القبيلة اليمنية عرفت بعراقتها ووطنيتها خلال المراحل التاريخية وإسهامها في ترسيخ الأمن والاستقرار للجبهة الداخلية « القبيلة اليمنية» .. قامت بدورها وواجبها واثبتت مكانتها التاريخية في الدفاع عن الوطن.. والتصدي ضد هذا العدوان الباغي والغاشم.. بهذه الكلمات المهمة تحدث رئيس مجلس التلاحم القبلي بأمانة العاصمة الشيخ ناجي السلامي.. في هذا الحوار الذي اجرته معه «26سبتمبر» فإلى المحصلة: حوار: صالح السهمي بداية.. نود معرفة دور مشايخ ووجهاء وعقال أمانة العاصمة في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن في ظل عدوان إجرامي وحصار جائر؟ بداية أرحب بكم وبصحيفة «26سبتمبر» التي تعد أبرز الصحف التي واكبت الأحداث والمتغيرات عن كثب وبمصداقية منذ تأسيسها وحتى اليوم، وبالنسبة لسؤالكم: فلم يقم المشايخ والعقال والوجاهات والشخصيات الاجتماعية بدورها على أمثل وجه كما هو اليوم منذ بدء العدوان، فكما تلمسون ويلمس المواطن اليمني على مختلف اتجاهاته وانتماءاته بأن المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن الغالي جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر والحرب التي قاربت أن تنهي عامها الرابع من العدوان قد واكبها عمل دؤوب وجهد منقطع النظير ودور عظيم للمشايخ والوجاهات والعقال في مختلف مديريات وأحياء وحارات أمانة العاصمة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأمنية والجهات المدنية وذلك في مسارات مختلفة، ومنها: حفظ الأمن والسكينة الاجتماعية، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة, والتصدي للشائعات والتضليلات التي يبثها الأعداء ومرتزقتهم ومن أجل الحفاظ على التكاتف واللحمة الاجتماعية, ومنها تأمين الاحتياجات المعيشية الضرورية من غذاء وماء ودواء, ومحروقات, من خلال التكافل الاجتماعي والتنسيق مع الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الرسمية، ومنها: حل كافة الخلافات والنزاعات بين أفراد المجتمع بمختلف الطرق والوسائل لتعزيز وحدة الجبهة الداخلية والتفرغ لمواجهة العدوان، ومنها: الجهود الجهادية ممثلة بالتعبئة العامة والحشد ودعم الجبهات بالمال والرجال والعتاد.. فأمانة العاصمة تنعم بأمنٍ لم تشهده من قبل بشهادة الأعداء, وما ذلك إلا نتاج تلك الجهود الكبيرة التي يبذلها كل فرد من تلك الفئات التي ذكرتها وبالتعاون الكبير مع المواطنين الذين أثبتوا قوة انتمائهم الديني والوطني وتناسوا خلافاتهم وكل ما يفرق بينهم, وصمدوا هذا الصمود الأسطوري وضحوا بالغالي والنفيس من الأرواح والدماء والممتلكات في سبيل دحر العدوان واستعادة كرامة الوطن والمواطن اليمني. امتلاك السيادة الوطنية ما هي أهم الأهداف التي أنشئ بها التحالف القبلي ودوره في التصالح والتسامح بين أبناء المجتمع في هذه المرحلة؟ مجلس التلاحم القبلي أنشئ وتأسس لأهداف وطنية سامية، ومن أولى أهدافه أن تمكين القبيلة اليمنية من دورها من خلال استعادة كيانها ومكانتها ودورها وعراقتها الحضارية التي عرفت بها عبر مراحل التاريخ والتي حاولت الأنظمة السابقة طمسها وتشويهها، ذلك أن القبيلة اليمنية عبر التاريخ تعتبر هي الحصن المنيع للوطن وللدولة والقوة البشرية والاقتصادية وهي حاملة للقيم الأخلاقية التي تبني الحضارات وتحافظ على كرامة وحرية وحقوق المواطن، وعليها تقع مسؤوليات كبيرة تجلت اليوم في ظل مجلس التلاحم القبلي في أبهى صورها, فمجلس التلاحم القبلي من أبرز أهدافه ورسالته هو الحفاظ على هذا الدور الكبير للقبيلة اليمنية واستعادة مكانتها وتأهيلها للقيام بدورها على أكمل وجه, ذلك أن المجتمع اليمني هو مجتمع قبلي وخصائص القبيلة اليمنية كفيلة بأن تحقق الى جانب الدولة الامن والاستقرار والتنمية المستدامة، لذا يسعى مجلس التلاحم القبلي الى حل الخلافات القبلية وتوحد القبائل اليمنية على أسس وطنية ودينية هي القواسم المشتركة, وأن يُمكن القبيلة في المشاركة في إدارة شؤون البلاد في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والاجتماعية.. وهاهي القبيلة اليمنية اليوم في ظل الاهتمام الكبير بدورها من قبل القيادة الثورية والسياسية وفي ظل الإطار القبلي (مجلس التلاحم القبلي تقوم بدورها في مختلف الاتجاهات وعلى رأسها الدفاع عن الوطن ودحر الغزاة وحفظ الأمن والسكينة، وهي الشريك الأساس للدولة والوجه الآخر لها. قضايا عديدة هل بإمكانكم اطلاعنا عن أبرز القضايا المجتمعية التي قمتم بحلها بأمانة العاصمة؟ لا يمكن حصر القضايا المجتمعية التي نقوم بحلها لكثرتها وتنوعها فما يمر من يوم إلا وتثمر الجهود التي نقوم بها وبرعاية وإشراف ومتابعة من رئاسة المجلس وتنسيق وتعاون مع الجهات الرسمية والإشرافية والعقال والمشايخ والوجاهات، بحل عدد من القضايا، ويأتي على رأسها قضايا القتل والثأر والاختطاف والتقطع، واستعادة الحقوق المنهوبة والمغتصبة، والبحث عن مصادر تمويل دعم ومساندة المعسرين، وكذا حل الخلافات والنزاعات التي تنشأ هنا وهناك في قضايا مختلفة، وقد استطعنا- بفضل الله- انهاء وحل مئات إن لم نقل آلاف القضايا ومنها القضايا العالقة والمعقدة والمتعثرة منذ عشرات السنين. ما مدى استعداد أبناء أمانة العاصمة في رفد الجبهات بالرجال والعتاد والمال.. وأين يكمن دور مشايخ ووجهاء أمانة العاصمة؟ أبناء أمانة العاصمة من مختلف المناطق والقبائل والاتجاهات والمكونات، أثبتوا خلال مرحلة العدوان وطنيتهم وغيرتهم واندفاعهم وتضحياتهم بالغالي والنفيس من خلال رفد الجبهات بقوافل الرجال والمدد والعتاد الذي لم ولن ينقطع, وهاهم وفي كل المديريات يتاسبقون ويتدافعون على الجبهات ومراكز التعبئة, ويقومون بالعروض العسكرية التي هدت من كيان العدوان وأقلقت نفسيته وخيبت آماله، ولاشك ان للعقال والمشايخ والوجاهات ومسؤولي التلاحم بالمديريات، والجهات الرسمية والإشرافية المعنية دوراً كبيراً في الحشد والتعبئة والتنظيم الذي نشاهده ونحضره باستمرار حتى على مدار الأسبوع. أدوار عظيمة ومتعددة ما هو دور القبيلة اليمنية منذ بداية العدوان على ابناء شعبنا العظيم في التصدي والدفاع عن الوطن وأمنه وسيادته؟ أثبتت القبيلة اليمنية مكانتها التاريخية العريقة في هذا العدوان, فقد حافظت على الأمن والسكينة العامة وحمت وأمنت المنشآت والمرافق العامة والخاصة, ورفدت بأبنائها الى الجبهات, وقدمت القوافل تلو القوافل من الرجال والعتاد, وتحملت مسؤوليات وأعباء كبرى في تعزيز الصمود في الجبهات والحفاظ على السكينة الداخلية, تناست كثير من خلافاتها ووحدت جهودها ومجهودها للتصدي للعدوان, حاضرة في المسيرات والمظاهرات، والمناسبات المختلفة التي تغيظ العدو وتبرز مكانتها الحضارية, فعلت القيم والأسلاف والأعراف التي تدير بها شؤونها وتنظم حياتها وتحل مشاكلها لتتفرع الدولة لمهامها الوطنية, الكثير والكثير مما قدمته وتقدمه القبيلة لو تحدثنا عنه لاستغرق مجلدات وليس لقاءً صحفيا. من خلال مشاركتكم في الفعاليات والوقفات الاحتجاجية بمختلف مديريات أمانة العاصمة.. كيف تصفون استعداد أبناء المجتمع برفد الجبهات بالرجال والعتاد؟ استعداد عظيم لا يصده صاد ولا توقفه أي قوة, اندفاع نابع من إيمان بالجهاد دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة, لا يهابون الطائرات, ولا يركعهم التجويع والحصار, ولا تقعدهم المصالح والشؤون الشخصية, ولا الأهل والمال, تناسوا كل ذلك وتسابقوا الى كل محفل, وكل جبهة, أخرجوا ما يمتلكون لدعم الجهاد, أنهم أبناء شعب عظيم قهر العدو بكل ترسانته وأسلحته وأمواله ومرتزقته، بقوة الإيمان بالله وبالمظلومية التي يكابدها، إنها معركة حياة في الدنيا والآخرة. استعداد متكامل وشامل من خلال الوقفات القبلية للقبائل اليمنية ما هو استعداد قبائل اليمن بمساندة ودعم الجيش واللجان الشعبية بالرجال والمال؟ استعداد القبائل لا حدود له فالقبيلة مستعدة بالتضحية حتى آخر رجل فيها, وبتقديم ما تملك حتى لا يبق شيء للمعيشة, القبيلة اليمنية تظهر يوما بعد يوم لرفد الجبهات بالمقاتلين باندافع قاطع النظير وما البطولة والتضحية الجسيمة التي تقدمها إلا دليل عن اندفاعها للدفاع عن الوطن وتربه ووحدته وسيادته الوطنية, وتحقق أعظم الإنجازات على مختلف الجوانب، القبيلة اليمنية اوعى من أي وقت مضى بدورها وواجبها الوطني والديني, فليطمئن الجميع مادامت هكذا القبيلة اليمنية، وسيتحقق النصر قريبا بعد أن عجز العدو وأرهق وأمام هذا الصمود الأسطوري لأبناء القبائل اليمنية. كلمة أخيرة تود قولها أو رسالة تريد توجيهها إلى أبناء الشعب والى المغرر بهم في صفوف العدوان؟ أقول لأولئك المغرر بهم من أبناء شعبنا ها قد أدركتم طيلة أربع سنوات بفشل العدوان, بكذب العدوان بصفوف العدوان، بقبح العدوان, بخساسة العدوان, بغدر العدوان بكم وباسركم, ها قد رأيتم من غرر بكم أين هم اليوم وماذا يعملون وماذا يستثمرون في تركيا والأردن ومصر والرياض ودبي.. ها قد رأيتم العدوان يقتل زملاءكم ويقتلكم جماعات تلو الأخرى, هاهو العدوان يزج بكم في معارك ومهالك ومحارق ويترككم جرحى ومقتولين للسباع والحيوانات.. وها نحن شعب وقيادة عليا نمد إليكم ايدينا وندعوكم للعودة مواطنين لكم كل الحقوق, عليكم الاستفادة من تجديد القيادة السياسية لقرار العفو العام، فالنصر في الأخير للوطن وليس للمعتدين, حينها ماذا سيكون وضع من بقي منكم بصفوف الارتزاق والعمالة أين هو مصيركم!!