يعقد الائتلاف العراقي الموحد الذي يمثل الكتلة الشيعية في البرلمان اليوم الجمعة اجتماعا لاختيار مرشح جديد لمنصب رئيس الحكومة في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ 4 أشهر في البلاد. وتأتي هذه المباحثات داخل الائتلاف في أعقاب قرار رئيس الحكومة العراقية الحالي ابراهيم الجعفري بترك أمر ترشيحه مجددا لرئاسة الحكومة للكتلة الشيعية وإعلانه أنه سيقبل القرار الذي تتوصل إليه بهذا الخصوص. وكان ترشيح الجعفري قد واجه معارضة شديدة من جانب الأكراد والسنة والجماعات العلمانية. وكان الجعفري قد قال في خطاب بثه التليفزيون واستمر عشرين دقيقة "لقد تركت الخيار للائتلاف العراقي الموحد من اجل ان يقوموا بما يرونه مناسبا". مضيفا انه سيقبل قرار الائتلاف. وقال الجعفري في كلمته انه لن يكون عقبة امام المسيرة الديمقراطية في العراق. وكان الجعفري قد أصر في السابق على عدم سحب ترشيحه لرئاسة الوزراء بالرغم من معارضة الأكراد والسنة لتوليه هذا المنصب. ويعتبر موقف الجعفري الجديد تليينا لموقفه السابق عبر رمي الكرة في ملعب الائتلاف، وبالتالي التلميح بالاستعداد للتنحي. وقال المتحدث باسم الائتلاف جواد المالكي إن الجعفري قال للائتلاف: "أنتم إخترتموني وأنا أعيد الخيار إليكم، لتقرروا ما ترونه مناسبا". وقال المالكي إن قرار الجعفري لا يعني أنه يتنحى ولكن أنه يترك القرار للائتلاف. فاز الجعفري بمنصب رئاسة الحكومة في فبراير بفارق ضئيل وكان إصرار الجعفري على ترشحه قد أسفر عن أزمة سياسية في العراق أخرت تشكيل الحكومة، وهو ما اعتبره البعض سببا في تأزم الوضع الأمني في البلاد. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها البريطاني قد زارا بغداد في وقت سابق للبحث في عقدة الجعفري بعد ما تردّد عن معارضة الولاياتالمتحدة أيضا لترشحه. إلا أن الجعفري لم يظهر وقتها أي استعداد للتراجع عن موقفه. كما يأتي هذا التطور بينما كان مقررا انعقاد الجلسة الثانية للبرلمان العراقي منذ انتخابه في شهر ديسمبر الماضي، امس . إلا أن عدنان الباجه جي أكبر الأعضاء سنا في البرلمان العراقي أعلن في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس جلال طالباني تأجيل الجلسة حتى يوم السبت المقبل. وقال طالباني إنه سيتم الإعلان عن أسماء الأشخاص الذين سيشغلون المناصب العليا الشاغرة في جلسة السبت. وكان من المتوقع أن ينتخب البرلمان رئيسا له من الطائفة السنية، اليوم. إلا أن المراقبين كانوا يتوقعون أن توافق الكتلة الشيعية على المرشح السني فقط مقابل موافقة الكتل الأخرى على ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء.