مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    القصاص ينزل من سماء تعز: إعدام قاتل بعد تحقيق العدالة لأولياء الدم    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    بارتي يشعل الحماس في صفوف ارسنال قبل مواجهة توتنهام    مستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية يقدم واجب العزاء في رحيل الزنداني    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    نبأ عاجل من الديوان المليكي السعودي بشأن الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد دخوله المستشفى    ضربة موجعة لجماعة الحوثي.. تحركات مكثفة للصين في عدن على كل المستويات!.. ماذا يحدث؟    حزب السلم والتنمية يعزي الإصلاح وأبناء فقيد اليمن الكبير الشيخ الزنداني ويسرد مناقبه    قناة mbc تفتح النار في تقرير لها على الشيخ "الزنداني"    كأس إيطاليا.. يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته من لاتسيو    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    خبير أرصاد يحذر: منخفض الهدير في اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير (فيديو)    ترتيبات سعودية عمانية جديدة بشأن اليمن.. وجولة مفاوضات مرتقبة بين السعودية والحوثيين    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة صنعاء بالاشتراك مع جمعية المنشدين اليمنيين يحتفي بالمولد النبوي الشريف
نشر في 26 سبتمبر يوم 21 - 11 - 2018

أقام قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة صنعاء بالاشتراك مع جمعية المنشدين اليمنيين بصنعاء فعالية خطابية وإنشادية بمناسبة المولد النبوي الشريف، وفي الفعالية أكد رئيس قسم التاريخ الدكتور محمد الكامل أهمية الاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم وإحياء سنته والتزام أوامره واجتناب نواهيه.. وأشار إلى أهمية التأسي برسول الله في أفعاله وأقواله وثباته وصموده في مقارعة الباطل وجهاده ضد قوى الظلم والطغيان، داعيا الجميع للخروج و الاحتشاد إلى ميدان السبعين لإحياء ذكرى مولده الشريف.
وأشار إلى دور اليمانيين في نصرة الإسلام والتصدي لقوى الشر والباطل، لافتاً إلى أحقية أحفاد الأنصار بالرسول الأعظم والاحتفاء بمولده والسير على نهجه صلى الله عليه وآله وسلم، تخلل الحفل فقرات إنشادية لجمعية المنشدين اليمنيين عبرت عن المناسبة..
وعلى هامش الفعالية «26سبتمبر» التقت بعدد من الشخصيات التي حضرت الفعالية وخرجت بالحصيلة التالية:
تغطية: نبيل بريه
وكانت البداية مع الدكتور أحمد الدغار-رئيس جامعة صنعاء والذي تحدث قائلا:
الاحتفاء بذكرى ميلاد الرسول الأعظم له دلالات عظيمة ومن هذه الدلالات انه يعد محطة لاكتساب الوعي في مواجهة التحديات والعدوان والجاهلية المعاصرة والتعبير عن الولاء والانتماء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله لأن الإيمان لا يتحقق إلا بالولاء لرسول الله والإيمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والإتباع له لأن الله سبحانه وتعالى جعله لنا هاديا ومعلما يزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة ولهذا، فالتعبير عن الولاء له أهمية كبيرة في مواجهة همجية جاهلية العصر التي تسعى إلى أن يكون انتماؤنا للإسلام ونبيه وقرآنه شكلا لا مضمون له وزيفا لا حقيقة له في كل مجالات حياتنا تسعى إلى فصلنا عن كل هذه الروابط التي سنستعيد بها مجد أمتنا وعزتها وقوتها التي كانت أيام محمد صلوات الله عليه وعلى آله.. الابتهاج بهذه المناسبة اعتراف بمنة الله وفضله العظيم علينا وعلى العالمين قال تعالى:( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)..
يجب أن تكون نفوسنا متعلقة مع فضل الله نعترف بعظيم نعمه ومن هذه النعم نعمة الهداية ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق وأي فضل ومنة ونعمة أعظم من القرآن والرسول صلوات الله عليه وعلى آله..إن احتفالنا بهذه الذكرى كشعب يمني نريد أن نحذو حذو اسلافنا بالتمسك بالإسلام وقيمه نجسد صدق ماقاله عنا ( صلوات الله عليه وعلى آله) عندما قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، فابتهاجنا بهذه الذكرى من واقع محبتنا للرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومن واقع انتمائنا الأصيل لقيم ومبادئ الإسلامي، إن احتفالنا بهذه الذكرى كشعب يمني رغم ما نعانيه من عدوان غاشم وتكالب قوى الشر وعلى مدى أربعة أعوام
نتطلع إلى الرسول والرسالة نعزز ارتباطنا بهما نوراً وبصيرة ووعيا ومشروعا عمليا يقودنا إلى الخلاص والى الفرج والى التغيير، ففي هذه المناسبة الكثير من الدروس والعبر في مواجهة عنجهية جاهلية العصر وتقويضها، فقد أحدث النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) تغييراً بمشروعه العظيم الذي كان به خلاص البشرية من الطاغوت والجاهلية الأولى.. فنحن نستحضره في هذه المناسبة أملا لخلاص الأمة مما تعاني، ما هناك من سبيل للأمة إلا العودة إلى الإسلام كمنظومة متكاملة
الاسلام غريب بين ابنائه
فيما قال الدكتور محمد الكامل -رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية:
مشكلة الكثير من أَبْنَاء الأُمَّة أن نظرتَهم إلى الإسْلَام وإلى رسالة الإسْلَام وإلى الرَّسُوْل نظرةٌ ناقصة.. مشكلتُنا اليوم أيها الإخوة الأعزاء، مشكلة الكثير من أَبْنَاء الأُمَّة وجماهير الأُمَّة أنَّ نظرتَهُم إلى الإسْلَام، وإلى رسالة الإسْلَام، وإلى الرَّسُوْل صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ نظرةٌ ناقصة، ينقصها الكثير والكثير، السائد اليوم في الذهنية العامة أن الإسْلَام هو مجرد تلك الطقوس فقط، وأمة الإسْلَام هي تلك الأُمَّة التي بَقِيَ لها من إسْلَامها صلاة وصوم، وزكاة وحج، وشيء يسير من هامش هذا الإسْلَام من هنا أو هناك، بينما غُيِّبَ من واقع الإسْلَام أَسَاسياتٌ هي التي تُعطي قيمةً حتى للصلاة، وفاعلية للزكاة، وفاعلية للمسجد، وقيمة لما بقي.
فحينما أُضِيْعَت من واقع الأُمَّة تلك الأَسَاسيات بقي لها إسْلَامٌ لا طعم له، لا روح له، لا أثر له، لا نفع له، لا يُحِقُّ حقاً، لا يُبْطِل باطلاً، لا نرى أثرَه في الكثير من أَبْنَاء الإسْلَام، من أبْنَاء هذا الدين، من أوساط هذه الأُمَّة، لا نرى له أثراً في زكاء النفوس، ولا في القِيَم، ولا في الأَخْلَاق، إسْلَامٌ جُرِّدَ من العدل، والعدلُ من أَسَاسيات الإسْلَام، وما الذي حل بديلاً عنه!؟ هو الظلم، فكان واقعُ هذه الأُمَّة - للأسف الشديد - مليئاً بالظلم والتظالم.واليومَ كُلٌّ يشكو مما يعانيه من الظلم، من أَبْنَاء الأُمَّة، وعلى يد من هم محسوبون على أنهم من الأُمَّة.
ثم نأتي إلى زكاء النفوس نجد ظاهرة التوحش اليوم في واقعنا، الذي هو فعلاً جاهلية أُخْرَى تحدث عنها الرَّسُوْلُ فيما سبق حينما قال: (بُعثت بين جاهليتين أُخراهما شرٌّ من أولاهما)؛ لِأَن هذه الجاهلية فيما يمتلكُه قادتها، وفيما يمتلكه رجالها، وفيما تمتلكه جيوشُها، وفيما يمتلكه أربابها وأصحابها، هم أسوأ وأكثر خطورةً وضُراً وشَراً على البشرية مما كان في الجاهلية الأولى.
الجاهلية الأولى لم يكن الجاهليون فيها يمتلكون من الإمْكَانات العسكرية والإعْلَامية وغيرها مثلما هو قائم في واقعنا اليوم!
اليوم المسألة بشكل كبير جِدّ خطيرة، ووصل سُوؤها إلى حدٍّ فظيع، ومعاناة البشرية من ويلاتها وكوارثها ومآسيها على نحوٍّ لا يخفى على أحد.
في جاهلية اليوم نرى التَّوَحُّش الذي كان في جاهلية الأمس قبل مبعث نبي الإسْلَام مُحَمَّد صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، نرى اليوم الأطفال والنساء، والإنْسَان رجلاً أو امرأةً، كبيراً أو صغيراً، شاباً أو شيخاً لا قيمة لحياته، يُقْتَلُ الآلاف بكل بساطة!
إذَا كان العربي في الماضي بِمُدْيَتِه أو بسيفه أو بخنجره يُقْتَل، فجاهلية اليوم تمتلك أعتى وأفتك أَنْوَاع الأسلحة، التي تتمكن من خلالها من تنفيذ الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للآلاف من الأطفال والنساء، وللإنْسَان القُدرة على أن يُخَمِّنَ أو يُقَدِّرَ الأرقام من قتلى البشرية، من ويلات جاهلية اليوم.. بالملايين! رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، نتيجة إمْكَانات جاهلية اليوم.
جاهليُّ اليوم أَمريكي أو إسرائيلي، سعودي أو إمَارَاتي أو غيره، جاهلي اليوم بوحشيته، بتجرُّده من الإنْسَانية، يستخدم الطائرات، يستخدمُ القنابل المحرَّمَة والأسلحة المحرَّمَة دولياً، يستخدم أفتك أَنْوَاع الأسلحة؛ ليقتل الآلاف والآلاف من الأطفال والنساء بطريقة وحشية بشعة، لا تستطيع إلَّا أن تقولَ أنَّ الذي يفعل ذلك متجرد من كُلّ الشعور الإنْسَاني، يعيش تَمَاماً الحالة الغريزية التي يعيشها أيُّ وحشٍ، أي حيوان متوحش، لا فرقَ بينه وبينه، بل هم أضل، بل هم أضل حتى من الحيوانات، قد ترحم تلك الحيوانات ما لا ترحمه تلك الوحوشُ البشرية.
الإسْلَامُ هو دينُ القِيَم، دين الأَخْلَاق»إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»(النحل:90) واليوم أين هو العدل؟ وأين هو الاحسان؟ أين هي قيم العطاء والبذل؟ في المقابل الذي نراه سائداً في واقع القوى المتجبرة والمتمكنة - حتى المحسوبة منها على الإسْلَام في هذه الأنظمة التي تتظاهرُ بالتدين - السائد هو المنكر، وهو البغيُ بأقسى وأبشع أشكاله، البغيُ في التَّعَدِّي على الشعوب، في قتل الناس، في الانتهاك للحرمات، في الاستهانة بالدماء واسترخاص إزهاق أرواح الناس.
الاسلام والجاهلية المعاصرة
أما الدكتور محمد حسين الصافي فقال:
كلنا مسؤولون، ومعنيون وخصوصاً في هذه المرحلة في مواجهة التحديات والعدوان والجاهلية المعاصرة الرجوع الصادق والواعي الذي يعتمد كتاب الله ونوره وهديه منهجا للتمسك به، والتثقيف بثقافته والاستبصار بنوره والإتباع لتعاليمه، والولاء والعداء والعمل والموقف على أساسه، والتقييم والنظر إلى الأحداث من خلاله ويعتمد على النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله هاديا ومربيا ومعلما ورمزا وقائدا رسم للأمة الطريق من بعده ومن هذا المنطلق نستذكر من محمد صلوات الله عليه وعلى آله من خلال ذكرى مولده نستلهم من صموده وثباته وشجاعته نستلهم منه العزم وقوة الإرادة وتعبيد النفس لله والرسالة منهجا نسير عليه في كل شؤون حياتنا.. نتطلع إليه من خلال هذه المناسبة باعتبارها محطة نتعلم منها الدروس والعبر ومنها ما أحدثه من معايير بمشروعه الذي كان به خلاص البشرية من الظلمات إلى النور والتحرر من العبودية للطاغوت والعزة وعدم الخضوع للباطل، نتطلع إلى هذه الذكرى لنرى من خلالها نافذة للضوء وافقا للخلاص ونورا يبعث على الأمل وينير الدرب ويفسح المجال ويضيء الطريق للجميع لنعرف أين هو الحل والمخرج وأين حقيقة المشكلة وأين حلها، نستحضر في هذه المرحلة من هذه المناسبة الكثير من الدروس ومنها أنه يجب أن نتحلى بالحب القوي لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله حتى يكون حبنا له دافعا لأن نسير بسيرته وننهج نهجه ونسلك سلوكه أملا لخلاص الأمة مما تعاني..
لماذا؟ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين يحمل كل إرث الأنبياء وفي حركته وفي ذاته هو فيما يحمل من قيم وأخلاق قدم خلاصة الماضي فيما أودع الله لأنبيائه ورسله والبشرية في جميع التاريخ من هدى ونور وقيم وأخلاق وتعاليم يترتب عليها سمو البشرية وكرامتها وسعادتها وتضمن لها الحلول لكل مشاكلها وتضمن لها المسير في الاتجاه الصحيح وفي استخلافها على الأرض بما يعمر هذه الحياة.
وختاما قال الأستاذ عبدالله محسن اليوسفي (أبو الباقر):
غير غريب على يمن الايمان الحكمة حينما يحتفل بكل شوق وبهجة واندفاع يتجلى على ارض الواقع من التفاعل بالتجهيز للسير بسيرته وننهج نهجه ونسلك سلوكه وهاهي شوارعنا تزدري بالزينة وتلبس أحلى حلة حتى المنابر الاعلامية ترحيبا بمولد النور رغم الجراح والألم والظروف الاستثنائية الناجم عن هذا العدوان الغاشم، ان احياء ذكرى المولد ينبئ عن الارتباط والتأثير والاقتداء والاهتداء والسير على نهجه والواقع العملي والمواقف يشهد في مواجهة هذا الاستهداف الذي يستهدف الهوية الايمانية .
نستلهم من هذه المناسبة ماقاله الرسول عنا ان الايمان يمان والعزة ملازمة للإيمان تصنع في الوجدان والشعور إباء وامتناعا من القبول بالذل فيجب ان نكون أعزاء في كل الظروف والمراحل في مواجهة التحديات والاخطار لا نقبل بالذل، إن الاحتفال بهذه المناسبة تعبير عن الولاء لرسول الله والايمان بولايته وتعظيمه والاتباع له لأن الله جعله لنا هادياً معلماً - يزكينا- يعلمنا الكتاب والحكمة وجعله الله لنا الأسوة والعدوة فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه طاعة وعملا والتزاماً والتعبير عن الولاء كأساس من اساسيات الايمان لقد تجلى صدق الولاء للرسول في الواقع العملي والمواقف في مواجهة التحديات وأشاد رسول الله بذلك حينما قال (الايمان يمان والحكمة يمانية) وها نحن نجسد ذلك الارث الحضاري في مواجهة الحرب الكونية، فدماء الحرية التي كانت تجري في عروق الاباء والاجداد وواجهوا بها امبراطوريات آنذاك لازالت هي الدماء التي تجري في عروقنا اليوم في هذا الجيل في مواجهة الاستكبار العالمي..
محطة لتعزيز القيم والمبادئ الانسانية
نحتفل ونبتهج ونتفاعل مع هذه الذكرى كشعب يمني من واقع انتمائنا لقيم ومبادئ الاسلام- ومن واقع محبتنا لرسول الله، نتطلع الى هذه الذكرى باعتبارها محطة سنوية نتزود منها مانحتاج اليه في مواجهة التحديات ومقارعة الظالمين فمن مدرسة محمد صلوات الله عليه وعلى آله نأخذ الدروس فمن عزمه وصبره واخلاقه من التغيير الكبير الذي احدثه - وحجم الاخطار والتحديات التي واجهها في تقويض الجاهلية الاولى كي نقوض الجاهلية الاخرى فلا يصلح الأمة إلا بما صلح به أولها .
الاحتفال بهذه المناسبة هو لتعزيز ارتباطنا وولائنا لرسول الله الروحي والوجداني والعمل به تعميق مكانته في النفوس ونتحلى بالحب القوي له حتى يكون حبنا له دافع لسير بسيرته وننهج نهجه ونسلك سلوكه، التعرف عليه واحياء شخصيته في وجداننا وفي وجدان اجيال هذه الأمة ومشاعرها- يكون له حضور في واقع الأمة بحركته بتصديه لكل التحديات ونوره - واخلاقه - روحيته العالية، يكون له حضور في النفوس - عزما - وإرادة - كقدوة - وقائد واسوة - نتأثر به - في اعمالنا - ومواقفنا - وتحركنا- كذلك الاشادة بذكره والله اراد ان نشيد بذكره قال تعالى { ورفعنا لك ذكر } ليكون له حضور حينما قرن الشهادة برسالته مع الشهادة بوحدانيته في الاذان والصلاة كل يوم وليلة خمس مرات ليبقى حيا في وجداننا وحاضر في أذهاننا .
ففي التطلع إلى هذه المناسبة نرى نافذة للضوء واستنارة تضي الطريق والدرب وتبعث على الامل - نورا - وبصيرة - ووعيا - ومشروعا عمليا يقود امتنا إلى الخلاص.نتطلع إلى الرسول في حركته بالرسالة الذي كان به خلاص البشرية، من نور وقيم وتعاليم يترتب عليها كرامتها وعزتها والحلول لكل مشاكلها . فالذكرى لتذكير بالاسس الجامعة التي توحد الامة وتبنيها - فالا سلام بمبادئه - وقيمه - واخلاقه هو رحمة للعالمين .فالاحتفال بهذه الذكرى يعبر عن اصالة الانتماء وصدق الود - وتعزيز لصدق الولاء - ومحبة واعزاز لرسول الله محمد صلوات الله عليه واله وسلم احياء وتجديدا وتخليدا وترسيخا للمبادئ والقيم والاخلاق التي نلمس اثرها في مواجهة التحديات ومقارعة الجاهلية الأخرى (المعاصرة).نتطلع إلى الذكرى لنجعل منها رسالة لكل الاعداء ومعراجا للاتباع له ونقتفي أثره ولازلنا نعي اهمية الارتباط به، واننا امة محمد نستلهم منه الصبر والثبات في مواجهة التحديات نأبى الذل نكون رجالا في مواجهة اعدائنا مهما كان حجم التضحية .
محطة لتعزيز الارتباط بالرسول والرسالة - والتعبية المعنوية ضد كل من حاول الانتقاص من مكانته، فيجب ان نتحلى بالحب القوي لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حتى يكون حبنا له دافعاً لأن نسير بسيرته وننهج نهجه ونسلك سلوكه .
تعبير عن صلتنا وارتباطنا بالرسول فصلتنا به هي صلة بالرسالة - صلة بالهدى- وارتباط بالمنهج الإلهي - وارتباط بالرسول من موقعه في الرسالة- هاديا وقائدا ومعلما - ومربيا - وقدوة - واسوة - نقتدي به - ونتأسى به .
نحيي هذه الذكرى كي نعرف الرسول ونعرف حياته ومواقفه وننظر اليه كرجل قرآني يدور مع القرآن وهاديا الى الله كي لا تنطلي علينا الخدعة والبدائل بغلافات دينية تصنعها جاهلية العصر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.