انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بشدة قرار اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط. والتي أقرت إيجاد آليات لفترة مؤقتة تسمح بمرور المساعدات للشعب الفلسطيني. ووصف هنية هذا القرار بالمنحاز لإسرائيل ولم يراع مصلحة الفلسطينيين. وقال هنية أنه غير متفائل من هذا القرار وإن اللجنة ما زالت تضع شروطا وتستحضرها من حين لآخر بهدف دفع الحكومة إلى تقديم تنازلات تمس الحقوق الفلسطينية والاعتراف بشرعية الاحتلال. وقررت الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تكليف الاتحاد الأوروبي إنشاء آلية مؤقتة لنقل المساعدة مباشرة إلى الفلسطينيين. وقالت الرباعية في بيانها إن هذه الآلية ستكون "مؤقتة لهدف ومدة معينين" وتعمل بكل شفافية ومسؤولية وتؤمن مباشرة نقل أي نوع من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.ومن المقرر أن تستأنف اللجنة اجتماعها الثاني الليلة بحضور وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية للبحث في وضع آلية لتقديم المساعدات المادية للفلسطينيين إذ لم يقرر المشاركون حتى الآن طريقة معينة لتقديم هذه المساعدات. ومن جهتها صرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لإذاعة الجيش صباح اليوم أنقرار الرباعية بتقديم المساعدات الإنسانية لا بأس به بالنسبة لإسرائيل طالما أنها في مسار يتجاوز حماس. أما عضو الكنيست، سيلفان شالوم فقال:"إن القرار خطير ويبعد إمكانية وضع حد لسلطة حماس الإرهابية، ويؤدي في النهاية إلى الإعتراف بالحكومة الفلسطينية بدون أن تتخذ أي خطوة باتجاه الإعتراف بإسرائيل والتنصل من الإرهاب"، على حد قوله! ونقلت "هآرتس" عن عناصر مقربة من كبار المسؤولين في الرباعية، أن المبادرة الفرنسية تقترح إقامة صندوق يعمل في إطار البنك الدولي وتحت مراقبته. ويقوم الصندوق بتجنيد الأموال وتحويلها لدفع رواتب 165 ألف موظف في قطاع غزة والضفة الغربية. من جهة ثانية قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، عاموس يدلين، إنه سيكون في حوزة إيران قنبلة نووية حتى العام 2010. وجاءت أقوال يدلين هذه في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حيث أشار إلى أن الأمر مشروط بعدم تعرض إيران إلى أي عقبات في تطوير برنامجها النووي وعدم وقفها لنشاطها المكثف في هذا المجال! وأضاف يدلين أن إيران تجاوزت في كانون ثاني/يناير من العام الحالي مرحلة تخصيب اليورانيوم في منشآة "نتنز" الواقعة جنوبطهران.وبحسب أقواله فقد تمكن الإيرانيون خلال فترة قصيرة من التوصل إلى تخصيب 3.5% من 100%، الأمر الذي يشير إلى أنهم قد أجروا دراسات في مشاريع سرية. كما أكد على أنه من أجل التوصل إلى صناعة القنبلة النووية يتوجب الوصول إلى المقدرة على تخصيب 25 كيلوغراماً من اليورانيوم، وفي هذه المرحلة فالإيرانيون لا يزالون في مرحلة الغرامات! وجاء أن يدلين نفى صحة التصريحات الإيرانية التي تقول بأن الإيرانيين قد أنهوا عملية الدراسات والتطوير لإنتاج القنبلة النووية. وأضاف أن إيران ستصل إلى نقطة اللاعودة في إنتاج السلاح النووي خلال 6-12 شهراً! وقال يدلين أن إيران تبث شعوراً بالثقة بالنفس لأنها تشعر بنفسها قوية وذات قدرات على مواجهة المجتمع الدولي. وبحسب أقواله فإن جميع الدول العربية، ما عدا سورية، لديها مخاوف من الذرة الإيرانية. وفي حال فرض مجلس الأمن العقوبات على إيران سيكون لذلك تأثير على وتيرة التقدم في البرنامج النووي، لأن إيران لا تزال متعلقة بالغرب من أجل الحصول على النفط المكرر!! ولدى تطرقه لحركة حماس، قال يدلين أن حماس تواصل توسيع مقدراتها العسكرية استعداداً لمواجهات مستقبلية مع إسرائيل. وقال أن لدى حماس المقدرة على إنتاج صواريخ قسام يصل مداها إلى 11-13 كيلومترا، وتطمح الحركة إلى الحصول على صورايخ كاتيوشا من نوع "غراد" والتي يصل مداها إلى 21 كيلومتراً. وأضاف أن المنظمات الفلسطينية يسكنها دافع قوي لاختطاف أحد الجنود الإسرائيليين لمبادلته مع أسرى فلسطينيين.ً "الإرهابيون يمرون بحرية تامة في المعبر الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مما يتيح دخول عناصر من الجهاد العالمي وآخرين مدربين جيداً لتنفيذ عمليات"، على حد قوله. وقال إن "حماس تقوم بمحاولات للتوصل إلى تفاهم مع الفصائل الفلسطينية لوقف العمليات، إلا أن جهودها ليست مكثفة، كما لا تقوم بإدانة العمليات الإرهابية، وإنما يدعون بأنها شرعية"! كما أشار إلى أن "عدم الإرتياح يسود الذراع العسكري لحماس بسبب التوجه نحو لجم العمليات، وهناك عناصر في حماس تقدم المساعدة لحركة فتح في تنفيذ عمليات". وفي حديثه عن منظمة حزب الله قال رئيس الإستخبارات العسكرية إن حزب الله يبحث عن شرعية لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وذلك بسبب الطلعات الجوية لسلاح الطيران الإسرائيلي فوق سماء لبنان، لكون ذلك يشكل خرقاً للسيادة اللبنانية، وبسبب مطالبتهم باستعادة أراضي مزارع شبعا اللبنانية، فضلاً عن المطالبة بإطلاق سراح الأسير سمير قنطار. وكان قد صرح رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، في وقت سابق، بأن حزب الله لا يتوقف عن بذل جهوده لاختطاف جنود إسرائيليين. وذكر في سياق حديثه في معهد "فيشر للدراسات الإستراتيجية" في هرتسليا، بأن حزب الله حاول اختطاف جندي في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي في قرية الغجر، وانتهت المحاولة بمقتل 4 من عناصر حزب الله. وقال غلعاد:" علينا أن نكون يقظين كل الوقت، فمن الممكن أنهم يعتقدون أن إسرائيل لن تستطيع الرد في أعقاب عملية كهذه"، وأضاف أنه "أيد الرد المنضبط بعد عملية الغجر لأن العملية فشلت، بالرغم من أن القضية لا تزال موضع خلاف داخل الأجهزة الأمنية"!