يعتبر التدريب العسكري الركيزة الأساسية للارتقاء بالكفاءة القتالية للقوات المسلحة وهو السبيل لتنمية قدراتها وإمكانيتها لتنفيذ واجباتها الوطنية والتي يأتي على قمتها الدفاع عن أمن وسلامة الدولة والوطن ولقد ظل التدريب العسكري في الجيوش أمراً داخلياً وسراً من الأسرار التي لايسمح بكشفها حتى نشوب الحرب العالمية الثانية والذي كان من أبرز نتائجها قيام الأحلاف العسكرية فعلى الجانب الغربي أنشئ حلف (الناتو) بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ويضم مجموعة دول أوروبا الغربية، يقابله على الجانب الشرقي حلف (وارسو) بقيادة الإتحاد السوفيتي السابق ويضم مجموعة دول أوروبا الشرقية, وفي عصرنا الحالي تحالف من نوع غريب بين الدول العربية ضد بعضها البعض على سبيل المثال تحالف عدة دول عربية وغربية على اليمن ومن ورائها أمريكا وإسرائيل ويقود هذا التحالف البربري والمهين المملكة العربية السعودية بزعامة آل سعود نتيجة حقدهم الأسود ضد الشعب اليمني المسالم واستغلال ثروتها ومعادنها الثمينة وهذه الدول العربية والغربية بنفس الوقت تقودها أمريكا وإسرائيل وكل من هاتين الدولتين تسعى لفرض سيطرتها الكامنة على الدول العربية والسعي نحو مصلحتها الشخصية باستغلال هذا التحالف الهمجي ضد أرض اليمن الحر. ونعود إلى الموضوع الأساسي وهو التدريب العسكري المشترك ومن ذلك الحين بدأ ما يعرف بالتدريبات العسكرية المشتركة بين جيوش دول الأحلاف، وما لبث هذا النوع من التدريب أن أنتشر وأمتد في ظل تطور العلاقات الدولية وتسعى الدول إلى تقوية جيوشها وتبادل الخبرات مع الدول المتطورة في المجال العسكري غير أن مفهوم الاستفادة من تلك التدريبات يختلف بإختلاف الرؤية الإستراتيجية لكل دولة. فإن القصد من أجراء التدريبات العسكرية المشتركة بين الدول الحليفة والصديقة هو التدريب على أنواع مختلفة من الأراضي واختيار الأسلحة والمعدات الجديدة في مناخات وأجواء مغايرة وخلق الانسجام والتنسيق بين القيادات والقوات عند تنفيذ المهام القتالية المشتركة والمرتبطة بأمن ومصالح تلك الدول كما, وأنه يحمل بعداً أقتصادياً كبيراً حيث يعد ميداناً لعرض الدول المنتجة للسلاح لمنتجاتها وبذلك تفتح أسواقاً جديدة وتساعد شركات الإنتاج على ترويج أسلحتها وتقنيتها الحديثة استنادا إلى ما تظهره التدريبات المشتركة من كفاءة هذه الأسلحة وفاعليتها في ميادين القتال كما يحدث في الوقت الراهن في أرض بجعلها حقل تجارب بحيث قامت بعض الدول الكبرى مثل أمريكا وإسرائيل باستعراض كافة أسلحتها الحديثة والمتطورة في أرض اليمن الحر بواسطة الدول العميلة لها كالخليج العربي وبعض الدول العربية ، ولكن الأمر في ظل التعقيدات الدولية وظهور صراع السيطرة والهيمنة بين الدول الكبرى في حقبة الحرب الباردة واستمرار ذلك الصراع بطريقة خفية حتى وقتنا الحاضر جعل العالم ينظر إلى التدريبات المشتركة وخاصة التي تجري بين الدول الكبرى والدول الصغرى في أوقات التوتر الدولي بالشك والريبة وما أن يعلن عن أجراء مثل هذه التدريبات حتى المظاهرات الغاضبة وتشن الحملات الإعلامية المنددة ويبدأ المحللون السياسيون والعسكريون في الربط بين هذه التدريبات والأحداث الجارية فلم تعد التدريبات المشتركة في نظرهم سوى وسيلة من وسائل الضغط السياسي الذي تمارسه الدول ضد بعضها البعض وقمة الفائدة في أغلب الأحيان تقع في الجانب الأقوى وهي الدول الكبرى التي تقدم هذا النوع من التدريب بعملة ذات وجهين، الوجه الأول هو التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات وتعزيز الوضع الأمني في المنطقة وجعلها أموراً تبدو طيبة وحسنة النوايا ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً، والوجه الثاني من العملة هو ما يتخفى في السياسة والأستراتيجة الكبرى العسكرية للدول وهو الجانب الغامض الذي يثير الشك والريبة في النوايا ويتم تفسيره على مجمل الأوضاع السياسية في المناطق المحيطة بساحات التدريب وميادينه. ونحن نلاحظ أن التدريب المشترك في ظل عمليات التجميل التي تجريها الدول الكبرى لتحسين صورته وإبراز إيجابيته قد أصبح برامج سنوية أو دورية بين الدول ويخطط لها توقيتات محددة (صيفاً أوشتاءً) حتى تبعد عنها شبهة الارتباط بالأحداث وتهدف من وراء المشاركة ينعكس منطقياً على قسمة الفائدة فالجانب الأقوى هو الأكثر تحقيقاً للأهداف.