كما قال الشاعر :: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم » فعلاً الإنسان كلما كان مالكاً لإرادة الفعل ولديه عزم وتصميم فإنه يستطيع قهر المستحيلات وتجاوز أي صعوبات مهما عظم شأنها، هذا هو حال الأخوة في قيادة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وهيئة تحرير «صحيفة 26سبتمبر»، لذلك لم أفاجأ عندما أخبرني الأخ العزيز/عبدالله بن عامر ، أنهم قرروا إصدار «الصحيفة» يومين في الأسبوع « الأحد والأربعاء» فالقرار دل على وجود قوة إرادة وتصميم للإرتقاء بالرسالة الصحفية التي تقع على عاتق هذه الدائرة والعاملين بها، فرغم الحصار الاقتصادي الجائر واستمرار العدوان وانعدام أبسط الإمكانيات المادية المطلوبة لإصدار «صحيفة» بهذا الحجم وعلى هذا المستوى من حيث الإخراج والتنوع ، كل ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة وإمكانيات أكبر ، بل ويتطلب ميزانية خاصة تساعد على استقطاب المزيد من الكُتاب، خاصة إذا ما أدركنا أن هذه الصحيفة اختطت لنفسها طريقا متميز اجعلها أقرب إلى المدنية ومعالجة هموم وأوضاع الناس رغم أنها تصدر عن مؤسسة عسكرية وهذا هو أساس التميز ، فالصحيفة التي تبدأ اليوم مرحلة جديدة بحيث تصل إلى القارئ في الأسبوع مرتين تحاول أن ترضي أتجاهات وتطلعات القراء ، لتجمع بين المختلف وتعزز المؤتلف بشكل حضاري وأسلوب راق يلمسه القارئ مباشرة عندما يتصفح «الصحيفة»، فهي كما قلنا لم تأخذ الطابع العسكري الجاف لكنها تحولت إلى مدرسة في الصحافة متعددة الألوان ومختلفة الآفاق، الكل يكتب في «سبتمبر» والكل يتهافت على شراء «صحيفة سبتمبر» لأنه يجد فيها زاده الذي يتطلع إليه في الأدب والثقافة والفقه والسياسة والاقتصاد وكل الأشكال النمطية للصحافة بأفق واسع أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة حريصة على أن تفرض قوة الحضور في الشارع اليمني بأسلوب متميز بعيد عن العصبية والغلو والتطرف أو التخصص المميت، في حين أنها تتابع بإسلوب متميز البطولات الأسطورية لرجال الرجال في جبهات القتال الذين يسطرون أعظم الملاحم، في ذات الوقت تهتم بشئون المجتمع وهمومه وتطلعات أبنائه، كل بحسب اتجاهه ومستوى تفكيره ، وهذا هو النمط الراقي الذي يجعل الإعلام يتصدر الاهتمامات على كافة المستويات ويمثل نافذة حقيقية تنقل إلى الآخرين كل ما يعتمل في الداخل اليمني بأسلوب راق يتميز بالشمولية والإصرار على جمع كل الناس في بوتقة الوطن وتحت مظلته، ويبدو أن هذا توجه عام لدى العاملين في هذه المؤسسة العسكرية الهام، فهي في المجال العسكري تبدو واضحة في خطابها الموجه للعالم من خلال المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الناطق بأسم القوات المسلحة ومدير عام التوجيه المعنوي اللواء/ يحيى سريع قاسم ، وفي نفس الوقت لا تنسى الاهتمام بالزاد الذي يحتاج إليه المواطن الباحث عن كل ما يتطلع إليه في فنون الصحافة من الأخبار إلى الكريكاتير إلى الاستطلاعات المبهرة وكل الشئون الثقافية والاجتماعية والاقصادية. وبهذه الخطوة الجريئة نهنئ الزملاء في هذا المرفق الحيوي الهام ونتمنى لهم المزيد من النجاحات لرفد الخطاب الإعلامي اليمني بأشياء حقيقة تتناسب مع الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن في ظل العدوان وغطرسة المعتدين الذين لا يزالون يصرون على استمرار استهداف اليمن الأرض والإنسان بنفس الأسلوب الهمجي ضاربين عرض الحائط بكل الاتفاقات التي تمت برعاية دولية وبإشراف الأممالمتحدة . ونقول للأخوة في صحيفة سبتمبر بارك الله مساعيكم بهذا الاتجاه العظيم وطالما وأنكم بهذا العزم فإنه سيأتي اليوم الذي ستتحول هذه المطبوعة إلى صحيفة يومية تكرس مهنة الصحافة بكل اساليبها وقواعدها السليمة البعيدة عن المناكفات أو الخطابات المملة التي أرهقت ذهن وعقل القارئ . مرة أخرى نبارك للأخوة في سبتمبر ونشد على أيديهم وهنيئاً للإعلام اليمني لأنه ستضاف إليه نافذة هامة موجهة إلى صدور الأعداء المتربصين بالوطن .. والله من وراء القصد ..