسي وكل أم يمنية أصيلة أن تجعل من أمهات الشهداء وساماً وقدوة يجب أن يحتذى بها وان يكون لنا من قيمهن وصبرهن على المصائب نموذجاً يجب أن يعمم لكي نستطيع تربية أولادنا وحثهم على الجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطننا الغالي ومواجهة آلة الشر أمريكا وكل الطامعين من آل سعود وآل زايد حتى يتحقق النصر المبين.. وهنا لا يسعني إلا أن أقول هنيئاً لكل أم نال ابنها شرف الشهادة وأصبح ممن هم أحياء عند ربهم يرزقون، وهنيئاً لكل أم مازال ابنها في الميدان يدافع عن كرامة وطن وشرف أمة.