تحالف العدوان السعودي الإماراتي توهم من ظاهر أعماله وممارساته الخبيثة لأكثر من خمسين عاماً أن حربه الوحشية لن تأخذ أسابيع في استباحة اليمن والإيغال في دماء أبنائه.. الاسابيع والأشهر والسنوات مرت وما يسعى إليه يزداد بعداً لتصبح غاية حربه العدوانية بعيدة المنال وبمرور الوقت ستصبح مستحيلة.. وبالمقابل زاد الشعب اليمني صلابة في صموده وازداد جيشه ولجانه الشعبية إيماناً وخبرة ومراساً في الذود عن حياض وطنه والدفاع عن سيادته ووحدته واستقلاله من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية. أعوام أربعة توشك أن تكتمل والنظام السعودي والإماراتي ومن امامهم وخلفهم أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني يشنون حرباً عسكرية وحشية غاشمة.. وحرباً اقتصادية سياسية اعلامية قذرة.. مطوقين اليمن بحصارهم الجائر ويبيدون اليمنيين مستخدمين أحدث أدوات الموت والدمار.. مليارات عائدات النفط تتدفق بالمئات إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وكندا وغيرها من الدول الغربية لتعود طائرات وبوارج ودبابات ومدرعات وصواريخ وقنابل ذكية وغبية ليصبح هذان النظامان المجرمان العميلين الرئيسين الأهم لتشغيل مصانع أسلحتهم وترامب وماي ومكرون يعلنون جهاراً نهاراً ذلك.. وأمام وحشية جرائم بن سلمان وعيال زايد تفقد المبادئ والقيم الإنسانية معانيها والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان التي يتغنى بها الغرب تصبح مجرد شعارات فارغة أمام سطوة المال النفطي.. كل هذا ينكشف بشكل سافر فتتساقط أوراق التوت وتتعرى الانظمة الغربية أمام شعوبها متجاوزة جرائم تحالف العدوان على اليمن. هذا هو المنحى الذي جاءت فيه مشاورات جنيف والكويت وعمان وأخيراً السويد.. المشاورات السابقة اريد منها المزيد من الوقت والمناورة والتغطية على استمرار العدوان على اليمن أما مشاورات السويد فقد جاءت في لحظة تاريخية لا تحتمل المزيد من ألاعيب الدول الكبرى تجاه تحالف الحرب العدوانية على اليمن في أداتيها الاساسيتين السعودية والامارات ولابد من فعل شيء لانقاذ النظام السعودي من مأزقه وليس حرصاً على أرواح ودماء الشعب اليمني وهذه النقطة الفارقة في مشاورات السويد. الوفد الوطني ذهب إلى استوكهولم وفقاً لما اتفقت عليه القيادة السياسية في العاصمة صنعاء مع المبعوث الأممي مارتن جريفيت في جولاته المكوكية طوال الثمانية الأشهر في المنطقة هي التفاهم على القضايا الإنسانية المتمثلة في رفع الحصار وتسليم مرتبات موظفي الدولة والتوقيع على الإطار السياسي للمفاوضات القادمة في حين الوفد القادم من الرياض وبقية دول تحالف العدوان مازال على برمجته السابقة غير مستوعب المتغيرات أو لا يريد استيعابها لهذا قبل دون توقع ما أملي عليه من دول العدوان وهي الموافقة على تحييد الميناء المتبقي لليمن عن المواجهات بوقف اطلاق النار الذي يجب ان يكون سارياً فور انتهاء مشاورات السويد ولان تحالف العدوان طلب تأجيله إلى منتصف ليلة 18 ديسمبر «فلا بأس» والمهم التزام العدوان ومرتزقته الذين يبدون تصلباً غير مفهومٍ مستنكرٍ من عالم كله فاتفاق الحديدة كما هو حال تبادل الأسرى وفتح مطار صنعاء الدولي وتحييد البنك المركزي ليتمكن من القيام بمهامه وفي مقدمتها مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين وبقية القضايا الأخرى التي تحمل مضامين وطنية وانسانية مرتبطة بحياة شعب وليس طرفاً بعينه.. وهنا ما يثير العجب والاستغراب ما يحاوله أبواق حكومة فنادق الرياض تصويره وبهذا الأصرار المعادي للشعب اليمني تجاه قضايا انسانية بحتة لتتجلى بوضوح حقيقة شرعيتهم الكاذبة والزائفة.. فلا شرعية إلا للمدافع عن سيادة واستقلال وطنه وعن حق شعبه في الحياة الحرة الكريمة على أرضه.