صدر تحذير الاحد في برومادينيو، جنوب شرق البرازيل، من خطر انهيار وشيك لسد منجمي ثان، بعد الكارثة التي اسفرت عن 37 قتيلا و300 مفقود الجمعة. وتحدثت الحصيلة الرسمية الاخيرة السبت عن العثور على 34 جثة في الوحول التي سالت من السد، لكن رجال الاطفاء اعلنوا الأحد ان ثلاثة قتلى آخرين تم احصاؤهم. وعمليات البحث عن ناجين التي كان يُفترض أن تُستأنف في الصباح بعدما توقفت مساء السبت، قد علقت بعد الانذار من خطر انهيار سد ثان. وقال للصحافيين رئيس أجهزة الاطفاء المحلية بيدرو أيهارا إن "هذا الخطر حقيقي، وهذا ما دفع فرقنا الى وقف عمليات البحث، وهي تركز جهودها فقط على اجلاء الاشخاص الذين يسكنون في المناطق التي يمكن ان تتأثر". واضاف "فور توجيه الانذار، بدأ رجال الاطفاء باجلاء سكان القرى القريبة من السد". وفي الساعة 5،30 صباحا (7،30 ت غ) دوت صفارات الانذار في هذه الضاحية التي يسكنها 39 الف شخص في ميناس غيريس، فأيقظت سكانا مذعورين سبق ان فجعتهم المأساة، ويواجه معظمهم القلق الناجم عن انعدام الاخبار المتعلقة بذويهم منذ يومين. واعلنت شركة فالي للمناجم في بيان أنها أطلقت أجهزة الإنذار بعد "رصد ارتفاع مستوى المياه في السد 6" وهو المنشأة التي تشكل جزءا من منجم كوريغو الذي انهار سده الرقم 1 الجمعة. واضافت الشركة ان السد 6 "لا يحتوي على نفايات منجمية" بل حوالى 3 الى 4 ملايين متر مكعب من الماء. وطوال السبت، لم يتوقف تحرك المروحيات، لرصد اي مؤشر الى وجود احياء بين ركام الابنية والسيارات. وعثر رجال الانقاذ على حافلة لموظفين غارقة بالكامل، مع عدد من الجثث فيها، وقد تعذر اخراجهم ولم يتم احصاؤهم رسميا بعد. وكانت ولاية ميناس جيرايس تضررت في 2015 جراء انهيار سد منجمي آخر قريب من ماريانا التي تبعد 120 كلم من برومادينيو، وأسفر عن 19 قتيلا وتسبب بكارثة بيئية غير مسبوقة في البرازيل. وغمرت المياه مئات الكيلومترات المربعة، جراء تسونامي من الأوحال عبر ولايتين برازيليتين وانتشر على طول 650 كيلومترا، حتى المحيط الأطلسي عبر مجرى نهر ريو دوسي، أحد أهم الأنهر في البرازيل. وقال لويز جارديم واندرلي، الأختصاصي بالمناجم في جامعة ولاية ريو دي جانيرو، إن كوارث أخرى من هذا النوع يمكن ان تحصل في المستقبل. واضاف "من المحتمل جدا أن يحدث هذا مرة أخرى... نحو 10٪ من السدود لا تتمتع بثبات اكيد، أو لا تتوافر معلومات عن اوضاعها الفعلية. وثمة عدد كبير من السدود تواصل العمل من دون شروط السلامة المناسبة لولاية ميناس جيرايس".