إن محافَظةَ القبائل اليمنية على المبادئ والقيم الدينية عبر التأريخ صنَعَ القُوَّةَ الجهادية للجيش واللجان الشعبيّة في صد العدوان السعوديّ الأمريكي وحلفائه. وإن الجيشَ واللجانَ الشعبيّة الذين يخوضان معاً المعارك ضد العدوان السعوديّ الأمريكي وحلفائه إنما يجسّدان الأدوار التأريخية الجهادية الدفاعية للقبائل اليمنية في إلحاق الهزائم الساحقة ضد أعداء الإسلام؛ إيْمَاناً وإخلاصاً في سبيل الله، لحماية ونصرة الإسلام، وللدفاع عن الوطن والإنْسَانية. وتُعزَى هذه الانتصارات إلى محافظة القبيلة على خصائصها التأريخية وعلى المبادئ والقيم الدينية. وقد أثبتت القبائل اليمنية عبر التأريخ الإسلامي وحتى الوقت الحاضر إيْمَانها وإخلاصها في الجهاد في سبيل الله عملا بالمسئولية الإسلامية للدفاع عن الإسلام ونُصرته ووحدة الأمة الإسلامية. ومن أهمّ خصائص القبائل اليمنية هي كالتالي: 6 احترام أفراد القبيلة التسلسل الهرمي لسلطة القبيلة بالسمع والطاعة لشيخ (رئيس) القبيلة، وتلبية نداء النَّكَف في مواجهة الأعداء لنصرة الدين وحماية الوطن والعرض والإنْسَان، ناهيك عن التآزر والتعاضد بين أبناء القبيلة الواحدة وبين القبائل في مواجهة وصد الباطل لنصرة الحق. 7 قدرات اليمنيين على تحمُّل ظروف الحياة الصعبة ومواجهة الشدائد والحروب وآثارها. والأزمات التي يتحملها الشعب اليمني نتيجة الحرب والحصار الذي فرضه العدوان الهمجي على بلادنا هو خير دليل على أن المجتمع اليمني مجتمع جلد مقاوم. وستُثمِر هذه التضحيات البطولية، ودم الشهداء، والأبرياء الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين، والصبر، والظلم، وما يترتب على الأزمات والحصار ستثمر بإذن الله بالنصر على هذا العدوان الهمجي. 8 تتميز القبائل اليمنية بالخصائص النبيلة والحميدة والكرم الشهامة والتراحم والتعاون فيما بينها ومع المجتمعات الأُخْرَى. وتتميز بالقُوَّة والبأس الشديد، الأمر يجعلها ترفض الذل والضعف والخضوع ولو كلفها ذلك بالتضحية والجهاد لتعيش واقع العزة والحرية والإباء. 9 محافظة القبائل اليمنية على العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي لا تتناقض مع المبادئ والقيم الدينية، ومحافظتها على المبادئ والقيم الدينية: الأَخْلَاقية والإنْسَانية والجهادية، وغيرها. أَدَّى إلى تأصيل عزيمتها الذاتية وقُوَّتها الإيْمَانية في مواجهة العدوان كسلوك وثقافة دينية واجتماعية. 10 أثبتت القبائل اليمنية خصوصاً تلك الواقعة في المناطق شمال الشمال أثبتت صمودها الأسطوري ضد الغزاة والمعتدين أعداء الإسلام الذين هزموا وعجِزوا عن سيطرتهم على هذه القبائل عبر مراحل التأريخ الإسلامي. وهذا الصمود أدّى إلى: بقاء عناصر البنية القبلية قوية ومتماسكة، وإلى محافظة القبائل على المبادئ والقيم الدينية الأصيلة التي لم تُخترق من ثقافات الغزو الفكري والثقافة المغلوطة والعقائد الباطلة. وهذا هو مكمن السر الحقيقي الذي أعطاها القُوَّة والمناعة والتحصين من خطورة وآفة سياسات ومُخَطّطات التضليل وآثاره. وقد شكّلت هذه المبادئ والقيم والعادات والتقاليد القُوَّة الذاتية للقبائل اليمنية، شكّلت النواة الحقيقية لصلابة وشدة القبائل اليمنية، شكلت القُوَّة الحديدية، شكّلت اللبنة الجهادية الأَسَاسية لمحور المقاومة الإسلامية في اليمن، شكَّلت القُوَّة الإسلامية الخالصة من اليمن ممثلة بالجيش اليمني واللجان الشعبيّة التي لقّنت وما زالت تُلَقِّن بعون الله وتوفيقه العدوان السعوديّ الأمريكي وحلفائه دروساّ لن ينساها تأريخ البشرية. وغيرها من الخصائص التي تتميز بها القبيلة اليمنية وفي إطار مبادئ وقيم الدين الإسلامي الأصيل. إن بسالة وشجاعة وقُوَّة وإخلاص وإيْمَان الجيش واللجان الشعبيّة بوجوب الجهاد في سبيل الله لسلامة الدين وإتمامه ولو كره الكافرون، هو امتداد تأريخي لقُوَّة وشجاعة ووفاء وإخلاص وإيْمَان القبائل اليمنية في الجهاد في سبيل الله لنصرة الإسلام ووحدة الأمة الإسلامية. وهذه الخصائص الممتدة البارزة في الجيش واللجان الشعبيّة تصنع منذُ ثلاث سنوات ونصف وما زالت تصنع الصمود الأسطوري ضد العدوان الهمجي. والشاهد هنا هو محافظة القبائل الإسلامية اليمنية عبر التأريخ الإسلامي على المبادئ والقيم الدينية وفي ظل قيادة مؤمنة وصادقة ومخلصة وملتزمة بالسير على منهجية الهدى. وفي المقابل، هناك عناصر الشر والنفاق تعيش في الوسط المجتمعي والقبلي اليمني منذ التأريخ وحتى الوقت الحاضر. وهذه العناصر تشكل خطورة بالغة، خصوصاً إذا هيمنت على القرار السياسي. وتمارس هذه العناصر النفاقية أساليب العمالة والخيانة للأعداء بألوان مختلفة وبأساليب متنوعة ومتطورة، ما يجب الانتباه والحذّر والتركيز عليها، خصوصاً في ظل هذه الظروف. لذا يجب علينا الاستمرار في توحيد الصف القبلي والوطني، واتباع توجيهات المجاهد العَلَم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليعصمَنا من سياسات ومُخَطّطات العدوان ومن اعتداءاتهم وجرائمهم، ويوصلنا بإذن الله إلى شواطئ الأمان والحرية والنصر بنصر الإسلام.. وعلينا ملازمة الدعاء والاستغفار والتسبيح. قال الله تعالى في سورة غافر (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) الآية (60). نسأل اللهَ تعالى أن ينصُرَنا بنصره، إنه سميعُ الدعاء.