أخذت التطورات في سوريا منحى خطيراً في الأيام القليلة الماضية بقيام تركيا بضرب مناطق سوريا وقالت إن الجيش النظامي السوري قصف منها بعض القرى التركية وقتل في القصف عدد من المواطنين الأتراك بالتزامن مع رسالة وجهتها الحكومة التركية لمجلس الأمن لعقد جلسة عاجلة لبحث ما أسمته العدوان السوري على أراضيها وأنها قد تغاضت عن اعتداءات سابقة قام بها السوريون على مناطق تركية قرب الحدود السورية لمنع اللاجئين السوريين من دخول تركيا أو جعلهم دروعاً بشرية من قبل الجيش الحر الذي يتهمه النظام السوري بالتسبب في المشاكل المتفاقمة بين تركيا ونظام الرئيس بشار الأسد. وفي ذات الوقت أبلغت تركيا حلف النيتو الذي هي عضو مؤسس فيه منذ تشكيله في الخمسينيات من القرن الماضي، وعلى الفور أصدرت قيادة الحلف في تركيا تنديداً وتهديداً من عواقب ما يمارسه النظام السوري مع خرق للقانون الدولي الذي يجرم انتهاك أراضي وسيادة أي دولة عضو في الحلف للخطر، وأن ذلك يعتبر عدواناً مباشراً على دول الحلف مجتمعة وأكدت قيادة الحلف مساندتها لتركيا بصورة لا تقبل الشك بأن أول ما ستقوم به قوات الحلف وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وكل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا هو توجيه ضربة عسكرية شاملة بكل الأسلحة المتطورة انطلاقاً من الحدود التركية وستشمل الحرب القادمة هذه ضرب حزب العمال الكردي التركي الذي وجد فرصة كان يتمناها في الاضطرابات السورية بأن تحركت فيالقه العسكرية التي تدربت في سورياولبنان لكي يشن عدة عمليات ضد الجيش التركي، انطلاقاً من الأراضي السورية التي يشكل الأكراد غالبية فيها ومن شمال العراق الذي يتمتع باستقلال شبه كامل رغم تأكيد الملا مسعود البرزاني لأمريكا والغرب بأنه لا يقدم لأكراد تركيا أي دعم مباشر أو لوجستي لكن الحقيقة أن هناك تعاطفاً ودعماً شعبياً كبيراً لقوات عبدالله أوجلان المحبوس منذ عدة سنوات في جزيرة تركية نائية. احتمالات توسع الصراع في سوريا وضدها باتت تقلق عدداً من دول المنطقة والعالم وروسيا والصين اللتين تقفان بحزم ضد مساعي أمريكا والدول الأوروبية الرئيسية الثلاث لاستصدار قرار من مجلس الأمن يرخص لها شن حملة عسكرية كبيرة مشتركة على غرار حملتها على ليبيا التي انتهت بقتل العقيد القذافي واعتقال أولاده وبعض المسئولين الكبار الذين عملوا معه وفرار وتشتت بقية أسرته في عدة دول وخاصة إيطاليا وقبرص وفنزويلا والمكسيك وربما في بعض الدول العربية كالجزائر وموريتانيا. ولولا الدولتان العضوتان الدائمتان في مجلس الأمن لكان الغرب وفي مقدمته أمريكا قد حسم المعركة لصالح الثورة التي ارتكب قاداتها الميدانيون إلى جانب جيش النظام جرائم إنسانية مرعبة في ظل إنحياز إعلامي واسع ومركز في تلك الدول ضد النظام بأنه هو الذي يقتل شعبه يومياً بمعدل المئات ويدمر المدن ويسويها بالأرض في بعض المناطق وتتهم إيران وحزب الله اللبناني بدعم الجيش الحر عبر العراق وجنوب لبنان بالرجال والأسلحة من منطلق طائفي متصاعد واعد بالاستمرار لسنوات عدة إذا لم يحسم الأمر لصالح الشعب السوري بكل طوائفه وعرقياته أو تبقى إسرائيل هي المستفيد من كل ما حدث ويحدث في سوريا.