إذا كان الاحتلال الانجليزي الذي ربض فوق جنوباليمن 129 عامًا قد خرج مجبرًا عام 1967م فإنه قد عاد لاحتلال الكثير من المستعمرات التي يبسط سيطرته عليها بأشكال جديدة خلال العقود الماضية تارة بالانتداب وتارة بالوصاية وتارة بالحكومات العميلة والحكام الخانعين التابعين له المنفذين لأوامره ومشاريعه الاستعمارية.. اليوم يعود الاحتلال القديم الغربي إلى بلادنا عن طريق وكلائه في المنطقة العربية من الأنظمة المشبوهة التي أنشأها وأسهم في توثيق أركانها واحكام قبضتها على البلدان التي قامت فيها وفي مقدمتها نظام آل سعود ونظام آل زايد الذين يقودان حربًا بالوكالة وعدواناً بالإنابة عن أولياء نعمتهم وسند حكمهم الانجليز والأمريكان وحلفائهم الصهاينة لضرب اليمن وتدميره وتحويله إلى كانتونات مبعثرة وضعيفة لا يجمعها سوى الكراهية والعداوة والصراع والحروب. وكلاء الاحتلال الغربي منذ بدء عدوانهم على بلادنا وهم يقومون بمواصلة مشروع التفتيت والتجزئة وتنفيذ سياسة المحتل القديمة (فرق تسد) كجزء من مشروع (الشرق الأوسط الجديد) في إطار ما يعرف بصفقة القرن وما نراه واضحاً وجلياً في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال وبالذات المحافظاتالجنوبية من ممارسة السياسة التفريقية وتنفيذ مشاريع التقسيم والتفريق يؤكد حقيقتهم ويفضح مراميهم وأجندتهم المنفذة لسياسة ومشاريع الاستعمار الغربي وما إنشاء النخب والمجالس المناطقية وزرع بذور الفرقة والشتات وإذكاء روح العصبيات بين أبناء المحافظاتالجنوبية أو بين أبناء اليمن عمومًا إلا دليل على أهدافهم وغاياتهم من وراء هذا العدوان الغاشم الذي يخدم أعداء العرب والمسلمين من اليهود والأمريكان. فهل يعي أبناء الوطن حقيقة هذا المشروع العدائي التمزيقي الذي يستهدف وحدة نسيجهم الوطني والروابط والوشائج التي تجمعهم ببعضهم بعضًا قبل فوات الاوان ؟َ! أم على قلوب أقفالها؟!!!