صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع القطاع الصحي في ظل الحصار والعدوان الوحشي..
نشر في 26 سبتمبر يوم 10 - 12 - 2018

1,2 مليون امرأة مرضعة وحامل مصابة بسوء التغذية و10 مليارات دولار خسائر وأضرار مادية
{ تدمير 430 منشأة وتوقف 60% من المرافق الصحية عن العمل ومنع دخول 70% من العلاجات إلى البلد
على مدى ثلاثة أعوام وثمانية أشهر من العدوان الغاشم، المتزامن مع حصار اقتصادي جائر ومستمر، تعددت وسائل وأساليب واستراتيجيات الاستهداف والتدمير “السعودي، الأمريكي، الإماراتي” المباشر وغير المباشر لمختلف جوانب وقطاعات الحياة في وطننا اليمني، وكان للقطاع الصحي “الحكومي والخاص” على حدٍ سواء نصيبه من الخسائر والأضرار والآثار التي أوصلته إلى مرحلة الانهيار شبه التام، والعجز عن مواجهة ما ترتب عن استمرار العدوان والحصار والتدمير الهائل لبنيته التحتية من تحديات وأخطار وتداعيات مأساوية شكلت معاناة إنسانية مريرة وكوارث صحية نحاول الوقوف على أبرزها من خلال هذا التحقيق الصحفي:
تحقيق: طلال الشرعبي - سيف بهرم
البداية التقينا الدكتور عبدالعزيز يحيى الديلمي -وكيل وزارة الصحة لقطاع الخدمات الذي تحدث عن واقع القطاع الصحي في ظل العدوان والحصار بالقول:
أولا نرحب بكم وباهتمامكم بالقطاع الصحي الذي يلامس احتياجات المواطنين على الرغم من العدوان الظالم والجائر على بلادنا لما يقارب الأربع السنوات ونحن صامدون في وجه العدوان نقدم الخدمات الصحية في المراكز الخاصة والعامة، لكن ليس كما نأمل ونطمح إليه، فبإذن الله ستتحسن الخدمات الصحية كما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله سنحول التحديات إلى فرص وسنبني الجانب الصحي بناء صحيحا” يقدم خدمات افضل للمواطنين ونؤهل مراكز المديريات والمحافظات هذا ما نطمح اليه في ظل هذه الحرب العدوانية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
لقد عانى القطاع الصحي كثيرا” منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي من عدة جوانب, أولها :استهداف العدوان للمراكز الصحية دون ان يستثني مستشفى أو مراكز الأمومة والطفولة أو بنك الدم أو أي شيء فقد عمد الى تدمير المرافق الصحية بالمحافظات، وهذه الأفعال الإجرامية كان لها الأثر السلبي في حرمان وانعدام الخدمات الصحية مما اضطررنا إلى عمل فرق طبية متنقلة وعمل مخيمات لتقديم المساعدة لكافة المحتاجين والمتضررين، ثانيا: انقطاع الرواتب بعد تحويل البنك المركزي الى عدن كان له اثر سلبي في عدم مقدرة معظم الموظفين في العودة إلى اعمالهم فمنهم من ذهب نحو القطاع الخاص ومنهم من سافر الى الخارج تاركين وطنهم وهو بحاجتهم, فإذا لم يخدموا بلدهم في ظل هذه الظروف فمتى سيخدمونه وهو البلد الذي رباهم ودرسهم حتى جعلهم في مستويات عالية من العلم الصحي، فكان يجب أن يصمدوا وان يتحملوا وان يكونوا إلى جانب المواطنين في ظل هذا العدوان الإجرامي..
دعوات باطلة
أما الجانب الثالث فيتمثل في إغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع دخول الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الضرورية منها التشخيصية في مجال الإشعاعات بدعوى أنها قد تستخدم في الصناعات النووية أو المتفجرات، فهذه دعوات باطلة لا تمت للحقيقة بصلة وإنما أعذار لزيادة معاناة هذا الشعب لكن الحمد لله, الله موجود سيسهل كل الصعاب ويعجل بالنصر المبين على هذا العدوان الظالم.
أما ما يدخل من أدوية ومستلزمات فهي لا تكفي لحاجة عشرة إلى عشرين من احتياجاتنا على الرغم أنها ليست من النوعية المطلوبة, كذلك المواد الأولية لتشغيل مصانع الأدوية لصناعة المحاليل الوريدية وبقية الأصناف حيث يمكننا تصنيع أكثر من ثلاثة آلاف صنف لكن الذي ينقصنا المواد الأولية والتي ترفض دول العدوان تزويدنا بها.
معاناة كبيرة
الكثير من المرضى يعانون صعوبات كبيرة جراء استهداف العدوان حيث قمنا في أكتوبر 2017 بعمل مسح لجميع المحافظات الشمالية 12 محافظة ورفضت المحافظات الجنوبية الدخول في المسح, وكانت الإحصائية بأن لدينا أكثر من 700 ألف يعانون من الأمراض المزمنة الخمسة، كما نعاني من نقص في الدواء لهذه الأمراض مما يضطر المريض الى شرائها من السوق التجارية وبأسعار غالية جدا فلم تعد الأدوية متوفرة كما في السابق فنقص الدواء سبب معاناة كبيرة لهذه الشريحة من المرضى, حيث توقفت خمسة مراكز لغسيل الفشل الكلوي بسبب خروج بعضها عن الخدمة وعدم وجود المحاليل الطبية واستهداف العدوان لهذه المراكز في الحديدة والمحويت وإب وذمار، ايضًا نعاني من عدم إدخال محاليل فحوصات الفيروسات والتي تشكل مشكلة كبيرة في انتشار فيروسات الكبد والايدز اذا لم يتم التحري والفحص الدقيق لجميع المرضى لعمل عمليات جراحية أو إعطائهم دم, فعدم وجود هذه المحاليل يجعل المرضى عرضة للإصابة بهذه الفيروسات, حيث عملنا مع منظمة الصحة العالمية التي تستجيب لكنها لا توصل هذه المحاليل إلا وقد قاربت على الانتهاء فلا نضمن جودة هذه الفحوصات, فنأمل أن تستجيب منظمة الصحة العالمية في إدخال المحاليل ولها فترة صلاحية لا تقل عن ستة أشهر.
تحديات وصعوبات
هناك تحديات وصعوبات نواجهها وهي في عدم تقديم خدمات صحية أفضل للمواطن والتخفيف من معاناته لمقاومة التحديات والمساهمة في صموده، ايضاً نقص الكادر الصحي واستهداف العدوان للقطاع الصحي والحصار الجوي والبحري والبري, كذلك الدعم المالي المقدم من المنظمات لا يصل الى الجهة المختصة والمعنية بذلك وهي وزارة الصحة فهذا يمثل صعوبة في دعم البنية التحتية للقطاع الصحي فالمنظمات تقدم خدماتها ناقصة بعيدة عن التكامل.
تعزز أملنا بوجود الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة وتفاءلنا فيه خيرا فهو رجل قيادي وطبيب فاهم في القطاع الصحي حيث وجدنا في هذه المرحلة تجاوباً لعدد من المنظمات فنسأل الله له التوفيق والنجاح في مهامه.
إحصائيات وأرقام
للاطلاع على الخسائر والأضرار المادية والبشرية التي لحقت قطاع الصحة في ظل العدوان والحصار التقينا بالأستاذ يوسف الحاضري الناطق الرسمي بوزارة الصحة الذي تحدث قائلاً:
لاشك أن الوضع الصحي والإنساني في اليمن المنهار أصبح لا يخفى على أحد حيث صنفته الأمم المتحدة ومنظماتها بأنه أسوء كارثة / طارئة إنسانية على وجه الأرض.
فقوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي رسمت بشاعة إجرامها في استهدافها للقطاع الصحي والإنساني. حيث سأذكر لكم تقريراً عن الانتهاكات التي طالت القطاع الصحي خلال الفترة من (26 مارس 2015) حتى (نوفمبر 2018م).
وسنركز في هذا التقرير على الانتهاكات التي تعرض لها القطاع الصحي بطريقة مباشرة وبطريقة غير مباشرة.
انتهاكات مباشرة للقطاع الصحي
1. دمرت قوات التحالف 430 منشأة صحية بين تدمير كلي وجزئي.
2. استهداف طواقم الإسعاف ونتج عن ذلك خروج 90سيارة إسعاف عن الخدمة، واستشهاد 81 وجرح 220 من الكادر الصحي.
3. القتل بالجملة للمسعفين من الطواقم الاسعافية أو من المنقذين من المواطنين الذين يقومون بعمليه الإنقاذ والإسعاف بدافع إنساني وهذا موثق بالفيديو في بعض الأحيان كما حصل في جريمة الصالة الكبرى.
4. انتهاك حق أكثر من 48000 موظف صحة في عموم محافظات الجمهورية في الحصول على رواتبهم منذ 27شهرا بسبب نقل البنك المركزي إلى عدن والسيطرة على المليارات المطبوعة خارج اليمن.
5. الحصار المطبق براً وبحراً وجواً يعيق وصول المساعدات الغذائية والأدوية حيث تؤكد الأمم المتحدة أن 16 مليون يمني يفتقدون إلى الرعاية الصحية المناسبة.
6. إن وصلت مساعدات غذائية أو دوائية فإنها تمر عبر جيبوتي للتفتيش ولكنها تتأخر فترات طويلة تؤدي إلى تلف بعض الأدوية بسبب سوء التخزين وانتهاء صلاحية البعض.
7. يتم انتهاك حقوق المواطن بالحصول على الدواء حيث يوجد حوالي 125 صنفا من الأدوية الأساسية الخاصة بمرضى السرطان والأمراض المزمنة الأخرى نفدت من مخازن الوزارة ومن السوق الخاص أيضا مما أدى إلى وفاة الآلاف كالتالي :-
- 1200 مريض فشل كلوي توفوا بسبب عدم قدرتهم تلقي الغسلات المناسبة سواء لانعدامها أو لعدم قدرتهم المادية للانتقال لمراكز الغسيل.
- 500 زارع كلى توفوا بسبب عدم حصولهم على أدوية التثبيط المناعي الخاص بهم والباهظ الثمن.
- 600 حالة سرطان توفوا بسبب نقص الدواء أو العلاج المناسب.
8. عدم توفر بعض الأصناف الدوائية في اليمن بتأريخ صلاحية جديد أدى إلى اضطرار بعض المرضى لاستخدام أدوية منتهية الصلاحية منذ سنة أو أكثر كما حصل مع دواء (المنيرين )في سابقة لم تحدث في اليمن أو يتقبلها أحد في بلدان أخرى.
9. استهداف منظومة الكهرباء العمومية هو انتهاك مباشر للقطاع الصحي والذي نعيش العام الرابع من انقطاع تام وكامل للكهرباء بسبب الاستهداف المباشر له فجميع المستشفيات تحتاج للكهرباء لمدة 24 ساعة / 7 أيام وخصوصا غرف العناية المركزة وأجهزة الغسيل الكلوي وغرف العمليات والطوارئ وحاضنات المواليد الخدج.
11. انقطاع محاليل الغسيل الكلوي بسبب الحصار أدى إلى إغلاق 4 مراكز غسيل كلوي من 32 مركزا وكلها مهددة بالإغلاق وتقدر وزارة الصحة أن حوالي 1200 مريض بالفشل الكلوي قد توفوا بسبب هذه المأساة.
12. جميع هذه الانتهاكات أدت إلى أن أكثر من 60 في المائة من المرافق الصحية توقفت عن تقديم خدماتها للمواطنين وكثير من الكادر خصوصا في الريف الأكثر احتياجا أغلقوا الوحدات الصحية وانتقلوا للعمل في الزراعة لسد احتياج أسرهم.
13. بلغ عدد ضحايا المدنيين من القصف المباشر لطيران التحالف حوالي 40000 مدني: أكثر من 13000 استشهدوا بينهم أكثر من 3300 طفل و 1800 امرأة. بينما تجاوز عدد الجرحى المدنيين 27ألف بينهم 3900 طفل و 2900امرأة.
14. أكثر من 5250 مريض فشل كلوي بحاجة الى الغسيل و5000 زارع كلى يتهددهم الموت جراء الحصار الخانق وعدم توفر الأدوية والمحاليل الخاصة.
15. إغلاق مطار صنعاء تعتبره وزارة الصحة استهدافاً مباشراً للقطاع الصحي فكثير من الأدوية والاحتياجات الطبية للوزارة أو للقطاع الخاص كانت تصل مباشرة عبر مطار صنعاء , كما أن الرحلات التجارية للطيران كان المرضى يمثلون حوالي 70 في المائة من الركاب والباقي طلاب دارسون في الخارج أو فنيون يشاركون في مؤتمرات ومنها مؤتمرات طبية أو رجال أعمال وانتهكت حقوقهم جميعا في حرية السفر. كما أن حالات حرجة كثيرة من المرضى او الجرحى يتوفون في الطريق البري إلى المطارات البعيدة في سيئون أو عدن ويحتاجون الى سيارات عناية مركزة لنقلهم خلال نصف ساعة الى الطائرة لا ان يقضوا 22 ساعة. وتقدر إحصائيات وزارة الصحة أن أكثر من 130,000 مريض وجريح بحاجة للسفر للخارج وأن أكثر من 27 ألف مريض توفوا منهم لعدم التمكن من السفر.
14. قصف عدد من كليات الطب أدى إلى إعاقة توفير كوادر يمنية في حين قد غادر من اليمن أكثر من 95 % من الكادر الأجنبي بسبب العدوان.
15 تقدر منظمة الصحة العالمية ان هناك 500ألف مريض بالسكري لا يتوفر لديهم أدوية مناسبة.
16. تقدر الأمم المتحدة ان هناك طفلاً واحداً يموت كل 10 دقائق في اليمن جراء الأمراض والأوضاع الإنسانية وعلى رأسها سوء التغذية التي يصل عددهم إلى 2,300,000 طفل دون الخامسة من العمر مصابون بسوء التغذية بواقع (1:3) منهم 400ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم.
17. تقدر منظمة اليونيسيف أن هناك 1200000 امرأة يمنية مرضعة أو حامل مصابة بسوء التغذية وهذا يهدد إصابة جنينها او طفلها بذات المرض.
18. إصابة 1321972 يمنياً بالكوليرا او بأعراض متعلقة بالكوليرا كالإسهالات منذ 27ابريل2017م حتى 23نوفمبر2018م توفي منهم 2627 بالكوليرا.
19. إصابة 2810 بالدفتيريا منذ بدء ظهوره في شهر أكتوبر 2107 وحتى 20نوفمبر2018م توفي منهم 161 مريضاً نسبة الأطفال منهم 90%.
20. إصابة أكثر من 372095 شخصاً بمرض الملاريا توفي. منهم 120 مريضاً.
21. إصابة حوالي 20304 أشخاص بمرض الضنك توفي منهم حوالي25 شخصاً.
انتهاكات غير مباشرة للقطاع الصحي
1. قصف مشاريع المياه ومحطات تحلية ومحطات معالجة الصرف الصحي أدى إلى معاناة المواطنين للحصول على مياه الشرب فانتشرت الكوليرا والتي تجاوزت حتى الآن أكثر من 1321972 حالة اشتباه والوفيات تجاوزت 2627حالة ونواجه الأيام هذه تفشي هذا الوباء للمرة الثالثة خلال أقل من عام تصفها الأمم المتحدة بأنها ستكون الأشد والأعظم جانحة في التاريخ (كما صرح الناطق الرسمي للأمم المتحدة).
2. استخدام التجويع والحرب الاقتصادية كوسيلة حرب يزيد من كارثة سوء التغذية وانهيار المناعة الجسمية فيزداد انتشار الأوبئة. ويقدر أن أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف طفل يعانون من سوء التغذية منهم أكثر من 400الف طفل يعانون من سوء تغذية وخيم جدا (حسب تقارير اليونيسيف والصحة العالمية). وثلثا سكان اليمن بحاجة لمساعدات غذائية و ثلث السكان يوشكون على المجاعة (حسب تقارير الصحة العالمية والغذاء العالمي).
3. قصف الطرقات والجسور يؤدي إلى إعاقة وصول الحالات الحرجة إلى المرافق الصحية وكذلك الأمهات الحوامل في حالة الوضع فتزداد الوفيات بين المرضى والجرحى والأمهات الحوامل.
وفي الختام نطالب بما يلي:
1. فتح مطار صنعاء أمام جميع الرحلات التجارية والأممية والمساعدات الإنسانية وبصورة مستمرة فحق السفر حق أصيل وللمرضى أكثر أصالة.
2. فتح جميع الموانئ اليمنية ورفع الحصار البري والبحري والجوي.
3. وقف العدوان عامة وعدم استهداف المدنيين ومنشآت وزارة الصحة خاصة.
4. وقف استهداف الحديدة ومينائها البحري الذي يمثل شريان الحياة لأكثر من 27 مليون يمني في 17 محافظة.
5. السماح بدخول المساعدات الإنسانية الدوائية والغذائية في كل وقت وبدون شروط أو احتجاز في جيبوتي وغيرها.
6. التسليم الفوري لمرتبات موظفي الدولة عموما والقطاع الصحي خصوصا.
7. إدانة العدوان لارتكابه جرائم حرب وانتهاكات متعددة لحقوق الإنسان في اليمن خاصة في تلك المناطق المحتلة حسب ما ورد في تقرير الأمم المتحدة الأخير وتقديم قياداته للمحاكم الدولية ومنعهم من السفر ومصادرة جميع ممتلكاتهم في الخارج كتعويضات بسيطة لليمن بشرا وبنية تحتية.
هذه جميعها ليست سوى توصيف بسيط جدا لحقيقة ما حدث ويحدث في اليمن منذ أكثر من 1340يوما ومازال مستمرا وندعو الجميع كوزراء الصحة في دولهم وأعضاء المجالس النيابية والمنظمات الحقوقية والقانونية والإنسانية لزيارة اليمن للإطلاع المباشر على الوضع من أرض الواقع فالكلام ليس كالمشاهدة.
أوبئة قاتلة
أما الدكتور محمد المنصور تحدث إلينا قائلا:
الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك وسوء التغذية والخناق وغيرها من الامراض التي لم يعهدها الانسان اليمني لسنوات طويلة من الزمن، كلها أوبئة قاتلة أسهم العدوان الوحشي والحصار الاقتصادي الخانق في توفير البيئة الملائمة لظهورها وانتشارها السريع في محافظات الجمهورية لاسيما منها تلك التي تحولت معظم مدنها ومديرياتها الى ساحات مواجهات واقتتال بين قوات الجيش واللجان الشعبية ومليشيات العدوان وحولتها دول تحالف العدوان الى حقول تجارب لأسلحتها الحديثة والمتطورة بما فيها من قنابل عنقودية وفسفورية سامة وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً، إضافة الى استهداف العدوان المباشر للمؤسسات الخدمية والمستشفيات والمرافق الصحية ومنشآت الصرف الصحي وشبكات ومحطات المياه في المدن الرئيسية، حيث شهدت مدينة عدن في ابريل 2017م ظهور أول حالات الاصابة بوباء الكوليرا القاتل، لينتقل ذلك الوباء وبشكل سريع الى عموم انحاء الوطن، ويصل عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالوباء منذ ظهوره وحتى اليوم 1.2 مليون حالة اشتباه بالمرض الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء الذين لم يتمكنوا من الحصول على العلاج في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المحاليل والأدوية إضافة الى عدم كفاية وآهلية المنشآت والمرافق الصحية التي سلمت من قصف وتدمير طائرات العدوان وظلت تعمل بحدها الأدنى نتيجة ما لحقها من آثار واضرار وتداعيات العدوان والحصار غير المباشرة..
أمراض مزمنة وأدوية منعدمة
من جانبه الدكتور نبيل شرحة يقول:
على نحو غير مسبوق كانت ثلاثة اعوام ونصف من عمر الحصار والعدوان “السعودي، الاماراتي، الصهيوامريكي” المستمر كفيلة بارتفاع اعداد المصابين بالامراض المزمنة من ابناء شعبنا اليمني الى ارقام قياسية، اضافة الى تسهيل تداعيات العدوان والحصار لمهمة حصد شبح الموت لأرواح الآلاف منهم.. ووفقاً لإحصائيات رسمية بلغ عدد المصابين بالفشل الكلوي 25 ألف مريض حتى سبتمبر الماضي يمكن القول ان ما نسبته 45% منهم عرضة لخطر الموت المحقق في ظل انعدام المحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي وتوقف معظم مراكز الغسيل.. كذلك الحال بالنسبة للمصابين بمرض السرطان الذين وصل عددهم خلال سنوات الحصار والعدوان الى ما يقارب 100 ألف مصاب، الكثير من الأدوية والمحاليل اللازمة لتقديم الخدمات العلاجية المتكاملة لهم لم تعد متوفرة.. الأسوأ من ذلك كله هو وجود 65 ألف معاق تسبب بإعاقتهم العدوان اعاقات مزمنة، اضافة الى 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية حياتهم معرضة لخطر الاصابة بالشلل وضمور الاطراف.. الى جانب هذا كله هناك مئات الآلاف من المصابين بالامراض المزمنة كمرضى القلب والدماغ والسكري الذين اصبحوا عرضة لخطر الموت بسبب منع دول العدوان دخول الأدوية والمحاليل الطبية الخاصة بهم، حيث تشير احدث تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ان ما نسبته 70% من احتياج اليمن من الأدوية والمستلزمات الطبية لم تعد تصل الى البلد، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية، ويؤكد وصول المعاناة الإنسانية في وطننا اليمني الى مستوى غير مسبوق بعد ان شارف العام الرابع للعدوان والحصار السعودي الامريكي على الانتهاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.