وزير الصحة: على شركات ومصانع الأدوية الوطنية إيجاد البدائل عن الأدوية الباهظة الثمن بأسعار معقولة د. النهمي: على الجامعات دعوة الباحثين للقيام بدورهم العلمي في إيجاد حلول للسلامة الدوائية أكد المشاركون في ختام أعمال المؤتمر العلمي الأول للسلامة الدوائية في اليمن الذي نظمته في يومين جامعة الرازي بالتعاون مع الهيئة العليا للأدوية و اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة « اليونيسكو» تحت شعار «الاستخدام الآمن للدواء»، الذي عقد على مدى يومين بمشاركة 400 مشارك ومشاركة من الباحثين والأكاديميين والمعنيين من مختلف الجامعات اليمنية والجهات ذات العلاقة، على ضرورة تأهيل الكوادر الصيدلانية بما يسهم في تشجيع الصناعة الدوائية الوطنية، وتشجيع الأبحاث العلمية الدوائية في تطوير وصف وصرف الدواء والاستخدام النموذجي للأدوية والوقاية من الأخطاء الدوائية. ودعا المشاركون في مؤتمر السلامة الدوائية ، المؤسسات الأكاديمية والصيدلانية والمستشفيات ووزارتي الصحة والتعليم العالي، إلى تطبيق أساسيات السلامة الدوائية والمعايير المطلوبة لتحقيق السلامة الدوائية في اليمن... وأشار بيان ختامي عن المؤتمر إلى أهمية المتابعة والرقابة الدوائية على جميع الأدوية لكشف الأدوية المغشوشة والمهربة في السوق الدوائية. وعلى هامش المؤتمر الأول للسلامة الدوائية استطلعت صحيفة «26سبتمبر» آراء بعض المشاركين وتطلعاتهم لتحقيق السلامة الدوائية خصوصاً في ظل استمرار العدوان والحصار وتأثير ذلك على توافر الأدوية وسلامة تخزينها وصرفها. استطلاع: عبدالحميد الحجازي- هلال جزيلان البداية كانت من كلمة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الذي نوه بجهود جامعة الرازي ووزارتي التعليم العالي والصحة العامة والسكان لإيجاد شراكة وتعاون حقيقي مع القطاع الخاص من خلال تنظيم وعقد المؤتمرات العلمية التي تساهم مخرجاتها في إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي يواجهها المجتمع وفي المقدمة المشاكل الصحية والسلامة الدوائية وقضايا التهريب كإحدى المشكلات التي تعاني منها الدولة والمجتمع. وشدد بن حبتور على ضرورة الاهتمام بقضايا الدواء الذي يعد ثاني أهم مادة يتم الاتجار بها بعد السلع الأساسية في العالم، ومرتبط بحياة الإنسان منذ الطفولة حتى لحظة الوفاة.. مؤكداً أن موضوع الدواء مادة رئيسية ساهم في جعل المواطنين يتجاوزون الأمراض والمعاناة التي خلفها العدوان وحصاره المفروض طيلة أربع سنوات. وذكر الدكتور بن حبتور أن التقاء الخبرات والأساتذة والباحثين والمهتمين في هذا المؤتمر وكذا التقاء العلم مع رأس المال والجوانب النظرية بالتطبيقية، ستعمل على تشخيص الواقع بطرق علمية منهجية وصولاً إلى وضع حلول ومخرجات علمية لصالح التعليم العالي.. مشيداً بمستوى الخطة الإستراتيجية لجامعة الرازي وما ورد فيها من مراحل التقييم الذاتي من البيئة المحيطة ورؤية وأهداف ومؤشرات أولية تصب في مصلحة ونجاح وتطور الجامعة.. أكد رئيس الوزراء أن على اليمنيين اليوم بعد نحو أربع سنوات من العدوان والحصار والصمود والمواجهة والثبات أمام العدوان الهمجي البحث عما يخدم المستقبل والأمن والسلم الاجتماعي. تأمين سلامة الدواء فيما أكد وزير الصحة الدكتور طه المتوكل أن قضية الأمن الغذائي مرتبطة بالأمن الدوائي كواحدة من أهم القضايا في كافة بلدان العالم، خاصة في ظل الحروب التي تستلزم وقوف جاد لتأمين سلامة الدواء والتأكد الحقيقي من بلد المنشأ والمواد الخام المستوردة للتصنيع وآلية النقل والتخزين.. منوهاً بضرورة تضافر جهود الجهات المعنية في الفحص والتحليل وضبط الجودة والرقابة والتشديد على الأدوية المهربة والمزورة والتي تضر بالصحة والاقتصاد الوطني خاصة المبيدات الزراعية السامة المحظورة عالمياً. وأكد وزير الصحة أن هناك مبالغة في ارتفاع سعر الأدوية في ظل العدوان والحصار، ما ينبغي على شركات ومصانع الأدوية الوطنية أن توجد البدائل بأسعار معقولة خاصة وأن الدواء الوطني ينافس المستورد والذي يؤكده حصول بعض الشركات على جوائز دولية في إنتاج بعض أصناف الأدوية وفقا للمعايير الطبية العالمية. 17 بحثاً علمياً نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الرازي الدكتور طارق النهمي يؤكد أن انعقاد مؤتمر السلامة الدوائية في ظل المخاطر التي تهدد صحة المجتمع جاء استشعاراً للدور الذي ينبغي أن تقدمه الجامعات من خلال دعوة الباحثين للقيام بدورهم العلمي في إيجاد حلول للسلامة الدوائية وتخفيف المعاناة الإنسانية التي لحقت بالمواطن جراء تدهور مستوى الخدمات الصحية. وأشار إلى أن جامعة الرازي سعت لعقد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لتسليط الضوء على السلامة الدوائية في اليمن الواقع والتحديات وسبل التغلب عليها .. لافتاً إلى دور الجهات المعنية والشركات ومصانع الأدوية الوطنية في تحقيق السلامة الدوائية، إضافة إلى التعريف بمفهوم السلامة الدوائية وأهميتها وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجهات ذات العلاقة في مجال السلامة الدوائية. وأوضح الدكتور النهمي أن المؤتمر تناول نحو 17 بحثاً علمياً مقدماً من نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في مجال السلامة الدوائية والمفاهيم والمبادئ الخاصة بهذا الشأن واستعراض آلية التخزين الجيد للأدوية والمستلزمات الطبية، والوصف الآمن والاقتصادي للأدوية وتأثير الدعاية في السلامة الدوائية. الرقابة والجودة الدكتور علي يحيي شرف الدين- نائب وزير التعليم العالي- قال: إن إشكالية الدواء تكمن بدرجة رئيسية في الأدوية المهربة أو في الأدوية التي لا يتم تخزينها التخزين الجيد، فنتيجة للحصار هناك أدوية تصل إلى الميناء لا يسمح لها بالدخول إلا بعد فترة طويلة، وهي أدوية تحتاج للتبريد والحفظ في درجة حرارة معينة، لذا فالعدوان مشارك في عدم وصول الأدوية بالشكل والوقت المطلوب. كما أن الجهات المكلفة بالرقابة على الأدوية وجودتها لا تقوم بواجبها لعدم وجود المعامل، وهنا يقع على وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات المعنية تفعيل رقابة الجودة الدوائية، ومعرفة الأدوية التي تأتي من دول ليس عليها رقابة في تصنيع الدواء، أو الشركات التي تقوم بتزوير ماركة الدواء. خطوة مهمة من جانبها رأت الدكتورة نجيبة مطهر- نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا مستشارة رئاسة الجمهورية- أن اختيار موضوع السلامة الدوائية في المؤتمر الذي نظمته جامعة الرازي يأتي مكملاً للمبادرة العالمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية عن سلامة المرضى، لذا عني المؤتمر بالاستخدام الأمن وسلامة المرضى كأهم الأولويات في مهنة الصيدلة والطب، كما أنه أتى ضمن التزام جامعة الرازي بدورها كمحرك في التطوير المجتمعي وتقديم مساهمات قيمة عبر البحوث المقدمة والتدريب والتنمية المهنية والاستشارات، وبرامج توعوية للمجتمع بكل فئاته. وأضافت: أن السلامة الدوائية من أولويات اهتمامات الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة وكذلك اهتمام القطاع الخاص الصحي والشركات الوطنية المنتجة للأدوية أو المستوردة لها، كما أن الحديث عن السلامة الدوائية خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف بنية اليمن المستقبلية وضمن إستراتيجيتها، وتأمين المهنة الدوائية من أجل رفع مستوى الممارسات الصيدلانية في اليمن، من خلال إيجاد مؤهلين أكفاء لرفد سوق العمل، بالإضافة إلى اعتماد نظام شامل وكامل للرعاية الصحية وتحسين قطاع الصحة العامة. نواة حقيقية أما البروفسور رشاد النمر- رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر الأول للسلامة الدوائية- فتحدث بالقول: « المؤتمر العلمي للسلامة الدوائية يأتي من الإيمان بأهمية البحث العلمي ودوره في الحياة ورقي الدول وتقدمها، والتصنيف العلمي للجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية يعتمد على البحث العلمي وجودة ونوعية الأبحاث التي تصب في خدمة المجتمع». وأضاف:»عملنا مع قيادة جامعة الرازي والهيئة العليا للأدوية منذ أكثر من ستة أشهر على إنجاح المؤتمر الأول للسلامة الدوائية ليكون نواة حقيقية لفهم السلامة الدوائية وأهميتها في المجتمع، ودور الصيادلة والمؤسسات الأكاديمية في السلامة الدوائية».. موضحاً أن الأبحاث التي اعتمدها المؤتمر جيدة وتصب في العنوان الرئيسي والمحاور والأهداف التي حددت، وأنها أبحاث تخدم المجتمع وتنمي المعرفة والمهارات عند الصيادلة والأكاديميين وطلاب الجامعات. مؤكداً أن نجاح مثل هذه المؤتمرات في ظل الظروف التي يعيشها وطننا الحبيب المذبوح من الوريد إلى الوريد، رسالة للعالم بأننا دكاترة وباحثين أكاديميين وكادر صحي وتعليمي وطلاب، لن نقف ولن يثنينا العدوان والحصار عن مواصلة التفكير والتطوير، وسيستمر الإبداع والبحث العملي وإنتاج البحوث العلمية التي تخدم وطننا والعالم أجمع. الأدلة والأبحاث وتحدثت الدكتورة سيدة الجمعي- عن مشاركتها في المؤتمر العلمي الأول للسلامة الدوائية بالقول: في إطار السلامة الدوائية وكيفية تحقيقها شاركت في بحثين، الأول عن الممارسة المعتمدة على الأدلة وهو موضوع جديد كأول دراسة في اليمن في هذا الجانب، ويهدف البحث إلى قياس مدى معرفة الصيادلة والفنيين عن مدى ممارستهم من خلال الأدلة والأبحاث، لأنهم غالباً ما يعطوا النصائح للمرضى بالخبرة وليس بالمعرفة والأبحاث، ومعظم الكتب والمراجع المعتمدين عليها قديمة وغير مواكبة، مما يتطلب تنظيم العديد من ورش العمل والندوات العلمية لتوسيع مدارك الصيادلة والأطباء حول مفاهيم الطب المعتمد على الأدلة العملية والأبحاث. وأكدت أنه رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها وطننا اليمن إلا أن هناك الكثير ممن يعملون جاهدين من أجل إيصال رسالتهم وهدفهم السامي، ومنها العاملون في السلامة والدوائية. وأضافت أن بحثها الثاني الذي قدمته للمؤتمر كان حول التيقظ الدوائي، الذي حمل مجموعة من التوصيات عن أهمية التيقظ الدوائي ومفهوم وعمل التيقظ الدوائي.. مشيدة بتفاعل مختلف الجهات المشاركة في مؤتمر السلامة الدوائية، والحضور اللافت للشركات المصنعة للأدوية، الذي يبشر بالمزيد من التعاون لتطبيق العديد من الأبحاث العلمية. أدوية محلية وأشار الدكتور سمير السنافي- مدرس الصيدلانيات- إلى أنه ونتيجة للعدوان والحصار ظهرت العديد من الإشكالات في جانب نقص الأدوية، ونقلها وتوافرها وحفظها، ومشاكل مرتبطة بالقطاع الصحي وعلى رأسها استهداف القطاع الصحي.. هذه الإشكالات جميعها ناقشها المؤتمر العلمي الأول للسلامة الدوائية.. معتبراً هذا المؤتمر انجازاً علمياً كبيراً، أن الأبحاث التي قدمت جيدة روعيت فيها إجراءات السلامة ومدى فعالية الأدوية وجودتها. وأوضح الدكتور السنافي أن البحث الذي قدمه كان حول أدوية مضادات الدهون ومدى جودة الصنف المنتج محلياً مقارنة بالصنف الذي كان يستورد، وهل بالإمكان أن تحل الأصناف المصنعة محلياً محل الصنف الأصلي؟. وأنه من خلال هذا البحث وجد أن الأصناف اليمنية تعتبر مطابقة لاختبارات ضبط الجودة المتعارف عليها عالمياً، وهي نقطة ايجابية للصناعة الدوائية الوطنية رغم عدم وجود المتابعة بعد الاعتماد النهائي نظراً لحجم السوق الكبير. وقال:» يظل قطاع التصنيع الدوائي في اليمن من القطاعات الواعدة والحيوية، لمكانة الدواء المرادف للغذاء، وهناك خطوات جيدة في هذا المجال من خلال المنشآت والمصانع التي أثبتت كفاءتها في أغلب الأصناف، وتحتاج أغلب هذه المصانع إلى تطوير خاص ونقل التكنولوجيا والمزيد من التعاون مع الشركات الأجنبية لأخذ الخبرة الكافية لصناعة مختلف أنواع الأدوية خصوصاً ذات التقنيات الحيوية التي لا يوجد مصنع في اليمن يقوم بإنتاجها، فهذا المجال واعد وحيوي ولم يستغل منه سوى 10% فقط». ما بعد المؤتمر وقال الدكتور محمد النزيلي- محاضر في الاقتصاد الدوائي رئيس النقابة الأولى لصيدليات المجتمع- إن المؤتمر أعطى دفعة قوية في مجال التوعية بالسلامة الدوائية خصوصاً مع وجود الأدوية المهربة والمزورة وعدم فاعلية الرقابة الدوائية بسبب ظروف الحرب ومنافذ الاستيراد».. أضاف: أن ما بعد المؤتمر يضع وزارة الصحة والهيئة العليا للأدوية أمام تحدٍ كبير في بلورة مخرجات المؤتمر في الواقع العلمي. وأشار الدكتور النزيلي إلى أن الصناعة الوطنية الدوائية أثبتت أهميتها في ظل ظروف الحرب والحصار للتقليل من فاتورة الاستيراد والتقليل من تكاليف الدواء في السوق المحلية.. مطالباً بحوكمة الصناعات الدوائية المحلية لضمان الجودة وعدم الاستغلال وتفعيل الجانب الرقابي. ضرورة الوعي الدكتور أكرم محمد صبره- مدير الإدارة العملية بالهيئة العليا للأدوية قال: إن الهيئة تقوم بعملها بشكل جيد في ظل هذه الظروف من خلال الرقابة السابقة واللاحقة للأدوية الموجودة في السوق المحلية، وتهتم بجميع الفعاليات والمؤتمرات التي تخص الدواء وتأخذ بعين الاعتبار المخرجات والتوصيات التي من شأنها الارتقاء بعمل الهيئة والرقابة على الأدوية.. مشيراً إلى إنشاء مركز التيقظ الدوائي إيمانا من الهيئة بأهمية التيقظ الدوائي كجزء مهم وأساسي للسلامة الدوائية وشدد الدكتور صبره على ضرورة الوعي بأهمية السلامة الدوائية ليس لدى الطبيب والمريض فحسب بل لدى كل العاملين في الحقل الصحي، مؤكداً أن خطة الهيئة العليا للأدوية للعام 2019م ستكون طموحة في تطوير عمل مركز التيقظ والجوانب الرقابية الأخرى، انطلاقاً من الهدف الأساسي المتمثل في تقديم دواء آمن وفعال. فاعلية الدواء وتحدث الدكتور جهاد جحزر عن السلامة الدوائية بمفهومها الجوهري المتمثل في إتباع الأساليب والتعليمات التي من شأنها ضمانة فاعلية الدواء وتأثيره الصحي وجودته بما.يحقق الغرض منه بكفاءة عالية.. مؤكداً أن مجتمعنا بحاجة ماسة للالتزام بمعايير السلامة الدوائية، مطالباً بتشجيع الصناعات الدوائية الوطنية ومنح المستثمرين في هذا الجانب مزايا تنافسية من خلال الإعفاءات على المواد الخام وتسهيل دخولها، مع الاهتمام بعنصر الجودة في الأصناف الدوائية المختلفة.