مكاتب الإصلاح بالمحافظات تعزي رئيس الكتلة البرلمانية في وفاة والده    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أقرب صورة للرئيس الإيراني ''إبراهيم رئيسي'' بعد مقتله .. وثقتها الكاميرات أثناء انتشال جثمانه    كواليس اجتماع تشافي ولابورتا في مونتجويك    شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    الثالث خلال أشهر.. وفاة مختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    ماذا يحدث في إيران بعد وفاة الرئيس ''إبراهيم رئيسي''؟    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجهوا حزمة من الرسائل.. والنصائح.. والانتقادات للقائمين على وسائل الإعلام الرسمية..عدد من الأكاديميين والإعلاميين ل«26 سبتمبر»:وسائل الإعلام الرسمي بحاجة إلى إعادة بناء وتحديث منظومة أدائها على نحو مهني واحترافي
نشر في 26 سبتمبر يوم 10 - 12 - 2018

أشاد عدد من الأكاديميين بالدور المحوري والكبير الذي يقدمه الإعلام الرسمي بمختلف انواعه المسموع والمقروء والمرئي رغم إمكانياته المحدودة وما مثله من رأس حربة في مقارعة وفضح وكشف زيف أباطيل وتضليل الأسطول الإعلامي لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن على مدى أربعة أعوام على التوالي.
وفي استطلاع ميداني رصدت «26سبتمبر» عدداً من وجهات النظر المختلفة عن دور وأداء الإعلام الرسمي إذ قال البعض في حديثهم معنا أن الإعلام الرسمي ينقصه الكثير من الأشياء التي من المتفرض أن يسلط الضوء عليها إضافة إلى ما يقدمه من خدمة إعلامية للجمهور بخصوص الأخبار العسكرية والأمنية وغيرها.
كما وجهوا عدداً من النصائح والمقترحات التي تسهم في تعديل وتصويب مسار الإعلامي الرسمي بالشكل المطلوب وفق رؤاهم ورفع مستواه إلى الأفضل لما من شأنه المساهمة في تجفيف منابع الفساد والقضاء على بؤرها في كافة مفاصل الدولة من أجل بناء الدولة العادلة التي ينشدها المجتمع.
وتطرقوا لعدد من السلبيات التي صاحبت أداءه حتى اليوم على أمل أن تلقى نصائحهم آذاناً صاغية من قبل القائمين على مختلف وسائل الإعلام المناهضة للعدوان..ومع الحصيلة:
استطلاع: محسن علي - رويدا عثمان
بداية كان لقاؤنا مع ا.د علي حسين عماري الاستاذ المشارك ورئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء الذي تطرق إلى عدد من المواضيع ذات الأهمية التي ينبغي الالتفات إليها قائلا:
الإعلام الرسمي لا يؤدي دوره بالشكل المطلوب فموضوعاته ضعيفة لا تلبي رغبة واحتياجات القارئ او المشاهد او المستمع نظرا لوجود كثير من الأحداث التي توجد في البلد وتناوله لها بنظرة سطحية بدائية او متأخرة او ينقصها العديد من الأشياء او المعلومات لا يلبي رغبات القارئ في تزويده بكامل المعلومات
وحقيقة أن الناس يعزفون عن قراءة وسماع ومشاهدة الإعلام الرسمي ويميلون إلى الإعلام العربي والدولي لمعرفة الكثير عن الاحداث والمعلومات الخاصة بالبلد
لذلك يفترض أن تكون هناك أولوية في إعطاء المعلومات للإعلام الرسمي بحيث يجذب المتابعين من الشعب اليمني لمتابعة المعلومات, لكن ما نراه عكس ذلك تماما, فلا تأتينا المعلومات إلا من الإعلام الخارجي
يفترض أول نقطة نحث عليها أن تعطى الأولوية في إعطاء المعلومات للإعلام الرسمي بمختلف أنواعه خصوصا من قبل اصحاب القرار او من يمتلكون هذه المعلومات, وأن يتم الاهتمام بهذا الإعلام ومده من أجل تسهيل المهام وبثها ونشرها للجمهور بشكل متميز, أيضا اختيار اعلاميين متميزين يتمكنون من الاستفادة من المعلومات من أجل تقديمها بطريقة أفضل مما هو موجود الان.
فالتناول السطحي في الوقت الراهن الذي يعرف المواطن فيه كل شيء.. لا يلبي رغباته, ايضا هناك اشياء خفية ومبهمة نتيجة عثرة الاهداف وتداخلاتها وتعقدها يفترض ان تكون موضحة في الإعلام الرسمي لهذا القارئ' لأنه يبحث عما وراء الخبر, اما الاشياء السطحية فالكل يعلم بها خصوصا من الإعلام الالكتروني وتحديدا من شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.
نتمنى أيضا ان يسلط الإعلام الرسمي دوره وتناوله لقضايا الفساد ومكافحتها بشكل مكشوف لما من شأنه سيكون له بالتأكيد قبول كبير, لأن المجتمع يعاني من غموض هذه القضية التي لم تتمكن أجهزة الدولة من القضاء على هذا الفساد, وحقيقة نسمع كثيرا أنه سيتم القضاء الفساد لكنه في الواقع ما يزال مستمراً.
استهداف ممنهج
ويقول عامر الضبياني- باحث في الإعلام المتخصص بجامعة ذمار:
بصراحة ما نراه اليوم من تراجع في أداء المؤسسة الإعلامية الرسمية يعود لاستهداف ممنهج لهذه المنظومة من قبل الأعداء أضف الى ذلك عدم ملامسة الإعلام الحكومي لواقع الناس المعاش وإضفاء الجانب العسكري او السياسي على الجانب المدني في مختلف وسائل الإعلام الرسمي، مع انها مؤسسات إعلامية عامة هدفها خدمة المجتمع وليست مؤسسات عسكرية بحته، وقد يقول قائل نحن في حالة حرب وتشهد اليمن عدوانا غاشما لم يسبق له مثيل، ونحن نوافقه الرأي ولكن يجب أن تستمر الحياة ويخصص لأخبار المعارك والجبهات قنوات وصحف متخصصة يشرف عليها التوجيه المعنوي كصحيفة 26سبتمبر وبرامج حماة الوطن والتعبئة العامة التي يمكن لها ان تبث على القنوات الفضائية ما بين الحين والآخر.
كذلك نلاحظ تغييب المؤسسات الإعلامية الرسمية عن المشهد الميداني والذي كان من المفترض دعم هذه المؤسسات لتقوم بواجبها على أكمل وجه كأن يتم دعم صحيفة 26سبتمبر لتستعيد مكانتها في تغطية ونشر اخبار المعارك لتكون هي الناقل الوحيد والرسمي لمثل هذه الأحداث، وإعادة النظر في وضع خارطة السياسة الإعلامية والدورة التلفزيونية والإذاعية للقنوات الفضائية والإذاعات المحلية حيث أصبحت تتسم برامج تلك المؤسسات بالعشوائية والتكرار وعدم التخطيط المسبق لكل ما يذاع او يتم اعداده، لان الإعلام لم يعد مجرد ردود أفعال، وإنما تخطيط وبرمجة وأساليب محددة، وواضحة تراعى فيه الرموز المستخدمة، والقنوات المختارة، والوقت المناسب، وثقافة المستقبل، وغير ذلك من وسائل ومتطلبات الاتصال الناجح.
وأضاف: نتمنى من الإعلام الحكومي يقتصر على فئة محددة من الناس دون غيرها بل يعم كافة المواطنين، مهما كان الحزب الحاكم او شكله او نوعه وهذا ما جعل المتخصصين في هذا الجانب يصفون الإعلام الحكومي بالرسمي لأنه يحمل في طياته المعلومة الصحيحة فقط للمواطن وينقل إليه كل ما يدور من حوله على كافة الأصعدة والميادين بل ويعبر عن طموحاته وآماله ويناقش قضاياه وهمومه. فالإعلام الرسمي هو صوت الشعب وناطقه الرسمي وواجهته الإعلامية ويجب عليه ان يكون على قدر عال من المهنية والمسؤولية وهذا لا يعني ان إعلامنا الرسمي غير مهني بل بالعكس لازلت المؤسسة الإعلامية اليمنية بخير الا انه ينقصها الكثير من الخبرات والكوادر المهنية المؤهلة القادرة على تطوير المنظومة الإعلامية وتحديثها لانتشال مؤسسات الإعلام الرسمي من حالة الركود التي تشهدها منذ عقود.
إبراز مظلومية الشعب
رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين الاستاذ عبدالله علي صبري أفاد بقوله:
على مدى ثلاثة أعوام من الصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا، كان الإعلام ولايزال جبهة في كل جبهات التحدي والصمود، وقد لعب الإعلام الوطني ولا يزال يلعب دورا كبيرا ومحوريا في إطار التصدي للحرب التضليلية على بلادنا، مستفيدا من عدة عوامل موضوعية قلصت من تأثير فارق الإمكانات اللوجستية الإعلامية التي يمتلكها تحالف العدوان ومرتزقته.
اشتغل الإعلام الوطني، على عدة محاور، فبالإضافة إلى إبراز مظلومية شعبنا وكشف جرائم العدوان المتوالية بحق اليمن أرضا وإنسانا وتراثا، واكب الإعلام الصمود الشعبي بمختلف تجلياته: مظاهرات احتجاجية، وقفات قبلية، قوافل المدد والعطاء، مشاهد تشييع الشهداء..إلخ. كما ووثق الإعلام الحربي بالصوت والصورة انتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وكذا العمليات النوعية للقوة الصاروخية والبحرية، ما جعل وسائل الإعلام الدولية نفسها تنقل عن الإعلام الحربي اليمني، وتستشهد به على علو كعب المقاتل اليمني بمقارنة بالمقاتلين في الطرف الآخر.
وتبارت القنوات والإذاعات الرسمية والأهلية في تقديم النشرات والبرامج النوعية المصاحبة لمعركة الدفاع الوطني عن الكرامة والاستقلال، وانبرى المئات من الإعلاميين الأحرار في تفنيد مزاعم وذرائع العدوان، وتشكلت جبهة إعلامية وطنية تجأر ضد العدوان والاحتلال الخارجي، وتصدح باسم القوى الوطنية وفئات الشعب اليمني الصامد والمرابط على امتداد الوطن من صعدة إلى المهرة.
بيد أن تحالف العدوان لم يكن غافلا عن أهمية الدور الإعلامي المصاحب للحرب العسكرية، فعمد إلى استهداف وسائل الإعلام اليمنية بحجبها واستنساخها والتشويش عليها، وتعدى ذلك إلى القصف الجوي الذي نجم عنه العشرات من الشهداء والجرحى، وتدمير العديد من المؤسسات الإعلامية ومحطات البث والإرسال الإذاعي والتلفزيوني. وقدم الإعلام الحربي بدوره العشرات من الشهداء والجرحى في سبيل كشف الحقيقة، التي حاول تحالف العدوان ومرتزقته التعتيم عليها، فلم يفلحوا.
وواجهت المؤسسات الإعلامية الرسمية صعوبات مالية سبقت العدوان ثم تفاقمت في ظله، وبينما كان مطلوبا من القائمين على هذه المؤسسات مضاعفة الجهود الإعلامية، كانت الإيرادات المالية تتقلص يوما بعد آخر، وصولا إلى أزمة توقف مرتبات موظفي الدولة التي لم تستثن الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، رغم اعتراف القيادة السياسية بجهودهم وحيوية دورهم في مضمار مواجهة العدوان.
بالموازاة تقلص عدد العاملين والإعلاميين في المؤسسات الإعلامية الوطنية، سواء بفعل التداعيات المباشرة للحرب، أو بسبب الموقف السياسي للعشرات من الإعلاميين الذين التحقوا بالمرتزقة في الخارج، أو آثروا الحياد وانتظار مآلات الحرب.
ونتيجة لهذا التحدي استعانت المؤسسات الإعلامية بكوادر شابة ومبتدئة في المجال الإعلامي، لكنها سرعان ما طورت من قدراتها، فجادت وأجادت، وسطرت في إطار تكاملي مع الوسائل الإعلامية الحزبية والأهلية جبهة صمود إعلامية، تحطمت على صخرتها فبركات العدو، وأباطيل ترسانته الإعلامية، بل وأمكن لها أن تقود حرباً نفسية مضادة، وهي تكشف أكاذيب العدوان ومرتزقته، وزيف ادعاءاتهم، بشأن الانتصارات الوهمية التي لم يكفوا عن الترويج لها، ثم يأتي الإعلام الوطني، ليكشف عن الحقائق المضادة من الواقع مباشرة.
مخاطبة الخارج إعلامياً
في مقابل الضخ الإعلامي الكبير، والقصف اليومي للعقول والأدمغة، الذي باشرته كبريات وسائل إعلام العدو ومرتزقته بالتضافر مع مناخ إعلامي دولي منحاز، كانت وسائل الإعلام الوطنية المناهضة للعدوان تعمل جاهدة في إطار الدفاع وتفنيد التضليل الإعلامي، وقد نجحت بشكل كبير في مخاطبة الداخل، إلا أن نقطة الضعف الكبيرة، كانت ولا تزال مرتبطة برسالتنا الإعلامية إلى الخارج، حيث ظل العالم خلال السنة الأولى من العدوان ينظر إلى أحداث اليمن من زاوية «الحرب المنسية»، ولم يتجاوز الإعلام الدولي هذه النقطة الحرجة إلا بعد تزايد التقارير الأممية ذات الطابع الإنساني التي ضجت بأرقام الكارثة الصحية في اليمن.
ومع ذلك لم يستفد إعلامنا الوطني من هذا المنحى الإيجابي، وظل يراوح مكانه في تغطية الأحداث ومتابعة المستجدات. لكن للإنصاف نقول أن مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء الخارجية من الإعلاميين الوطنيين، اشتغلوا على التقارير ذات الطابع الإنساني، وأفسحت الوسائل الإعلامية التي يراسلونها مساحات جيدة للأوضاع في اليمن مقارنة بما كان عليه الحال قبل ذلك.
وحاليا نرى أن الوقت مناسب لمناقشة تطوير الرسالة الإعلامية التي تخاطب الخارج، سواء من خلال تقارير إنسانية مهنية وحرفية ومدروسة بعناية، أو من خلال إطلاق قناة يمنية رسمية باللغة الإنجليزية، تخاطب الخارج في زمن الحرب أو السلم.
والحقيقة فإن فكرة القناة الناطقة بالإنجليزية ليست جديدة، ولكنها تقابل بالتهويل مرة، وبالتهوين مرة أخرى، ولأن لكل فريق حجته المزودة بالمنطق، فلا بأس أن نضع الفكرة على طاولة البحث الجاد والعملي، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا نسابق الزمن تحت ضغط الحرب والحصار، وأن الكثير من الأفكار والمبادرات ما تزال حبيسة الأدراج نظرا للظروف المالية الصعبة.
مع ذلك، نقترح العمل على تهيئة البنية التحتية لانطلاق قناة يمنية باللغة الإنجليزية، والاستفادة من الإعلام الجديد وبالذات قناة اليوتيوب في بث ونشر التقارير والأخبار باللغة الإنجليزية، والاستعانة بما هو متاح حاليا من إمكاناتنا في هذا المجال لدى قناة اليمن الفضائية ووكالة سبأ، والإذاعات والصحف الأهلية.
ولأننا في مقام تقييم الإعلام الوطني، يتعين الإشادة بالخطوة الأخيرة لقناة المسيرة، التي دشنت قبل أيام الموقع الإليكتروني للقناة باللغة الإنجليزية، والذي يشكل إضافة نوعية ومطلوبة في إطار مخاطبة الخارج ونقل مظلومية الشعب اليمني للعالم.
وعن متطلبات وتفعيل الأداء الإعلامي ودوره وضع صبري عدد من النقاط الهامة أبرزها
ونحن نطمح في نقلة نوعية لأداء الإعلام الوطني، يجب ألا نغفل في البدء الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية الرسمية وقد تؤثر على استمراريتها.
فعلى سبيل المثال تواجه الصحافة الرسمية معضلتين ملحتين الأولى: جودة الطباعة التي تتراجع يوميا في ظل استمرارية مشكلة صيانة مطابع صحيفة الثورة، والثانية متعلقة بتراجع المخزون الورقي لصحيفة الثورة، وهو ما يهدد بتوقف صحيفتي الثورة والجمهورية عن الصدور في أي وقت ما لم تتخذ التدابير العاجلة.
ومن التدابير العاجلة المطلوبة أيضا ضرورة توسعة البث الإذاعي لإذاعة صنعاء، ومعالجة الإشكالات التي تحول دون ذلك، كذلك فإن توسعة البث الأرضي للفضائية اليمنية يحتاج إلى تدخل مماثل.
أما على صعيد تطوير الأداء الإعلامي بشكل عام، فيمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
تجويد العمل الإعلامي على نحو مهني واحترافي، وهذا يتطلب تركيز الاهتمام على مجال التدريب والتأهيل، وتفعيل دور معهد التدريب الإعلامي التابع لوزارة الإعلام، بحيث يرتبط التوظيف والعمل في المؤسسات الإعلامية الرسمية من خلال التدريب في المعهد الإعلامي.
الاستفادة من تنوع الإعلام المسموع، وزيادة خارطة الإذاعات المحلية، والتنسيق فيما بينها على قاعدة التكامل قبل التنافس، والتفكير في برامج مشتركة على غرار برنامج «العدوان وحدنا».
استغلال حالة المناكفات الإعلامية في صفوف مرتزقة العدوان، والاستثمار الذكي للإعلام القطري أو الممول من قطر، والذي بات يعزف على نغمة المأساة الإنسانية في اليمن، نكاية بالسعودية.
التفكير في التعاقد مع شركات متخصصة بهدف الترويج للملف اليمني على المحافل الدولية عبر وسائل وأدوات احترافية وذكية.
العمل مع الجهات الأمنية على تسهيل زيارة الصحفيين الدوليين والاستفادة من التقارير الإنسانية التي ينشرونها عن اليمن.
تعزيز العلاقات مع وسائل الإعلام العربية والإسلامية الصديقة للشعب اليمني، باتجاه توسعة مساحات البث والنشر عن القضية اليمنية.
الاستفادة من مخرجات كليات الإعلام الحكومية والخاصة، ودعم المشاريع الإبداعية ذات الصلة بجبهة الصمود.
تنظيم مسابقة وطنية في المجالات الإعلامية تحفز على التنافس والإبداع، وتقدم أفكارا خلاقة وجذابة، تساعد على تجاوز حالة الرتابة التي طغت على البرامج الإعلامية.
نقاط الضعف والقوة
ويقول د علي المعطري- معيد بجامعة صنعاء:
كان للإعلام الرسمي أدوار ايجابية في المرحلة الراهنة, لكن في نفس الوقت هناك قصور في بعض الجوانب يجب التنبه لها والعمل على تفاديها بما يسهم في تطوير الاعلام الرسمي المسموع والمقروء والمرئي, وفيما يلي جوانب القوة وجوانب الضعف في الأداء الإعلامي:
من أهم نقاط القوة والادوار الايجابية التي لعبها الإعلام الرسمي خلال المرحلة الراهنة ما يلي:
القدرة على نقل تفاصيل الحرب والقدرة على مواكبة حركة العدوان العسكري في كافة الجبهات بكل تفاصيلها,والقدرة على لعب دور التوجيه المعنوي الذي ساهم في توحيد الجبهة الداخلية على رأي واحد.
يمكن القول أن الاعلام الرسمي خلال المرحلة الراهنة لعب دوره كإعلام حربي مساند للجبهات ومعبر عن حماس الجماهير في الدفاع عن الوطن.
مجرد قدرة المؤسسة الإعلامية على الاستمرار في ظل الحصار رغم الصعوبات التي عانت وتعاني منها كافة المؤسسات هذا بحد ذاته من أهم نقاط القوة ومؤشراتها.
ولكن بالمقابل هناك العديد من الاخفاقات والسلبيات التي يجب التنبه لها والحد منها ومن ذلك ما يلي:
تركيز كافة الامكانيات الإعلامية وتسخيرها لإدارة الصراع والمواجهة مع الخارج دون الالتفات إلى القضايا التي لا تقل خطورة عن العدوان الخارجي ممثلة بالفساد المستشري في كافة المؤسسات والقطاعات الرسمية للدولة.
عدم الالتفات إلى القضايا ذات الطابع الاجتماعي والسعي لمعالجتها الا بالنادر وعلى استحياء في حين انها تحتل مكانة بالغة الاهمية.
في اعتقادي أن الاعلام الرسمي فقد زمام المبادرة وانتقل إلى دائرة ردة الفعل على العدوان العسكري والعسكري فقط.. ومن هنا فإنك تكاد تلمس ان الاعلام الرسمي مجرد متفاعل مع الاحداث ولكنه غير فاعل في توجيه الاحداث. واخيرا ما تم ذكره من نقاط القوة والضعف او الجوانب السلبية هي من قبيل المساهمة في تطوير الاداء الاعلامي وتحسين الاعلام الرسمي.
نقلة نوعية
ا.د محمد عبدالوهاب الفقيه استاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية جامعة صنعاء
مثلت منصات الإعلام الاجتماعي نقلة نوعية في التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة والخبرات، وكونت مجتمعا افتراضيا، وجمعت بين أناس لا يعرفون بعضهم، وجمعت بين أناس لديهم اهتمامات متقاربة. لكن الأمر فيه خطورة، حيث أن مستوى الثقة غير معلوم، وحجم المصداقية غير مؤكد، وبالتالي الرسائل فيها قد تكون مضللة.
ومن هنا أيضا استخدمت هذه المنصات الاجتماعية عبر المواقع الاخبارية، والصحافة الإلكترونية، في عمليات التضليل الإعلامي، أبرز أشكال الحرب الإعلامية.
تمثل الحرب الإعلامية على اليمن مثالا واضحا يحاكي الحرب الإعلامية التي مورست ضد العراق من قبل الشيطان ا?علامي الأكبر الولايات المتحدة.
وبالرغم من الضعف والقصور في تغطية وسائل الاعلام التي تصدت للعدوان و التي تقوم بنشر كل الاعتداءات على اليمن وتنشر كل جرائم العدوان والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين والأطفال الا انها نجحت الى حد ما في التصدي للعدوان والتضليل الإعلامي.
وكان للإذاعات المحلية حضورها القوي والمؤثر وبالذات في الشهور الأولى للعدوان، فبحكم انقطاع الكهرباء في المدن والأرياف اتجه الجمهور الى الإذاعات لمتابعة الاحداث والمشاركة في البرامج التفاعلية التي أطلقتها بعض الإذاعات مثل البرنامج الشهير والمؤثر «يمن الصمود» على إذاعة صنعاء، والذي حضي بمتابعة واسعة من الناس، وكان عبارة عن بث مفتوح مباشر يمتد لأكثر من عشر ساعات.
وكذلك برنامج «العدوان وحدنا» الذي كان ينفذ في استديوهات اذاعات صنعاء ويبث في معظم الإذاعات المحلية مباشرة كل يوم اثنين ويشارك في تنفيذه مذيعون من تلك الإذاعات.
وقال أن الإعلام الحربي مثل رأس الحربة في فضح العدوان وكشف حقيقة جيش التحالف الجبان والمذعور من خلال نشره وتوزيعه لمقاطع فيديو لجنود العدوان وهم يولون الادبار ويلوذون بالفرار خوفا وهربا من ابطال الجيش واللجان الشعبية. وبالتالي سبب حالة انهيار نفسية ومعنوية لقيادة التحالف ومرتزقته وللرأي العام المؤيد للعدوان.
كما ساهم بشكل كبير جدا في رفع الروح المعنوية والقتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية وخفف من حدة ووتيرة الحرب النفسية التي يشنها اعلام العدوان ومرتزقته, ولعب دورا بارزا في توحيد الرأي العام المحلي- ضد العدوان- لأبناء المجتمع اليمني الى حد كبير.
عدم التنسيق
وتطرق الدكتور الفقيه إلى بعض أسباب القصور في مواجهة التضليل الإعلامي منها:
عدم التنسيق بالشكل المطلوب بين وسائل الاعلام المناهضة للعدوان خاصة في ظرف استثنائي تتعرض فيه البلاد لعدوان يقتل كل شيء داخل اليمن، ولم ينجح القائمون على تمويل تلك الوسائل في إنشاء غرفة عمليات مشتركة، ورغم بعض المحاولات من قبل وزارة الإعلام والهيئة الإعلامية لأنصار الله والدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام، إلا أنه لم يتحقق التنسيق بالشكل المطلوب، وظل الأمر مجرد اجتهادات ومبادرات قام بها العاملون في إدارة تلك الوسائل استناداً الى العلاقات الشخصية، والموقف المشترك بينهما الرافض للعدوان، وعليه فقد كان يتم تبادل الصور والمعلومات حول احداث العدوان وجرائمه المرتكبة في حق المدنيين إضافة إلى مواد الإعلام الحربي الخاصة بالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال في المواجهة في بعض المحافظات والحدود مع السعودية.
أيضا عدم وجود جهة مسؤولة وضمن جهاز إداري وحكومي لإدارة الأزمة والمرحلة، والمتوفر من إمكانات وجهود خضع لإدارة موجهة وعشوائية عديمة المعرفة والخبرة فكانت عديمة الجدوى، والإعلام الرسمي أصبح دوره ببغاوي يحاكي خطاب وأسلوب وتعبوية إعلام لا يهتم للمجتمع، وبما أنه لا سلطة ولا حكومة فلا إدارة جماعية واعية وموحدة تستطيع المواجهة والانتاج.
كذلك عدم وجود وسيلة واحدة على الاقل تبث وتنشر باللغة الإنجليزية وتخاطب العالم بما يحدث اذ «كيف يمكن مواجهة التضليل بدون مخاطبة العالم إذاً؟!».
عدم توحيد الخطاب الإعلامي وتعدد وسائل وقنوات التواصل، وعدم التركيز على الروح الوطنية وكل ما هو جامع ومشترك بين مكونات المجتمع.
وعن مواجهة التضليل الإعلامي الذي يؤازر تحالف العدوان على اليمن. ويقدم صورا مغلوطة لحقائق الواقع دعا إلى ضرورة استقطاب المختصين الأكفاء في الأجهزة الإعلامية، والخبراء في المجالات الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، وبالتنسيق والتعاون الوثيق مع الأكاديميين المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية، وكذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وكذلك تحليل رسائل وأساليب التضليل الإعلامي والبحث عن مصادرها ودراستها، ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها وكشف أبعادها وزيفها ومروجيها وأغراضهم، وتفنيدها بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة، وتأمين وحدة خاصة للاستعلامات، لمقاومة أساليب التضليل الإعلامي، بحيث يتمكن المختصون من الإجابة على أي استفسار حول رسائل وموضوعات ومضامين التضليل الإعلامي التي يتم بثها وترويجها، لتجفيف جذورها والقضاء على تأثيراتها مبكراً، ودعم المسؤولين والمتحدثين الرسميين بهذه المعلومات أولاً بأول ليتمكنوا من خلالها من التخاطب مع الجماهير بوضوح.
التنسيق الفعال بين مختلف وسائل الإعلام وعرض الحقائق في وقتها، وتعزيز الثقة فيها وتنمية الوعي الوطني للشعب.
توعية المواطن بأغراض التضليل الإعلامي قدر الإمكان ومواصلة الكفاح والصمود الوطني، وعدم اليأس، والعمل بصدق من أجل أن يعم التعاون والتماسك أفراد المجتمع.
التغطية الكاملة للأحداث بكل مصداقية وموضوعية، وعدم التعتيم على أي انتكاسة عسكرية والتعامل معها بشفافية ووضوح، والنزول الميداني واستخدام الصور للرد على الإشاعات، والتأكد من دقة المعلومات التي تُبث، وعدم الاستهانة بالإشاعات الصادرة من العدو مهما كانت بسيطة والتشكيك الدائم في نواياه، ودراسة كافة الشائعات وتحليل مضمونها، وتحديد دوافعها وأهدافها ومصادرها، وعدم الاكتفاء بالإعلان عن تكذيبها لأنه يصبح تكراراً لها، والتوعية المستمرة بخطورة الأخبار والمعلومات مجهولة أو غير موثوقة المصدر، وعقد مؤتمر أو إصدار بيان يومي يوضح بشفافية ما يحدث يومياً.
توثيق كافة جرائم وانتهاكات العدوان وإرسالها إلى مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية العربية والعالمية، وخلق قنوات تواصل فعالة بين قيادات المؤسسات الحكومية والقيادات السياسية والعسكرية وتنسيق المواقف والقرارات، وتكوين فريق مهني لمواجهة هذا التضليل تتعدد مهارات أعضائه لتشمل الخبرات السياسية والعسكرية، والقدرات الإعلامية الاحترافية، بالإضافة إلى خبراء الاقتصاد والعلوم النفسية والاجتماعية والتاريخية.
حملة شعبية لتوعية المواطن وتحصينه ضد التضليل الذي يمارس بحق اليمن مستخدمين خطباء المساجد والإعلاميين والتربويين حتى تصبح ثقافة مجتمعية.
التواصل مع العالم الخارجي واستغلال المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان مثل مجزرة الصالة الكبرى وغيرها في إظهار الوجه القبيح لهذا التحالف في قتل الأبرياء والمدنين..
الوقوف بحزم أمام حملات التشكيك والهجوم الإعلامية المتبادلة بين إعلامي المؤتمر وأنصار الله التي تؤثر على الرأي العام المحلي والجبهة الداخلية ولا تخدم سوى تحالف العدوان.
دور بارز
ويتحدث الاستاذ عبدالله الحنبصي نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية:
في الحقيقة لعب الإعلام الوطني دوراً بارزاً في هذه المعركة التي تكالبت علينا فيها قوى الطاغوت والاستبكار العالمي، حيث أستطاع أن يفشل الكثير من المخططات التي اعتمد عليها العدوان طيلة الفترة الماضية وهو ما يتضح من خلال الحملات التي أعدها ومولها قوى تحالف العدوان والتي كان أخرها ما يعرف بحملة رياح السلام.
وكان للإعلام الوطني دور هام في كشف هذا المشروع منذ بدايته حيث تمكن منذ الوهلة الاولى من تغيير مسار الحرب الاعلامية ضد بلادنا، استطاع ان يتفوق على الخطاب الاخر ويتجلى ذلك من خلال التوثيق الاعلامي والتغطيات للمعارك الدائرة في الساحل الغربي ورصد وتوثيق حجم الخسائر التي تتكبدها قوى العدوان ومرتزقته وكذلك فضح الصور والمشاهد المرئية المفبركة لإعلام العدو.
ونؤكد بمزيد من التفصيل ان الإعلام الوطني, وبرغم إمكانياته البسيطة, استطاع نقل الصورة الحقيقية للنتائج المدمرة لمغامرة العدوان من قتلى واسرى وآليات محترقة في جبهة الساحل الغربي وكافة الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود, وعمل على دحض فبركات قنوات تحالف العدوان من خلال نقل وقائع اخبار ما يجري بموضوعية بالصوت والصورة من الخطوط الأمامية للجبهات .
ولكن توجد عدد من جوانب التقصير في الاعلام الوطني أبرزها, عدم وجود حلقة وصل بين المنظمات الحقوقية العاملة في اليمن وبين الاعلام الوطني, وتركيزه وتعويله على دور المنظمات الخارجية وبأن الحل لن يأتي الا من الخارج, كذلك عدم التواصل بين وسائل الاعلام والمعنيين في الحكومة والمسئولين لتوضيح الامور بشكل اكثر دقة, أيضا ضرورة ارساء مبدأ الوقاية خير من العلاج في التخاطب مع المناطق المستهدفة وزيادة الوعي لديهم بخطورة العدوان ومخططاته.
لا يلبي رغبات الشعب
بدوره تحدث الأستاذ بجامعة صنعاء سمير البدري بقوله:
الإعلام الرسمي ما يزال مقصرا خاصة في الأشياء الخدمية للمجتمع ولم يكن بالصورة المطلوبة التي تلبي رغبات واحتياجات الشعب خصوصا في مكافحة الفساد,إذ يجب على القائمين على الإعلام تشكيل لجان توعوية وإعلامية لكشف حقيقة الفساد في كافة مفاصل الدولة باعتباره في نظري أهم ركيزة أساسية لبناء الدولة, خصوصا وأننا في ظل تمادي وصلف وهمجية العدوان الأمريكي السعودي وحصاره الجائر.
فلابد من الإعلام بمختلف أنواعه أن يكثف جهوده وأعماله أولا لنقل مظلومية ومعاناة الشعب اليمني وما يتعرض له من مجازر بشعة من قبل العدوان ومرتزقته, وثانيا الإسهام الحقيقي والفعال لنقل المعاناة من وسط الميدان وعلى كافة الأصعدة دون خوف أو قلق, وعليه أن يقوم من خلال ذلك بفضح الأساليب من خلال إجراء التحقيقات الميدانية الواسعة والتطرق لكافة القضايا التي تمارس من قبل بعض المتنفذين.
ونتمنى من كافة الأجهزة الإعلامية أن تكون حلقة وصل فيما بين قيادة الدولة والمواطنين, ولا نريده فقط أن يسلط الضوء فقط على تناول الأخبار الرسمية ويتغيب عن القضايا الجوهرية التي يعاني منها المواطنون, كما نتمنى أن يتم تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي بين جميع أبناء الوطن من خلال حلقات نقاشية وبرامج توعوية هادفة.
أخطاء فظيعة
فيما تحدثت د سامية الأغبري قائلة:
الإعلام الرسمي يعتبر إعلام الدولة والشعب لكن يوجد فهم خاطئ من قبل كافة الأنظمة السابقة والمتلاحقة على مدى التاريخ وخاصة الأنظمة العربية ومن ضمنها اليمنية أنها تعتبر أي نظام يأتي يمسك بزمام السلطة فأن الإعلام الرسمي يتبعه فقط, وبالتالي يصبح وكأنه يتبع الحزب وهذا هو الخطأ الفضيع الذي تقع فيه السلطات.
ولهذا فأي فساد حاصل ويحصل أو مناقشة قضايا مجتمعية لا يتم مناقشته عبر وسائل الإعلام الرسمية خاصة إذا وجدت انتقادات للأخطاء والتجاوزات غير المشروعة من قبل الجهات العسكرية والامنية او في أي مفصل من مفاصل وأروقة الدولة,أو مسؤولين ضالعين في الفساد باعتبار بعضهم مراكز نفوذ أو ما شابه ذلك, فلذا لا يتجرأ الإعلام الرسمي لانتقادهم أو يفضح الفساد الموجودين عندهم وقد يتعرض الصحفيون للوعد والوعيد دون وجود قوانين تحميهم.
وقالت من المفترض طالما وأننا نسمع كثيرا بدعوات مكافحة الفساد النظرية لكننا نريد أن تتحول إلى واقع معاش وعملي يلمسه الناس, لأن المجتمع لا يهمه الهرطقة الإعلامية الفارغة ولكن ينتظر الحلول على أرض الميدان ويتساءل أين الوقع.
فأي كلام لا يقابله فعل لا يحبذ المواطن سماعه,
واعتبرت أن الإعلاميين مجرد أدوات تنفيذية أو سعاة بريد هم فقط يوصلون ما يقوله الحاكم والنظام,لكنهم غائبون عن الميدان لنقل معاناة الناس, وأرى أن تسلط الأجهزة الإعلامية الضوء على معاناة المجتمع وايصال شكاواهم للجهات المسؤولة لحلحلة مشاكلهم بشكل جدي حتى يشعر الناس بالعدالة ويساهمون معا في بناء الدولة التي نحلم بها لسنوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.