إننا ونحن نستذكر شهداءنا العظام هؤلاء من صاغوا الوطن لحناً ونشيداً امتزج بعبق الأرض وطيبها:- هؤلاء هم أهزوجة عشق أبدي اختلط فيها دمهم بالتراب, ليرسموا على صفحات الزمن خارطة الوطن بحروف من نور تلون صفحات التاريخ بأجمل الألوان. هؤلاء من يستصغرون الموت في سبيل أن يحيا دين الله لأنه الهدف وعزته هي الغاية, ورفعته هي المقصود. هؤلاء هم الذين عز عليهم أن تظلم أمتهم وهم يتفرجون أو تهضم أمتهم وهم لا يبالون. فكان الشوق إلى الشهادة في سبيل الله عنواناً لحياة جديدة في ضيافة الله سبحانه قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) [آل عمران آية: (169)] نستذكر شهداءنا الذين يتوهجون كواكب مضيئة لا تخبو أنوارها على مر الزمن وتوالي الأيام.. نستذكر شهداءنا الذين يضيئون لنا سبل الوقوف في وجه العدوان الأمريكي السعودي والمؤامرات الدنيئة التي تستهدف النيل من وطننا وهم يرسمون لنا خارطة الصمود ومجابهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن وكرامة الوطن. وتأسيساً على ذلك فإن مشكلة أعدائنا وعملائهم ستبقى ماثلة في عدم معرفتهم حقيقة شعبنا الذي فهم منذ القدم أن الشهادة في سبيل الله رسالته المقدسة الى السماء, حيث الخلود الأبدي, فشعبنا الذي عشق الحرية وهيأ نفسه لبذل مهرها دماً طاهراً لا يمكن أن يستسلم للمتآمرين والمتربصين به مهما قست الظروف أو بلغت التضحيات, فالوطن الذي تحرسه دماء الشهداء لابد أن يبقى عزيزاً ومصاناً. فشهداؤنا هم عنوان عزتنا, هم امتداد طبيعي لتاريخ الآباء والأجداد الذين ملأوا الدنيا شموخاً وعانقوا النجوم كبرياء وأضاءوا الكون عزاً ومجداً وفخراً أجل إنهم هم لا غيرهم الذين بفضل دمائهم الطاهرة سيعود الأمن والأمان إلى ربوع وطننا وستبقى اليمن قلعة صامدة في وجه من يريد شراً بها وستخرج بفضل وعي شعبنا وتماسكه والتفافه حول قيادته أكثر صموداً وقوة, فطوبى لشهداء أمتنا الأبرار الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يدخلوا سفر التاريخ من أوسع أبوابه ويسجلوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل الانتصار الأزلي الممزوج بعشق الأرض وتراب الوطن.. لذلك علينا غرس قيم الشهادة في نفوس أجيال المستقبل لأنها تجسد انتصاراً على النفس وتضحية لا تفوقها تضحية. الرحمة على شهداء الوطن، والمجد والخلود لأرواحهم الخالدة وعهداً علينا مواصلة الدرب الذي سلكوه.