لا ريب بأن رهاناتنا الناجعة كدولة ومجتمع على الدور الوطني المأمول من القبيلة اليمنية وموقفها من العدوان الغاشم ستبقى قائمة استنادا الى تلكم التجارب العظيمة للقبيلة اليمنية في مواجهاتها للغزاة والمحتلين عبر المراحل التاريخية المتعاقبة على شعبنا اليمني.. وذلك لثقتنا الكبيرة بأن مقاومة المحتل مترسخة في الوعي الوطني والتي بطبيعتها مقاومة وتقدس دوماً الاستقلال وترفض العبودية والاذلال والتبعية وتعتبر ذلك جزءاً اساسياً من مقومات وجودها.. وبالتالي فقد سجل لنا تاريخ اليمن قديمه وحديثه تلكم المواقف البطولية الوطنية ضد الغزاة والمحتلين وستبقى القبيلة اليمنية عصية على الاستبداد لا تقبل الضيم ويستحيل اختراقها من قبل العدو لكونها محصنة بقيمها واعرافها التي ورثتها جيلاً بعد جيل كخلاصة لثقافة ووعي حضاري منذ آلاف السنين.. «26سبتمبر» التقت الشيخ محمد محمود الذيب شيخ مديرية السبعين بالأمانة فإلى حصيلة حديثه التالي: حوار: عبده سيف الرعيني بداية.. نرجو تسليط الضوء على الدور الوطني للمشايخ في إصلاح ذات البين والقضاء على ظاهرة الثأر؟ لاشك أن قضايا الثأر في المجتمع اليمني هي واحدة من أهم المعضلات التي ينبغي التغلب على تحدياتها وما تخلفه من آثار سيئة على الصعيد الانساني والاجتماعي والاقتصادي ناهيك عن الخسائر الجسيمة وما تتركه من أوجاع وآلام وما تخلفه من خصومات وعداوات وضغائن بين أفراد الأسر اليمنية إضافة الى أن قضايا الثأر أمر يخالف الشرع والقانون ويفضي الى تفكك أسر وشتات اجتماعي يهدد وحدة الصف في المجتمع القبلي المتماسك وينبغي على كافة المشايخ في اليمن اعتبار قضايا الثأر من أولويات مهامها وإصلاح ذات البين من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والذي بدوره سوف يساعدنا على توجيه طاقة المجتمع نحو توطيد روابط الإخاء وتعميق مفاهيم السلم والاستقرار الاجتماعي الدائم والاستمرار بفعالية اكبر في مواجهة تحديات العدوان الغاشم على اليمن وحتى تكون أهم قضايانا الوطنية هي الدفاع عن الارض والعرض ورفد الجبهات بالمال والرجال في الوقت الراهن وترحيل كافة خلافاتنا الهامشية الداخلية حتى تضع الحرب أوزارها وعلينا بذل كل الجهود في سبيل الصمود في وجه العدوان الصهيوأمريكي السعودي الامريكي الذي يستهدف اليمن أرضا وإنساناً. مشاكل مركبة الثأر من أكبر المشاكل التي يجد العدوان من خلالها مسامات في جسد القبيلة ليبث سمومه الشيطانية لتثبيط وتقليل عزيمة روح التضحية والفداء في نفوس بعض أبناء القبائل.. وعليه ماذا ينبغي فعله لتجاوز ذلك؟ بالفعل قضايا الثأر لها انعكاس على أمن واستقرار المواطن اليمني إضافة الى ما يتكبده الوطن من خسائر مادية وبشرية كبيرة بسبب تفشي وانتشار هذه الظاهرة وخصوصاً في المجتمعات النائية والريفية في الجمهورية اليمنية وعليه نستطيع هنا التأكيد أن قضايا الثأر في المجتمع اليمني تعد اليوم واحدة من المشكلات التي تواجهنا وليس هذا فحسب, بل ان العدوان يراهن ومنذ ثلاث سنوات ونصف على استغلال قضايا الثأر للنيل من عزيمة القبيلة اليمنية من خلال نشر وترسيخ ثقافة فرق تسد بين القبائل اليمنية المختلفة كسياسة خبيثة تتبعها قوى الغزو والعدوان كعادتها وأنى يكون لها ذلك فالقبيلة اليمنية أصبحت واعية تماماً بمخططات العدوان الخبيثة ورغم ذلك فإننا هنا ندعو جميع مشايخ اليمن الى المبادرة في نشر ثقافة التسامح والتصالح وحل قضايا الثأر والقضاء على هذه الظاهرة السيئة نهائياً. ما نوع وطبيعة إنجازاتكم الميدانية والعملية على أرض الواقع في حل قضايا الثأر وتحقيق مبدأ التصالح والتسامح وإصلاح ذات البين في إطار مديرية السبعين بصنعاء؟ الحمد لله وبتعاون الوجاهات القبلية والشخصيات الاجتماعية البارزة استطعنا خلال الثلاث السنوات والنصف الماضية التغلب على الكثير من التحديات التي خلفتها النزاعات بين المواطنين في المديرية ومعظم قضايا النزاعات كانت ذات جذور تتصل بالثأر ومنها قضايا ثأر مزمنة ورغم أنني لا أستطيع ذكر عدد القضايا التي تم حلها بالإحصائية الرقمية الدقيقة لكن وعلى سبيل المثال لا الحصر أؤكد لكم انه وخلال العام الحالي 2018م قمنا بالصلح وحل نحو 400 قضية نزاع معظمها قضايا ثأر بين المواطنين على مستوى مديرية السبعين بالامانة الامر الذي يجعلنا نؤكد على أهمية العمل الجاد في القضاء على ظاهرة الثأر كون استمرار قضايا الثأر تخلق أثرا سلبياً على وحدة الصف في مواجهة العدوان الغاشم ناهيك عن إتاحة الفرصة له للتسلل من خلال هذه النزاعات والتأثير على تماسك الجبهة الداخلية ولن يكون له ذلك مهما كانت الاسباب. نود من خلالكم تسليط الضوء على أهم الثوابت العرفية ذات الابعاد الوطنية والدينية التي تؤمن بها القبيلة؟ لقد سجل تاريخ اليمن قديمه وحديثه تلكم المواقف البطولية ذات الأبعاد الوطنية والدينية والاخلاقية للقبيلة اليمنية في الكفاح المسلح ضد الغزاة والمحتلين وستبقى القبيلة اليمنية عصية على الاستبداد لا تقبل الضيم ويستحيل اختراقها من قبل العدو لكونها محصنة بقيمها واعرافها الاصيلة التي تؤمن بها كثوابت عرفية دائمة والتي ورثتها القبيلة اليمنية جيلا بعد جيل كخلاصة لريادة حضارية إنسانية دامت آلاف السنين وأن رهانات العدوان الخاسرة ومحاولاته البائسة قد أثبتت فشلها الذريع وتجرع العدوان مرارة كأس الهزيمة المنكرة رغم استعانته بالمكينة الإعلامية والإقليمية والدولية الهائلة والاموال المدنسة للتأثير في التوجهات والقناعات الوطنية للقبيلة اليمنية الشجاعة الصامدة. ما هي الرسالة التي تقولونها هنا للقبيلة اليمنية؟ ندعو بداعي القبيلة كل القبائل اليمنية الى الالتفاف حول القيادة الثورية والسياسية العليا ودعم الجبهات بالمال والرجال باعتبار ذلك من الامور الحتمية كواجب وطني وديني كما أدعو كافة أبناء الوطن الى وحدة الصف وتلاحم الجبهة الداخلية وترك كل الاختلافات والنزاعات والتفرغ لمواجهة عدونا المشترك المتمثل بالنظامين السعودي والاماراتي ومزيداً من الصمود في وجه العدوان الغاشم حتى تحقيق النصر الكامل.