الحمدي وسالمين اكتشفا عوامل وحدة نظامين لشعب واحدٍ يأتي باليمن الواحد من اليمن الواحد رؤية الرئيسين للوحدة اليمنية.. يمن واحد كامل السيادة علاقته بالعالم الند بالند لا المستعطي بالمعطي لم تعد تنقطع الشعوب عن وجودها عندما ينقطع عنها المسؤولون عنها , وقد ترجع الى وجودها عندما تحس ضياعها عن هذا الوجود , او ضياع هذا الوجود عن قضيتها .. ولقد احست اليمن ان تاتي من ذاتها عندما حملها على ذلك إحساسها, وعبرت عن هذا الحس بالبحث عن طريق يتصل بسيرتها .. ففجرت الثورات الثقافية ,الثورات الفكرية , الثورات السياسية, الثورات الاجتماعية وتجمعت كل تيارات الانتفاضات وهذه الانتكاسات كي تشكل العمل الكبير , ثورة الفكر السياسي والعمل السياسي فكانت ثورة 26 من سبتمبر وثورة 14 من اكتوبر معجزة للانتكاسات كلها وثمرة العقم كله, والوقوف عند ميلاد الثورتين كشف ويكتشف اكبر حقيقة في اليمن الثائر .. ذلك ان الثورتين من صنع اليمن بشطريه لان صنعاءوعدن ثارتا وفي وقت وعملنا في سد من وقت واحد، كانت عدن ملجأ الاحرار الشماليين من أول الاربعينيات الى مطلع الستينات , "وكانت" صنعاءوتعز محظى ثوار الشطر الجنوبي من اول الاربعينيات الى الستينات , بغض النظر عن نزاهة الثوار ونوعية الثورة , اذ لكل مرحلة طابع ثورتها وطابع ثوارها , وعندما تفجرت في " صنعاء " ثورة سبتمبر تفجرت في "عدن " نفس الثورة فاشتعلت المظاهرات بالشطر الجنوبي مع اشتعال الشطر الشمالي , وكان الشطر الجنوبي أول حامية لحلقة الثورة في الشطر الشمالي , عندما لفظت جماهير الشطر الجنوبي أمراء العهد البائد من أراضيها .. وعندما تكالبت الحروب الاستعمارية الرجعية في ثورة سبتمبر , تلاقي الشطران لدحر الغزو وقاتلا في جبهتين جبهه الدفاع عن الشمال , وجبهه الهجوم ضد السلطة البريطانية الاستعمارية وتعزز النضال بالنضال حتى انتصرت الثورة الواحدة أو الثورتان, وقد كان من المفروض ان يتوج نضال الشطرين بدولة اليمن الواحد, لا أن الاستعمار والاستبداد ترك اثريهما في سيطرته تحت التسمية الجغرافية شمال وجنوب, الارض الموروث" الطائفية ".. ولم ينفرد "اليمن بهذه الصفه وانما اصبح الانقسام ثمرة من ثمرات التحرر من الاستعمار, لان الاستعمار كالمرض الخبيث يترك اثر التخلخل والتشقق, حتى اصبح اكثر من شعب, شعبين او ثلاثة .. اصبحت " الصين " ثلاثة واصبحت " الهند " ثلاثة شعوب الى جانب كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية الى جانب فيتنامين قبل الوحدة .. فهل يختلف " اليمن " عن سواه من الشعوب ؟ يختلف ويتفق , يختلف في انه كان شعبا واحداً في ظل الانظمه المتعددة, ثم شعباً واحداً تحت نظامي الاحتلال والاستبداد .. فكان ابناء الشطر الجنوبي ينتقلون الى الشمال كما ينتقلون الى لحج أو يافع " وكان ابناء الشطر الشمالي ينتقلون " الى عدن كما ينتقل الذماري الى " تعز ,فقد تجذرت واحدية الشعب ولم تقم الفواصل الرهيبة الا من مطلع السبعينيات, ولان هذه الفواصل طفيلية . فقد بدأت اللقاءات بين المسؤولين في الشطرين تعمل على محو الحدود , ووصلت زخرة الامل ذروتها عند لقاء الحمدي وربيع في قعطبة ومن ذلك الحين بدأ " اليمن " بالمخاض, وابتدأ اليمن المنشود يطل من اليمن الموجود ..وقد يرى البعض استحاله الوحدة او صعوبتها , ولكن العوامل التوحيدية اقوى من النقط الصغيرة, لان اليمن بشطريه يتعرض الآن لموامراة من نوع جديد بعد ان فشلت مخططات الستينات , اما اختلاف النظامين فلا يشكل عائقاً, لان النظام التجريبي في الشمال ساعد الثورة النقدية وسبب لها , والنظام الاشتراكي في الجنوب ثورة تجريبية , لانها يمنية القوالب , ثم ان الشطرين يشكلان عدم رضا عن كل القطاعات الاحتكارية , ولعل (الحمدي , وربيع) برؤيتيهما القوية قد لحظا دخائل السياسات الكبري , واكتشفا عوامل وحدة النظامين للشعب الواحد لكي ياتي اليمن الواحد من اليمن الواحد , ولكي يحقق الشطران وحدتهما الاستقلال التام والرخاء الاقتصادي , حتي يتصل " اليمن " بشعوب العالم صلة الند بالند لا صلة المستعطي بالمعطي . ان وحدة الشطرين وسيلة عظمى لغاية اعظم هو " اليمن المستقل المتفتح "..لها فان الواحدة على اهميتها تتوقف على ما سوف تحققه من رخاء وكرامه واثبات وجود..