أكد الرئيسان المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني، عمر البشير، اليوم الأحد، أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة في أقرب وقت . جاء ذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عقب ختام مباحثات الرئيسين بالقصر الرئاسي شرقي القاهرة. وفي وقت سابق اليوم، عقد السيسي والبشير جلسة مباحثات بقصر الاتحادية، عقب وقت قصير من وصول البشير القاهرة في زيارة خارجية تعد الثانية خلال أسبوع وتستغرق يوما واحدا. ورغم تواصل اجتماعات مصر والسودان وإثيوبيا بشأن الدراسات الفنية لبناء سد النهضة، بين وقت وآخر إلا أنه لم يتم الوصول إلى حل يرضي الدول الثلاث. وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب)، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر. ووصل الرئيس السوداني عمر البشير قبيل ظهر الأحد الى القاهرة حيث استقبله نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في ثاني زيارة له الى الخارج منذ بدء التظاهرات الداعية الى رحيله قبل أكثر من شهر، حسبما ذكر مراسل وكالة فرانس برس في مطار العاصمة المصرية. وتأتي هذه الزيارة فيما دعا تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات ضد البشير إلى تنظيم اعتصامات في جميع ساحات البلاد الأحد تليها تظاهرات يومية حتى يوم الأربعاء. وكان التجمع نفسه الذي يضم أطباء ومدرسين ومهندسين، دعا المحتجين إلى تظاهرات ليلية السبت. وذكر شهود أن بعض المحتجين حاولوا التجمع في بعض مناطق الخرطوم ليلا لكن لم تحدث تظاهرات كبيرة في العاصمة أو في أم درمان. وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر، عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف. وقد سقط خلالها ثلاثون قتيلا بحسب آخر حصيلة رسمية، في حين تحدثت منظمات غير حكومية عن أربعين قتيلا. والشهر الماضي شهدت الخرطوم اجتماعا على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان. في غضون ذلك، تلقت السلطات السودانية دعم القاهرة مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري في ختام لقاء مع البشير في الخرطوم في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي أن “أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها”. وقال شكري أن بلاده “تثق في أن السودان سيتجاوز الظروف الحالية”. ومصر هي ثاني بلد يزوره البشير منذ بدء الاحتجاجات. وخلال زيارة الى الدوحة في 22 كانون الثاني/يناير الجاري، قالت وسائل الاعلام القطرية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد “موقف بلاده الثابت في حرصها على وحدة السودان واستقراره”. وقال البشير للصحفيين في كلمة له عقب محادثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة في معرض تعليقه على الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ الشهر الماضي”هناك العديد من المنظمات التي تعمل على زعزعة الأوضاع في دول المنطقة، وفيما يخص السودان.. الإعلام الدولي والإقليمي يحاول التهويل ولا ندعي عدم وجود مشكلة“. وأضاف ”هناك محاولات لاستنساخ قضية الربيع العربي في السودان بنفس الشعارات والبرامج والنداءات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي“. وأشاد البشير بزيارة قام بها وفد مصري رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة ووصفها بأنها ”كانت رسالة للشعب السوداني وآخرين... ودعما لاستقرار السودان“. ومنذ بدأت الاحتجاجات، تشير التقديرات الرسمية إلى سقوط 30 قتيلا بينهم اثنان من أفراد الأمن.